خبر يحيموفيتش تشوشت- هآرتس

الساعة 08:11 ص|20 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سافي راخلفسكي

 (المضمون: أكثر الاخطار المحدقة باسرائيل هو الدكتاتورية التي يمثلها نتنياهو، وليس بامكان كحلون تحقيق اصلاحاته في ظل هذه الدكتاتورية. واذا لم يستطع وقف هذه الدكتاتورية فعلى بعض رجاله القيام بذلك نيابة عنه وسيتجاوزون بذلك ديان في حينه - المصدر).

 

          بعد انتخابات 1977 انتقل موشيه ديان للعمل مع الليكود. لولا خطوته هذه لما كان اتفاق السلام مع مصر قد وقع. الاتفاق الذي قام به مع نظيره المصري حسن التهامي بخصوص شروط السلام أدى الى مجيء السادات. أمام 60 عضو كنيست من الائتلاف الذي يلفظ أنفاسه هناك حاجة الى أن تكون ديان. إن مهمة وضع حد للتهديد غير الديمقراطي من بنيامين نتنياهو فان الاستراتيجية مهمة بدرجة ليست أقل من السلام مع مصر.

 

          معظم اعضاء الكنيست لا يدعمون نتنياهو. ايضا في اليمين يفهمون أنه من غير الممكن أن اليهود الذين اضطهدوا على أيدي دكتاتوريات عنصرية يولوا واحدا كهذا عليهم. عضو الكنيست الذي اختفى من أمام شليط في المستشفى لم يكن ذلك صدفة. لم يكن صدفة وقوف جلعاد اردان ضد سحق الاتصالات الحرة، لقد دمر التخطيط في وزارة الداخلية وزعرنة نتنياهو في وزارة الاتصالات. ليس صدفة وجود افيغدور ليبرمان في الخارج.

 

          يوجد هنا أمر يقلق اليسار واليمين. دكتاتورية سيئة للجميع. خلية تصفية الصحف بمساعدة مئات الملايين لحملة الحاكم التي تسمى « اسرائيل اليوم »، لا تحارب فقط اليسار. ليبرمان، نفتالي بينيت واردان يتلقون الضربات ليس أقل من غيرهم. عندما يسيطر مسيطر على الاتصالات – هكذا علمنا التاريخ – ايضا فان رفاقه تتم تصفيتهم، على الأقل سياسيا.

 

          إن الثقة الموجودة لدى « كلنا »، عندما ينضم الى تشويهات نتنياهو، مُدمرة. المساواة ومناكفة الديمقراطية لا تسيران معا. المشكلة هي في من يُعين وليس في من يتم تعيينهم. يبرز من بين هذه تعيين تسيبي حوطوبلي مسؤولة عن وزارة الخارجية. نتنياهو يعين من يعتبر بينيت مقارنة معها يساريا. نظام يستدعي العقوبات ويؤدي بغلاء المعيشة للوصول الى الذروة.

 

          الامر يتعلق بعمل غير اخلاقي. لقد أوضح كحلون مرارا لرجاله أنه يفضل حكومة مصالحة وطنية مع هرتسوغ، وأنه سيحافظ على محكمة العدل العليا والاتصالات. ونظرا لأن ناخبيه هم من الوسط المعتدل فانه لن يذهب الى حكومة يمين متطرفة، وبالتأكيد ليس الى حكومة الـ 61. اذا لماذا يفعل هذا؟ إن أمل كحلون بأن تقوم شيلي يحيموفيتش بانقاذه هو وهم. إن عرض يحيموفيتش للتعاون من اجل ألا يستمر حكم نتنياهو – لا أساس له من الصحة وضار وغير اخلاقي.

 

          يحيموفيتش عليها أن تكون اول من يعرف أن اقتراح دعم وتقوية الشر بمساعدة « الامور الجيدة » التي يقوم بها هي مهزلة. نظام غير ديمقراطي الذي بدأ بتدمير وزارة الاتصالات، وليس معه اغلبية – هل ستنقذه يحيموفيتش. هناك حدود لكل مناورة.

 

          إن الدخول الخاطيء الى الائتلاف هو أمر مفضل كثيرا على الاقتراح السخيف ليحيموفيتش. فهو على الاقل سيحبط من الداخل جزء من السوء. هل يجب مساعدة كحلون في الوقت الذي فيه اصبعه تُمكن من تدمير الاتصالات والديمقراطية وتهدد باحراق المنطقة عن طريق جبل الهيكل؟ هل جُن أحد ما تماما. ليتفضل كحلون بالانضمام الى ائتلاف ديمقراطي يدعي أنه أراده. فقط بالديمقراطية يمكن تحقيق المساواة.

 

          مساعدة « كلنا » معكوسة. فاصلاحاتها يمكن أن تتحقق فقط في حكومة مصالحة لحزب العمل. 63 نائبا صوتوا لتغييرات كحلون، عندما تأتي من اليسار. عندما ينضم الحريديون الى ائتلاف هرتسوغ والعرب يدعمون من الخارج، سيكون لها 76 داعما. حتى ليبرمان، وربما بينيت وأردان، يمكن أن يدعما. ليس هناك مهمة أكثر أهمية من انقاذ اسرائيل من الدكتاتورية. إن الاختراق السياسي سينتظر.

 

          في ظل نتنياهو فان اسرائيل هبطت الى ما دون المكانة الـ 100 في العالم في مقياس حرية الصحافة، وكانت في قمة الدول الصناعية في الفقر والفجوات. لو كان هناك تصويت سري حول حكمه في الكنيست لكان من المعقول أن نتنياهو لم يكن ليحصل حتى على 30 صوتا. عدم الثقة به في الليكود هو مطلق. يدركون هناك أنه تحت حاكم غير ديمقراطي ليس هناك حياة لأحد سواه.

 

          على حزب « كلنا » عمل شيء ما. اذا لم يكن لكحلون شجاعة، فعلى رجلين من رجاله القيام بذلك من اجله والانضمام الى عدم الثقة البناء الذي سيوقف خطر نتنياهو. ليس هناك شيء اكثر من هذا اخلاقية. ومجدهم سيتجاوز ديان.