خلال مؤتمر صحفي

خبر الرجوب: نحن لا نخلط بين الرياضة والسياسة ونريد حلاً نهائياً لا وعوداً

الساعة 07:50 ص|21 مايو 2015

فلسطين اليوم

شدد اللواء جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم على أن إتحاده لا يخلط أبدا بين الرياضة والسياسة، وكل الإتحادات الرياضية في فلسطين تفصل الرياضة عن السياسة.

وقال الرجوب خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتر عصر اليوم الأربعاء في مقر أكاديمية بلاتر الرياضية بالبيرة:« نريد آليات رقابة واضحة يتم إقرارها من قبل الجمعية العمومية، بهدف إحداث فرق حقيقي على الأرض، ولا نريد وعودا على الورق فقط، وسنستمر بخطواتنا حتى تحقيق كافة مطالبنا المشروعة ».

واستنكر الرجوب ادعاءات الإتحاد الإسرائيلي لنظيره الفلسطيني بالخلط بين السياسة والرياضية قائلاً:« لن أكون في منصبي لو اتبعت هذا النهج، وإن العنصرية والإذلال والقتل هو العار بحد ذاته، إن الإتحاد الوطني الفلسطيني يعمل من أجل مصلحة كرة القدم واللاعبين ».

وأضاف الرجوب:« لا توجد أية صلة بين القضية الرياضية والجهود السياسية المطالبة بدولة مستقلة، لقد تم تفعيل مطالبنا بسبب عدم التقدم واستمرار الممارسات العنصرية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، نريد حلاً نهائياً وفق لقوانين (الفيفا)، لأن العنصرية أخطر المظاهر التي تواجه كرة القدم ».

ودعا الرجوب لتعليق عضوية إسرائيل أسوة بتعليق عضوية إتحاد جنوب إفريقيا بسبب الممارسات العنصرية في القرن الماضي، علاوةً على إيقاف عضوية الاتحاد اليوغسلافي في بداية التسعينيات بسبب جرائم الحرب.

وشدد الرجوب على أن الإتحاد الإسرائيلي شارك في ممارسات حكومته من خلال السماح لخمسة أندية تابعة للمستوطنات بالضفة الغربية باللعب في الدوري الإسرائيلي رغم إقامتها على أراض محتلة، إضافة لعدم معاقبته للأندية التي تطلق شعارات عنصرية بحق الأندية العربية، كما شارك في عدم منح اللاعبين الفلسطينيين حرية الحركة والتنقل، ومنعه من استلام معدات رياضية من الإتحاد الدولي لكرة القدم نفسه وهو ما يعد انتهاك صارخ للمواثيق والقوانين وشعارات (الفيفا)، منوهاً لحق فلسطين بإقامة دوري موحد وليس دوري يعتمد على التقسيم الجغرافي للإحتلال.

وحول موافقة الإتحاد الإسرائيلي على إقامة مباراة من أجل السلام، طالب الرجوب بتوفير المناخ المناسب لإنجاحها وذلك من خلال منح كرة القدم الفلسطينية حقها، والإعتراف الرسمي الكامل بالإتحاد الوطني الرياضي الفلسطيني من قبل الإتحاد الإسرائيلي.

واعتبر الرجوب أن الرياضة عامةً وكرة القدم خاصةً هي لبناء جسور تواصل، لكن هذه الجسور بحاجة لأسس متينة قائمة على إنهاء المعاناة والعنصرية، مطالباً الإسرائيليين برفع البطاقة الحمراء في وجه حكومتهم التي تكرس هذه الممارسات.

وجدد الرجوب ثقته ببلاتر لتغيير الوضع القائم، متمنياً أن تطبق الوعود المطلقة من قبل رئيس حكومة الإحتلال، في ظل عدم التزام الإسرائيليين بوعودهم مراراً وتكراراً، وإلا فإن الحل الوحيد هو الذهاب لتصويت الكونجرس؛ بغية الضغط على إسرائيل لتقديم التنازلات ورؤية حقبة جديدة للرياضة الفلسطينية.

بلاتر: تلقيت وعوداً من الجانب الإسرائيلي لحل مشكلة الرياضيين الفلسطينيين

من جانبه امتدح جوزيف بلاتر كلمات اللواء الرجوب عندما اعتبره في مهمة من أجل السلام، إضافة للثقة للموكلة إليه في إنهاء معاناة كرة القدم الفلسطينية، واصفاً إياه بالأخ والصديق العزيز، مهنئاً المنتخب الوطني -الذي تابع أفراده وقائع المؤتمر- على تأهلهم ومشاركتهم في نهائيات كأس آسيا الأخيرة بأستراليا.

