خبر دبلوماسي مصري سابق يدعو إلى حوار مباشر مع « حماس »

الساعة 10:51 ص|18 مايو 2015

فلسطين اليوم

انتقد أستاذ القانون والعلاقات الدولية الديبلوماسي المصري السابق عبد الله الأشعل بشدة أحكام القضاء المصري المتعلقة بعناصر فلسطينية بعضها استشهد وبعضها الآخر في السجون الإسرائيلية، واعتبر ذلك فضيحة بحق القضاء المصري.

ودعا الأشعل في تصريحات لـ « قدس برس »، إلى حوار بين مصر وحركة « حماس » على أعلى مستوى من أجل المصلحة العليا للمنطقة بالكامل، وقال: « لا شك أن صدور أحكام قضائية مصرية ضد عناصر فلسطينية توفيت أو هي أسيرة في سجون الاحتلال يعتبر فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة تنال من سمعة القضاء المصري ومن الدولة المصرية، ولو فرضنا أن الأحكام كانت بتوجيه سياسي كان الأصل أن يتأكد القضاة من أن الأسماء صحيحة وليست ميتة أو في سجون الاحتلال.

وأعتقد أن من سيحسم هذا الجدل الغامض بشأن العلاقة مع »حماس« هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا الملف لا بد من تسويته بهدوء، فالمصريون جميعا مهما اختلفوا هم مع شرعية المقاومة ومع المحافظة عليها، لكن لا بد من قطع الشبهات التي تتحدث عن أن حماس ضالعة في أعمال ضد الجيش المصري ».

وأضاف: « لذلك أنا أدعو إلى حوار على أعلى المستويات بين مصر وحركة حماس يكون صريحا ومخلصا على قاعدة أن المقاومة سند لمصر ولجيشها وأن مصر وجيشها سند للمقاومة ».

على صعيد آخر رأى الأشعل أن مصر لم تعد تحتمل المزيد من التصعيد والتوتر والذهاب إلى المجهول، واستبعد أن تقدم السلطات المصرية الحالية على تنفيذ أحكام الإعدام بحق الرئيس السابق محمد مرسي ورفاقه، وقال: « هناك غموض شديد يلف الأحكام القضائية ويترك المجال فسيحا للتأويلات والانتقادات الدولية، وهذا أمر مشروع لأن الأمر لا يتعلق بشأن داخلي صرف طالما أنه يمس حياة الناس، ولذلك فإن المطلوب أن يستيقظ حكام مصر الحاليين بتبيان الحقيقة والدفاع عن قراراتهم، وإلا فإن البلاد تتجه إلى الفوضى العارمة ».

ودعا الأشعل الرئيس المصري إلى خطوات شجاعة لوقف هذا التوجه، وقال: « نصيحتي لقادة مصر، وللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يشعرك بصدقه حين الكلام، أن يتدخل للتهدئة ووضع حد لهذه الفوضى، فمصر لا تحتمل المزيد.

هناك جهات كثيرة لها مصلحة في تصفية حساباتها مع الإخوان، فالجيش له من أيام عبد الناصر على الإخوان مؤاخذات، والناصريون يلبسون قميص عبد الناصر ويريدون الثأر، والعلمانيون والليبراليون يريدون إنهاء الاسلاميين، والبابا له أيضا موقفه ضد الإسلام، وإذا كان الإخوان أغبياء في السياسة لكنهم في الدعوة أذكياء، وأعتقد أنه إذا كان الهدف مما جرى إبعاد الإخوان عن الحكم فقد تم ذلك، أما إذا كان الأمر يتعلق باستئصالهم من الحياة فتلك قضية الأخرى ستفتح البلاد أمام سيناريوهات عدة من بينها الانفجار وانهيار الدولة والفوضى ».

وأضاف: « من هنا أعتقد أن النصيحة المخلصة للرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتحلى بالشجاعة الأدبية ويعمل على إعادة اللحمة بين المصريين، ومنع انزلاق البلاد إلى فتنة طائفية طاحنة »، على حد تعبيره.