تقرير العمرة فشلت.. ما مصير موسم الحج؟

الساعة 02:49 م|19 مايو 2015

فلسطين اليوم

« فشل موسم العمرة للعام 2015 على وقع إغلاق معبر رفح البري »، هذا ما حمله مضمون بيان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والذي دعت فيه المواطنين المسجلين لموسم العمرة لعام 1436هـ, بضرورة استرداد واستعادة أي مبالغ أو رسوم تم دفعها لشركات الحج والعمرة, وذلك نظرًا لعدم وجود رؤية واضحة تتعلق بالموسم.

ومنذ بداية موسم العمرة في ديسمبر الماضي وحتى اللحظة لم يتمكن أي معتمر من مغادرة قطاع غزة لأداء العمرة؛ بسبب إغلاق معبر رفح البري.

وتكبدت شركات الحج والعمرة في قطاع غزة خسائر مادية فادحة مع مواصلة السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري؛ بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ أكثر من خمسة شهور على التوالي؛ حسب ما يفيد الجانب الأمني المصري.

رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور أكد وجود آلاف المسجلين للعمرة في قطاع غزة لم يتمكنوا من أداء الفريضة حتى اللحظة بسبب تواصل إغلاق معبر رفح البري.

وأوضح أبو مذكور لـ« فلسطين اليوم » أن شركات الحج والعمرة في القطاع تكبدت خسائر تتراوح قيمتها بين 450 ألف دينار إلى 500 ألف دينار من « اللحم الحي » للشركات، مع استمرار إغلاق المعبر منذ 6 شهور دون وجود أفق لفتحه؛ حسب ما وثقت جمعيته.

أصحاب الشركات: الخسائر قاربت على نصف مليون دينار اردني

وأشار ان من حق المسجلين للعمرة استعادة أي مبالغ أو رسوم تم دفعها لشركات الحج والعمرة، وان الجمعية ستعمل على دفع المكاتب لتسهيل إعادة الأموال إلى المواطنين.

ويطالب أصحاب شركات الحج والعمرة بغزة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والجهات المسؤولة بضرورة الوقوف إلى جانبهم وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بشركاتهم بفعل فشل الموسم.

ودعا وزارة الأوقاف للوقوف إلى جانب المكاتب التي تعرضت لخسائر مادية فادحة، والعمل على التعويض المادي بنسبٍ معينة على قدر الخسارة، مشيراً ان عملية التعويضات حصلت بالسابق عام 2008 بعد فشل موسم الحج بسبب إغلاق معبر رفح إبان اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والتجذبات السياسية بين حماس وفتح في حينه.

مطالبات بتعويض شركات العمرة في غزة بعض الضرر المادي الذي بهم

وكان معين مشتهى صاحب شركة معين مشتهى للحج والعمرة أكد في تصريحات سابقة لـ« فلسطين اليوم » أن جميع الشركات في غزة خاصة التي تمتلك عقوداً من وزارة الأوقاف تعرضت لخسائر فادحة تتخطى شهرياً حاجز في مجملها حاجز 140 ألف دينار أردني على أقل تقدير.

وأوضح مشتهى والذي يمتلك كبرى شركات الحج والعمرة في غزة أن الضرر المادي طال الشركات بعد فوات أربعة شهور من الموسم « ولن يحسنها فتح المعبر(..) كل يوم يفوتنا من الموسم يكبدنا خسائر مادية فادحة ».

وبين أن خسائر الشركات تزداد في الأشهر القادمة (رجب، شعبان، رمضان) لأسباب عدة أبرزها أن المئات يتهافتون في تلك الأشهر على الموسم.

وأشار مشتهى أن الخسائر تتمحور في خمسة بنود وهي خسارة مبدأ الربح في الموسم ككل، وانتهاء حجوزات الفنادق والسكن في المدينة ومكة والتي تحجز بـ« عربون سلفاً »، خسارة التأمينات والكفالات عند الشركات السعودية وهي قرابة 200 ألف ريال سعودي للشركات السعودية، خسارة التأمين المحلي عند الوزارة، وعدم القدرة على دفع رواتب الموظفين في الشركات، وتحمل إيجارات مقار الشركات السنوية دون دخول وموار مالية بسبب تعثر الموسم، إلى جانب الالتزام برسوم الكهرباء والماء والنت والاتصالات، ورسوم رخصة الأوقاف.

 ولفت أن المطلوب من الجهات المعنية ان تقف إلى جانب شركات العمرة وأن تعمل على تعويضهم، موضحاً أنهم تقدموا بطلب إلى وزارة الأوقاف التي وعدت بدراسة خسائرهم.

وعبر عن شعوره بمرارة في تعثر الموسم لأهالي غزة في الوقت الذي يحج فيها ملايين المسلمين إلى الأراضي المقدسة.

مخاوف من فشل موسم الحج لعام 2015

وما يخيف شركات الحج والعمرة بشكل اكبر إمكانية فشل موسم الحج للعام 2015 بسبب استمرار إغلاق معبر رفح البري وعدم وجود أفق لفتحه من قبل السلطات المصرية.

ووفقاً لأبو مذكور فإن وزارة الأوقاف لم تحجز الغرف الفندقية والطيران لموسم الحج لقطاع غزة خشية فساد الموسم بسبب إغلاق معبر رفح البري.

وأوضح ان الخسارة في موسم الحج تكون خفيفة بالنسبة لشركات الحج والعمرة في غزة، مقارنة بالخسارة التي تتكبدها وزارة الأوقاف والمسجلين للحج؛ ومن المعروف أن المكاتب والشركات تتمتع في موسم العمرة بالتسجيل بحرية كاملة للمعتمرين دون تدخل من الوزارة، وان موسم الحج تكون مسؤوليته من نصيب الوزارة وهي مالكة الموسم.

بدوره، نفى وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الوفاق الوطني د. يوسف ادعيس علمه بالبيان الصادر عن وزارة الأوقاف والذي يطالب المسجلين بسحب مبالغ أو رسوم تم دفعها لشركات الحج والعمرة لصالح العمرة.

وأكد الوزير ادعيس ان من نشر البيان الغير رسمي هو وكيل الوزارة في غزة حسن الصيفي، مستغرباً إقدامه على تلك الخطوة دون موافقته أو إعلامه بها، مشيراً « من صاغه ووزعه يتحمل مسؤوليته وتبعاته ».

وأوضح ادعيس أن فشل العمرة من نجاحها لم يحدد بعد، وان فشلها من عدمه سيكون محدد من قبل وزارة الأوقاف بشكل رسمي بعد شهر رمضان المبارك.

 الوزير ادعيس: البيان لا يمثل الأوقاف ومتفائل خير بالنسبة للعمرة والحديث عن الحج سابق لأوانه

وأشار أنه « متفائل خيراً في إنجاح الموسم ».

وبالنسبة لموسم الحج وعدم إتمام الحجوزات الفندقية والطيران لحجاج غزة، أوضح « انه تبقى لموسم الحج أربعة شهور والحديث عن إمكانية نجاح الموسم من فشله سابق لأوانه ».

وحاولت « فلسطين اليوم » التواصل مع وكيل الوزارة في غزة حسن الصيفي عبر هاتفه لأخذ توضيحات بشان موسم العمرة ورد على حقيقة البيان الأخير إلا أنه لم يرد.

وكانت أفواج المعتمرين في الضفة المحتلة بدأت خلال شهر يناير الماضي بالمغادرة عن طريق معبر الكرامة، متوجهين إلى الديار الحجازية لأداء مناسك العمرة، ووصل عدد المسجلين للعمرة في مكاتب الضفة المحتلة نحو 30 الف معتمر.