وقال بلاتر أنه التقى يوم أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وطلب منه بعض الحلول لحل المشكلة، ووافق نتنياهو على وجود مجموعة عمل تضم ثلاثة أطراف وهم ممثلين عن الفيفا، وطرف من الجانب الفلسطيني، وآخر إسرائيلي، وأن تلتقي بشكل شهري لتحليل ومراقبة الوضع، وهو الشيء الذي تم تأسيسه في السنوات الماضية لتيسير حركة اللاعبين. 

وتابع بلاتر:« يجب أن يكون هناك أشخاص متخصصون على الحواجز لتسهيل تنقل اللاعبين وخدمات نقل واضحة ومحددة، هذا ما اقترحوه وقالوا إنه سيتم تنفيذه، وإعطاء اللاعبين والرياضيين بطاقات خاصة، ولكن المشكلة الحساسة وهي الفرق الخمسة التي تنافس في الدوري الإسرائيلي والتي تنتمي للمستوطنات وهي موجودة في أراضٍ تابعة لفلسطين ومتنازع عليها مع الجانب الآخر، هذا ليس له علاقة بقوانين (الفيفا) ولكن ممكن أن تصبح متعلقة بها إذ إن أندية تابعة لاتحاد تلعب في اتحاد وأرض أخرى، ويجب أن يحصلوا على الإذن، وناقشنا ذلك مع الرئيس محمود عباس ».

وقال بلاتر:« أنا مسرور لأعود لفلسطين وأنتم تعرفون كم أحب أهل فلسطين وكم هم يحبونني، وكانت لدي فرصة للمشاركة في افتتاح ملعب بتواجد العديد من الأطفال والبنات، وحقهم أن يتمتعوا باللعبة والحياة وهذا مبدأ للفيفا ورئيس الفيفا وكرة القدم يجب أن توحد الناس والشعوب وأن توحد مشاعر الأمل، رغم الصعوبات، وقد وضع الإتحاد الفلسطيني بندا لتعليق عضوية اتحاد آخر، وهو يطالب بحقوقه كباقي الإتحادات الرياضية في العالم لممارسة أنشطته الرياضية دون وجود معيقات من أي اتحاد، وهذا حق ضمنته كافة قوانين الفيفا ».

وأضاف بلاتر بقوله:« كرة القدم قائمة على توحيد الشعوب، والتوجه للكونجرس سيكون سابقةً تاريخية، مما سيدفع عدة اتحادات للمطالبة بالمثل، وكرئيس الفيفا أريد السلام وهذه المهمة لن تتوقف الآن وستستمر، لذلك نسعى لايجاد حل بالتعاون مع الأطراف السياسية والرياضية، لذلك أثرنا القضية مع الحكومة الإسرائيلية التي أصبحت مدركة للوضع القائم ووافقت على تشكيل مجموعة عمل بمشاركة الفيفا تلتقي بشكل شهري لتحليل ومراقبة الأوضاع وتعيين أشخاص متخصصين على الحواجز لتسهيل نقل اللاعبين من خلال بطاقات خاصة، إضافة لضرورة الإعفاء الضريبي على المعدات الرياضية ».

ووصف بلاتر الرئيس محمود عباس بملاك السلام بعد لقائه اليوم وتأكيد الرئيس على فصل السياسة عن الرياضة، مبدياً تفهمه لمطالبة الإتحاد الفلسطيني بحقوقه قائلاً:« أتفهم قلقكم ومخاوفكم ومعاناتكم، ولكن يجب أن نحل قضايا متعلقة بكرة القدم بطريقة سلمية، اللجنة التنفيذية لم تتخذ إي اجراءات، وتلقينا الآلاف من الرسائل التي تطالبنا بتعليق عضوية إسرائيل، ولكن هناك نقاشات مع شخصيات إسرائيلية، وهم مدركون ويعرفون أن إسرائيل يجب أن تقوم بشيء لحل المشكلة ».

وبعد نهاية المؤتمر الصحفي غادر بلاتر رفقة اللواء الرجوب إلى فندق جراند بارك لتناول طعام الغداء بحضور العديد من الشخصيات الرسمية والإعتبارية والقناصل والسفراء وممثلين عن الشركات الراعية لإتحاد كرة القدم وأعضاء مجلس الإتحاد وروؤساء أندية المحترفين.