خبر منتدى « دافوس »..انتقاد واسع لأردني قدم فنجان قهوة عربية « لبيريز »

الساعة 07:34 م|24 مايو 2015

فلسطين اليوم

في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لانتهاكات إسرائيلية يومية تستهدف وجوده وتهويد أرضه والتنكيل بحقه، تستضيف الأراضي العربية المسئولين عن هذه الانتهاكات بكل ترحيب وكرم الضيافة المعروف عند العرب، حيث شارك الرئيس الإسرائيلي السابق شيمعون بيريز ووفد مرافق له منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) في الأردن، كما التقى بعدد من الزعماء العرب كالرئيس الفلسطيني والملك الأردني وأجرى حديث تشاوري على هامش المؤتمر مع الأمين العام للجامعة العربية السابق ورئيس لجنة الخمسين لوضع الدستور المصري عمرو موسى، مما أثار حفيظة كثير من المواطنين العرب الذين دعوا إلى قطع العلاقات مع إسرائيل فعليًا وعمليًا.

أثار ظهور صورة  تعكس كرم الضيافة التي تم استقبال شمعون بيريز في المنتدى، استهجان نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صورة لمواطن أردني يرتدي الزي التقليدي وهو مبتسم ويقدم فنجانا من القهوة العربية لبيريز، الذي استقبل بدوره الفنجان بإبتسامة عريضة.

  استهجن ناشطون استقبال بيريز بالقهوة العربية التي ترمز للكرم في الثقافة العربية، وعلق رسام الكاريكاتير الأردني عمر العبدللات « كثر التهلي يجيب الضيف الردي » وهو مثل أردني شعبي يستخدم لانتقاد الترحيب بالضيوف غير المرغوب فيهم، وقال عضو نقابة المهندسين الأردنيين ميسرة ملص: « قاتل الأطفال بيريز في دافوس اليوم »، مستنكراً تواجد نقابين يدعون حمل لواء مقاومة التطبيع ويشاركون في المؤتمر الذي يستضيف بيريز.

هاجم ناشطون المواطن الأردني الذي قدم فنجان القهوة لبيريز و بدى منحني الرأس مرتديا الزي التقليدي الأردني وهو يقوم بـ « كرم الضيافة »، معتبرين الصورة « مهينة » للشعب الأردني الذي يرتدي جزء كبير منه اللباس التقليدي خصوصا « الشماغ الأحمر ».

تربط الحكومة الأردنية بإسرائيل معاهدة سلام عرفت باسم « اتفاقية وادي عربية » وقعت عام 1994 جعلت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين طبيعية، وأنهت أي نزاع وحددت الشريط الحدودي بينهما، وبناء على هذه المعاهدة يتم تبادل العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين، إلا أن المعاهدة لم تستطيع فرض تطبيع على المستوى الشعبي الذي يرفض إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني.

قاطع مندوبو وسائل إعلام محلية أردنية وعربية تغطية المؤتمر الصحفي لشمعون بيريز الذي عقده، الجمعة، على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي، الذي قال فيه إنه ينبغي على الجميع تجديد الدعم لمفاوضات السلام، وقال إنه لا بديل أفضل من حل الدولتين، مؤكدا أنه من المستحيل تجميد الواقع وأن الوضع الراهن ليس خيارا حقيقيا« ، وذكر بيريز أن السلام مع الأردن ومصر كان حلما واليوم أصبح حقيقة وواقعا.

ومن أبرز المشاهد اللافتة في المؤتمر الاقتصادي مصافحة بين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وشمعون بيريز، التي تعتبر المصافحة »العلنية« الأولى بين بارزاني ومسؤول إسرائيلي رفيع، وتأتي في لحظة بات مطلب »استقلال الاقليم الكردي« محل بحث على الساحة الدولية، خصوصاً بعدما تعهّد المفكر الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي خلال زيارته الأخيرة إلى أربيل، بالعمل على تحويل نظرة الغربيين تجاه الإقليم إلى »دولة مستقلة شرعية« ، في ظل التحول السياسي الذي تشهده تل أبيب نحو »دولة يهودية نهائية« إلى جانب دولة فلسطينية، بحسب زعمه.

سجلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر انسحاب نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي، بسبب حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو المنتدى، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للأعرجي، فيما حضر المؤتمر زعماء عرب كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونائب رئيس الجمهورية العراقي إياد علاوي، وسبق المنتدى اجتماع بين عبدالله الثاني والسيسي، أكد فيه الطرفان »ضرورة مواجهة الإرهاب وعصاباته التي تشكل خطراً على أمن شعوب المنطقة واستقرارها".

وتزامن هذا الحضور الإسرائيلي مع معلومات أبرزتها صحف صهيونية أن ممثلين من دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، التقوا مؤخرا ممثلين إسرائيليين خلال اجتماع عقد في الأردن، وشارك فيه أيضا دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.