خبر في اسرائيل أيضا -هآرتس

الساعة 09:01 ص|26 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

صوت مواطنو ايرلندا، التي تعتبر واحدة من الدول المحافظة والدينية في اوروبا، بأغلبية ساحقة في صالح الاعتراف القانوني بالزواج المثلي. وهكذا تنضم ايرلندا الى دول مثل اسبانيا، فرنسا، الارجنتين، الدانمارك و 36 ولاية في الولايات المتحدة، تعترف بالزواج المثلي.

          تحسن نتائج الاستفتاء في ايرلندا في تجسيد التغيير في الموقف الشعبي والمعياري من طائفة المثليين. فقد كانت ايرلندا تعتبر دوما دولة محافظة، كانت فيها العلاقات الجنسية اللوطية جريمة حتى 1993، والاجهاض والطلاق محظوران بالقانون، وترافقت وجدالات اجتماعية عاصفة.

          ويدل انعدام الاعتراض الجوهري على فكرة الزواج المثلي على نضج المجتمع ومؤسساته – بمن فيه المحافظون منهم مثل الكنيسة الكاثوليكية – في قبول شكل الحياة اللوطية وعدم اعتبارها أمرا ينبغي تغييره او التنكر له.

          اسرائيل هي الاخرى جزء من هذه الحركة العالمية. فالجمهور الاسرائيلي ايضا، مثل ذاك في ايرلندا، يبدي انفتاحا وقبولا لطائفة المثليين. ويشهد على ذلك ليس فقط علماء وزعماء الجمهور الذين يعفون من معاناة التخفي بل وايضا وبالاساس العائلات الكثيرة التي يترأسها أمهات أو آباء مثليين، موزعين في كل البلاد؛ مسيرات الفخار التي اصبحت اعيادا وطنية يشارك فيها عموم السكان، ومشاريع القوانين الكثيرة من أجل مساواة الحقوق المدنية والاقتصادية للمثليين، والتي وان كان الكثير منها لم تنضج بعد الى قوانين، الا انها تشق طريق طائفة المثليين الى قلب الاجماع.

          ليس مدحوضا القول انه في اسرائيل 2015 بات الاعتراف بحقوق المثليين نمطا سياسيا عاديا تشارك فيه كل الاحزاب، باستثناء الاحزاب الدينية، والتي في اوساطها ايضا هناك من يبدون انفتاحا وتفهما للموضوع. وقد اثبتت حملة الانتخابات الاخيرة ذلك، عندما هربت تصريحات بالية لاعضاء البيت اليهودي ضد الاعتراف بالزواج المثلي مقترعين محتملين، ولا سيما من الشباب. اما حزب الليكود، بالمقابل، فحرص على أن يبدي أجندة مؤيدة للمثليين، وكبار مسؤولية، بمن فيهم بنيامين نتنياهو، موشيه يعلون وميري ريغف كرروا وعبروا ضد نزعة الخوف من المثلية وفي صالح مساواة الحقوق.

          ان الجمهور في اسرائيل ناضج في معظمه للتقدم في التشريع المثلي، وتقدم مساواة الحقوق للمثليين، وعلى رأسها الحق في الزواج. في اسرائيل متبع الزواج الديني، والذي لا يمكن أن يتضمن زواجا مثليا، وكذا زواج من الجنسين لجملة من الاسباب. ان الاختراق المثلي هو سبب آخر يدعو الى ان تستخدم في اسرائيل آلية الزواج المدني، مثلما في باقي الدول الغربية، وذلك من أجل تحرير جماعات وافراد من السكان من طغيان القوانين غير ذات الصلة بهم، وتقديم العدل والمساواة الحقيقيين لهم.