خبر التالي في الدور ... هآرتس

الساعة 08:35 ص|22 مايو 2015

بقلم

(المضمون: مهزلة الحكومة الاكثر يمينية، قومية ودينية في تاريخ الدولة ويشرف عليها رئيس وزراء نفد جدول أعماله يقف في وجهها اسحق هرتسوغ الباعث على الشفقة وعديم الوسيلة. هذه المهزلة يجب أن يوضع لها حد - المصدر).

منذ البداية ما كان ينبغي أن يكون مرشح المعسكر الصهيوني لرئاسة الوزراء؛ كان عليه أن يستقيل، بالضبط مثل نظيره إد ميلبند، عشية هزيمته. ولكن حتى لو كان تجاوز هذين العائقين - امس، اليوم، أو في اقصى الاحوال غدا، فان عليه أن يستقيل من منصبه في أعقاب الفيلم الوثائقي الذي كشف النقاب عن سلوكه في حملة الانتخابات.

من آمن قبل الانتخابات بانه هو الرجل، من آمن بعدها بان عليه أن يبقى ويواصل القيادة – كان ينبغي له أن يشاهد فيلم عنات غورين، « هرتسوغ »، الذي بث قسمه الاول أول أمس في برنامج « همكور » في القناة 10. وكل ذلك من اجل الفهم بان اسحق هرتسوغ قد يكون رجلا ممتازا، لطيف المعشر، نزيه، مثقف ومستقيم، ولكن من هذا التيس لن ينزع حليب رئيس وزراء، زعيم أو سياسي على الاقل.

غداة الانتخابات، أو في اقصى الاحوال غداة بث « هرتسوغ »، كان ينبغي لهذا الموضوع أن ينتهي. هرتسوغ غير مناسب، هرتسوغ لم يكن ابدا مناسبا – والان الفيلم ايضا.

هرتسوغ في « هرتسوغ »، مثل هرتسوغ في الحياة، ليس ملائما لان يكون رئيس وزراء، ولا حتى رئيس معارضة. كان هناك من اعتقدوا ذلك منذ زمن بعيد، ولكن حتى من اخطأ وآمن به لم يعد يمكنه أن يتنكر للصورة التي برزت أول أمس من الشاشة الصغيرة.

« إذن ما الذي تريدونه؟ قولوا الى اين؟ »، يسأل هرتسوغ في احدى لحظات الهبوط في توثيق حملته. « هل يمكن لاحد أن يأتي الينا؟ ليوجهنا؟ ليشرح لنا ماذا يحصل؟ »، بدأ يقول في لحظة حرج اخرى من انعدام الوسيلة والعجز، شبه الباعثة على الشفقة. وفعلا، اين سيقف؟ قرب الشجرة التي زرعها جده في غوش عصيون؟ إذ هنا تقع الشمس على وجهه، ومن هناك لا يرى المرء النصب التذكاري. إذن ماذا سيفعل؟ وماذا سنفعل نحن؟ لعله يجب أن نذكر براك اوباما في الخطاب؟ ولعله لا؟ ولعله يجب أن يكون هناك ماء على الجدار؟ ولعله لا. وفي كل الاحوال لعله يجب وضع الخطاب على الجدار ولعله لا.

لقد سبق أن شاهدنا هنا سياسيين سخيفين ان اصبحوا دمى في ايدي مستشارين اعلاميين. مستشارون اعلاميون متبجحون هم ايضا شاهدناهم حتى التعب. ولكن الخليط الذي يتكون من روبين أدلر واسحق هرتسوغ هو بالتأكيد اكثرهم تلفا: تعابير الغرور والاعتداد من المستشار الساحر، الذي يتفجر من شدة الشعور بالاهمية الذاتية، اقدامه على الطاولة، أمام انعدام الوسيلة لدمية المسرح التي يحاول ان يحركها بخيوطه الوهمية. خليط من السياسي الضعيف واليائس والمستشار المغرور لم يؤدِ أبدا الى اماكن طيبة؛ فمتى سينهض هنا السياسي الذي لن ينصت للمستشارين؟

الرجل الذي شهد على نفسه « عندي احساس باني أقف على رأس معسكر كبير »، وانه « يرى خطوات الى الامام »، ما كان ينبغي منذ البداية أن يتنافس على منصب اكبر من حجمه. ولكن السياسي – النبي لم يتنازل. لعل هذه هي مأساته ولعلها مأساة حزبه. وقد اصبحت الان مهزلة، وقريبا ستصبح مصيبة.

وهكذا هي وجه الامور: الحكومة الاكثر يمينية، قومية ودينية في تاريخ الدولة صعدت الى الحكم باغلبية طفيفة. عناصرها تجاوزت حدود الهذيان، وتصريحاتهم تجاوزت حدود الذوق السيء. حكومة وزير التعليم فيها يشرح بان « التعليم هو التطلع لان يحب كل طفل وطفلة الوطن »، هي حكومة هواة جمع الاشياء: هكذا تحدثوا ذات مرة في رومانيا نيكولاي تشاوتشسكو. ربما ايضا في المانيا انور هوجا. على هذه الحكومة يشرف رئيس وزراء نفد جدول أعماله: ايران نزلت من الصورة ومثلها ايضا الامل في الدولتين. ولم يتبقَ له غير تقويض نظام الحكم على طريقة الحكام الذين يبقون في الحكم لزمن طويل جدا.

ومن يقف أمام كل هذا؟ اسحق هرتسوغ. زعيم المعارضة. حفيد الحاخام وابن الرئيس.

هذه المهزلة يجب أن يوضع لها حد.