خبر عن المجد والعار-اسرائيل اليوم

الساعة 09:23 ص|19 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: درور ايدار

          (المضمون: الهجوم الذي شنه هرتسوغ على ريغف كان شبيها بهجوم الطيبي على انستاسيا ميخائيلي. فهو ينسب لحزبه الاعلان عن اقامة الدولة وتحرير القدس في الوقت الذي كان فيه الذين سقطوا في المعارك ليسوا من مصوتي مباي فقط - المصدر).

          من المهم التوقف عند خطاب اسحق هرتسوغ عشية أداء الحكومة لليمين. في غير صالحه فقد امتد خط بين اقواله وبين خطاب التمائم ليئير غربوز. كل كلمة وجهها هرتسوغ لنتنياهو بأنه « اشترى السلطة بالكذب »، وجهت ايضا تجاه ناخبيه وشركائه الطبيعيين. بعد ذلك يحذر بعدم المس باسرائيل الحرة والديمقراطية.

          كم من العصير يمكن عصره من اقوال نتنياهو عن « المصوتين العرب »؟ هرتسوغ « هستيريا، تحريض، التمييز ضد بني البشر فقط بسبب ديانتهم ». هذا ما يقوله من شريكته في القيادة تسيبي لفني قالت إن « المعسكر الصهيوني » يُحرك من « الخوف من أن يقودنا نتنياهو الى دولة عربية والخ ». من هنا يتعامل مع العرب باعتبارهم التهديد الاكبر على اسرائيل؟ في المقابل، نتنياهو تحدث عن المصوتين العرب الذين ينتمون الى القائمة العربية التي تطالب بتغيير هوية اسرائيل، ولهذا من الضروري التنافس معهم في صندوق الانتخابات. أين رأيت « تمييزا على أساس ديني »؟ بالمناسبة، أعلن هرتسوغ أنه سيقود « معارضة لن تكون في يوم من الايام ضد دولة اسرائيل » – هل اقواله تمثل ايضا القائمة العربية الموحدة؟.

          « من المجد البيتاري لم تُبق حجرا على حجر »، قال هرتسوغ موجهاً كلامه مباشرة الى وزيرة الثقافة ميري ريغف. هذه هي الرياح التي تهب في معسكر اليسار، تبجحا فارغا تفوح منه رائحة العنصرية. عندها صفقت ريغف وأحضرت علما. وأضاف: « بهيمة »، لوث فمه بفظاظة وأخجل تراث مقتفي الأثر. هل انتبه شخص ما لهذا العار في اقوال هرتسوغ؟ لم يُسمع اعتراض من جانب المنظمات النسوية مثلما لم يسمع تجاه الجنسية المرفوضة ليوسف برتسكي فيما يتعلق بوزيرة العدل اييلت شكيد. تصرف مشابه سجل مرة من جانب عضو الكنيست احمد الطيبي عندما شبه عضوة الكنيست انستاسيا ميخائيلي بالمومس. ايضا اذا كان دم نساء اليمين (وسارة نتنياهو على رأسهن) مباحا من قبل اليسار، فلماذا يصمت اليمين؟ هذا ليس غفري بناي، هذا اسحق هرتسوغ.

          « حركتي (العمل) هي الحركة التي اعلنت عن اقامة الدولة »، هكذا نسب ذات مرة هرتسوغ الاعلان عن اقامة الدولة لحزب العمل. هرتسوغ يعرف معنى « مبعوث الجمهور » – في نفس يوم الجمعة المصيري، دافيد بن غوريون لم يقف هناك كممثل لحزب ما بل كزعيم للشعب اليهودي بمختلف اجياله، وفقط بقوة كل الشعب أعلن عن تجديد مملكة اسرائيل الثالثة. ومع هذا اختار هرتسوغ أن يقول تلك الاقوال القاسية. وقال: « أنا أقف على رأس حركة العمل التي وحدت القدس عاصمتنا الأبدية ». مرة اخرى نسب الى حزبه تحرير القدس. في ميدان القتال في حرب الاستقلال وحرب الايام الستة لم يسقط فقط مصوتو مباي.

          في كل الاحوال، يا ليت أنه كان بالامكان تصديق هرتسوغ، لكن فقط قبل سنتين ونصف، في مقابلة مع « يديعوت احرونوت » قال اقوالا سيكون مسرورا اليوم باخفائها: « أرى القدس تمثل عاصمتين سياسيتين، في شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وفي غربي القدس عاصمة للدولة اليهودية. هكذا أرى المخرج ». وعندما سئل هل القدس ستبقى كلها تحت السيادة الاسرائيلية؟ أجاب: « أنا لا أنزل الى الامور الدقيقة ولا أدير هنا مفاوضات. حائط المبكى سيبقى في أيدي اسرائيل وفي باقي الامور يجب أن نكون خلاقين ». معسكر صهيوني لكن بدون صهيون.

          في النهاية، دعا هرتسوغ نتنياهو الى التعلم من بن غوريون الذي أعلن عن اقامة الدولة رغم كل الاحتمالات السياسية والعسكرية (وتغيير الواقع المستقبلي والقيام بعمل تاريخي). وكان يقصد العملية السياسية واقامة الدولة الفلسطينية التي ستكون مدخلا للخلافة الاسلامية على بعد أمتار من مركز البلاد. وعلى العكس تماما، لو كان نتنياهو هرول الى « عملية سياسية » كهذه لكان العالم قد صفق له وبما فيه وسائل الاعلام الاسرائيلية وحزب العمل. لكن بالضبط (إبن التاريخ) فهم أن عليه مسؤولية تجاه مستقبل الشعب اليهودي في البلاد ولن يعيد الاخطاء القاتلة التي هددت وجودنا. هكذا يرون الخطر ويختارون الأمل بالحياة. يجدر بهرتسوغ أن يتعلم نصيحة أبتليون في « الآباء »: أيها الحكماء احذروا في اقوالكم.