بالصور العربات المتجولة مهنة الغلابة وبدخل زهيد

الساعة 09:57 ص|26 مايو 2015

فلسطين اليوم

يستفيق المواطن « أبو محمد » عند الساعة السابعة صباحاً؛ ليجهز عربته الصغيرة المكونة من ألواح خشبية وأنبوب لتسخين (الفستق) إضافة إلى صندوق يضع بداخله (الترمس) ذا اللون الأصفر البراق، ومع بزوغ أشعة الشمس الحارقة يخرج من منزله ليعود بعد غروب الشمس بأموال زهيدة.

« 10ساعات يقضيها المواطن »أبو محمد« ووالده بين الحارات والشوارع والأزقة سيراً على الأقدام بحثاً عن مشتري؛ ليساعدهما في توفير ما يلزم أطفالهما الـ12 فرداً من احتياجات يومية.

المواطن أبو محمد رفض الإفصاح عن عائلته خشية من البلدية التي تلاحقه في أمكان مختلفة بداعي أن ما يقوم به ليس حضارياً.. حيث قال لمراسل »فلسطين اليوم الإخبارية« : »مهنتي الأساسية خياط توقفتُ عن العمل منذ عام 2007؛ لإغلاق المنطقة الصناعية المحاذية للحدود بين غزة والأراضي المحتلة.

وأضاف: « في ظل زيادة الأعباء بعد زواجي اشتغلت عاملاً في البلاط الذي توقف بسبب تأخر الإعمار، ومع هذه الحالة قررت مع والدي العمل سوياً في بيع الفستق والترمس على عربة متجولة في شوارع غزة لتساعدنا في توفير ما يلزم الأطفال ».

ويقوم أبو محمد بشراء ما قيمته 150شيقل من مكسرات (الفتسق- الترمس) وعلى مدار الساعات الـ10 التي يتجول بها في شوارع غزة يحصل المواطن ما قيمته الـ30 أو 40 شيقل من بيعه.

وفي شارع فلسطين وسط مدينة غزة يتجول المواطن فارس اللوح البالغ من العمر 46 عاماً على عربته الصغيرة المكونة من ألواح خشبية محملاً فيها بعضاً من (خبز الفينو بأنواع المختلفة).. تظهر على وجنتيه علامات التعب والإرهاق، يقف فجأة ليرتشف كوباً من الماء؛ ليخفف من شدة حرارة جسده في ظل ارتفاع حرارة الشمس.

ينادي فارس بصوته الجهور بأزقة الشوارع (الكعك –الكعك) لعله يجد لنداءاته من يستجيب له؛ لكن في أغلب الأوقات يجيبه صدى الصوت ما يشعره بالآسي والألم.

ويقول فارس لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « أعمل في بيع الخبز منذ 26 عاماً، تعرضت العربة خلالها للتخريب والتكسير لكن ظروف حياتي وأبنائي الثلاثة (محمد ومحمود وأحمد) يدفعوني للعمل دون كلل أو ملل ».

ويعاني فارس كسابقه من ضعف البيع بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة.

بينما المواطن جودة النحال بائع الشاي والقهوة في مدينة غزة قام بإجراء 5 عمليات غضروف في ظهره بسبب الجلوس المتواصل والمستمر لأكثر من 12ساعة أمام بضاعته ليبيع المارة وأصحاب المركبات ويمنعه ذلك من المناسبات الاجتماعية والأسرية.

وقد استطاع النحال من إقامة علاقات اجتماعية بالمحيط الذي يعمل به، حيث قال: « أعمل في هذا المكان منذ زمن طويل تجاوز الـ20 عاماً وأغلب من في المكان يتعاملون معي لسمعتي واحترامي لهم ».

وأكد النحال لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، أن المنطقة التي يعمل بها تحتوي على العشرات من باعة القهوة والشاي أغلبهم من الأطفال الذين هجروا مدارسهم مكرهين من أجل مساعدة أسرهم الفقيرة، وشباب يأملون بتوفير بعض الأموال التي تمكنهم من تلبية احتياجات الحياة، فضلاً عن أرباب أسر يسعون لتأمين لقمة عيش لأولادهم.

وقد اشتكى المواطنين جميعاً من غياب الدور الحكومي لعدم قدرته على توفير فرص عمل في ظل البطالة والفقر اللذان يكتوي بنارهما أبناء قطاع غزة خاصة خريجي الجامعات.

وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة، وفقاً لإحصائية أعدتها اللجنة الشعبية لكسر الحصار 80%، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف عاطل من العمل، إذ تتجاوز نسبة البطالة في القطاع 55% من إجمالي القادرين على العمل.



فستق1

قهوة وشاي

فستق

فستق 2

شاي وقهوة

ترمس

بائع متجول

DSC_0013

بائع شاي وقهوة