تقرير كيف تقضي إجازة صيفية ممتعة في غزة..؟

الساعة 08:24 ص|23 مايو 2015

فلسطين اليوم

ما أن ينتهي العام الدراسي الشاق, تبدأ الوجوه باستبشار وقت الفرج والراحة , وممارسة الهوايات, في إجازة صيفية تمتد لثلاثة شهور، تبدأ بالحيرة والسؤال عن وسائل وطرق للتنزه والاستمتاع بالوقت والترفيه عن الأبناء

ففي نهاية مايو آيار الحالي تنتهي المرحلة الأساسية والإعدادية من الامتحانات, فيما يبدأ طلاب التوجيهي امتحاناتهم النهائية لتبدأ الإجازة الصيفية في نهاية شهر يونيو المقبل، بمخططات عائلية بسيطة لقضاء إجازة ممتعة.

ففي العام الماضي، لم يهنأ الفلسطينيون بإجازة سعيدة، حيث حلت الحرب التي حولت حياتهم لجحيم لا يطاق وأوقاتهم مابين طلقات الرصاص وتدمير المنازل ورائحة دم الشهداء، وتشريد المواطنين من بيوتهم.

ثقافة وراحة وإعادة أوراق

« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » التقت الأخصائي النفسي ماجد صالح للتعرف على كيفية قضاء إجازة ممتعة خلال شهور الصيف القادمة، وسبل إشغالها في قضايا هامة ومفيدة وممتعة في ذات الوقت للأهالي والأبناء.

وقد أوضح صالح، أن الإجازة الصيفية موسم خاص بعد انتهاء عام دراسي وامتحانات للطلاب وبالنسبة للموظف يتسنى له أخد قسط من الراحة، فيحاول أن يشغلها بين أبنائه وعائلته.

ولفت صالح إلى أن هناك نقطة مهمة وهي كيفية استغلال هذا الوقت بشكل أمثل, ناصحاً الأهالي إلحاق أبنائهم بمراكز تُعنى بتطوير القدرات الشابة وتنمية مهاراتهم , مع تأكيده على ندرة هذه المراكز بالقطاع بعدم توفر الإمكانيات المطلوبة .

وبين أنه على الأهل أن يأخذوا بأيدي أبنائهم ليتخطوا مرحلة قدوم هذه الإجازة في قطاع غزة , لتزامنها السنة الماضية بالحرب الضروس التي حلت بأهل القطاع , وإقامة رحلات عائلية ليشعروه بقربهم منه وليتمتع بإجازته , هذه الرحلات يمكن أن تشمل جانبا ترفيهيا وثقافيا كأخذهم عل أماكن أثرية.

وفي سؤال حول دور المخيمات الصيفية في المدارس أو المراكز الثقافية، تابع صالح: أن: المخيمات الصيفية التي تقيمها المراكز الثقافية والأونروا للأسف وقتها قصير لا يستطيع فيها الطفل اكتساب مهارة معينة.

وأشار إلى أن المنشطين في هذه البرامج الصيفية لا يهتمون بما يقدمه للطفل بل ينتظر مردوداً مالياً بعد انتهاء مهمته فقط , وبذلك يحق للأهل منع أبنائهم بالالتحاق بهذه البرامج وليس اعتباطا بل لأنهم لا يلمسوا مروداً ايجابياً في سلوك وثقافة أبنائهم فيفضلون جلوسهم في البيت.

وختم حديثه بنصيحة للأهالي بإرسال أبنائهم إلى مراكز تحفيظ القرآن لما له تأثير على سلوكه, مشيراً إلى أن كتاب الله خير معلم, وذلك تزامناً مع الشهر الفضيل ليعزز ارتباطه بدينه فالوقت لله لن يضيع هدر.

تفريغ انفعالي

من ناحيتها، أوضحت الأخصائية الاجتماعية فلسطين عابد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن هناك العديد من البرامج المفيدة التي يجب على العائلات الغزية الاهتمام بها خلال الإجازة الصيفية تجاه أبنائهم، من بينها وتعد لها أهمية التفريغ الانفعالي عن أطفالنا في ظل الحصار والكبت  القصف.

ونوهت إلى أنه من الأمور الهامة التردد على المراكز الثقافية أو المكتبات للقراءة، وممكن التنزه في الحدائق مع اصطحاب كتاب مفيد، حتى يتم الجمع بين المتعة والعلم.

وشددت عابد، على ضرورة تحديد الهدف من الإجازة منذ البداية ووضع خطة برامجية حيث أن الهدف يدفع العائلة  للتخطيط و الاستفادة من وقتهم في الإجازة، فهي ليست للترفيه والراحة فقط، وإن كان التفكير بالراحة والترفيه أمرًا مطلوبًا مهم وخاصة في قطاع غزة ، إلا أن الهدف من الراحة والترفيه هو إعادة ترتيب الأوراق، والتخطيط للمستقبل، والخروج من الروتين الدراسي الممل.

وبينت، أن الراحة فرصة لإشباع الرغبات النفسية المهمة، المتمثلة في الهوايات المختلفة، مثل القراءة، والاطلاع على الثقافات العديدة، أو ممارسة الرياضة، مثل السباحة أو السلة أو القدم  وكرة القدم وغيرها، أو تصفح الإنترنت ليس للعب فقط للبحث عن المفيد النافع فيه.

وتختلف رؤية البعض لكيفية قضاء الإجازة الصيفية، ولكن الأهم، أن الإجازة هي أيام معدودات لا يمكن أن تعود، ومن الجميل أن تستثمر في أشياء ايجابية لها مردود ايجابي على الأطفال وعائلاتهم.