خبر التوحيد الحقيقي -معاريف

الساعة 09:40 ص|18 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: شلومو ليفي

          (المضمون: بدلا من الاحتفال بالماضي بصورة تقصي عنا مجموعة سكانية كاملة، علينا استغلال يوم القدس من اجل الحديث عن المستقبل الذي ننظر فيه الى التنوع في المدينة كفرصة - المصدر).

          يوم القدس تحول على مر السنين، للأسف، الى احتفال فارغ من المضمون. توحيد المدينة كان يتوجب أن يكون احتفالا، نظرا لأنه ضم في داخله التطلعات التي تستطيع عاصمة، وبالاحرى مدينة مثل القدس، ويجب عليها أن تكون، مدينة عالمية جذابة متجددة ومتنوعة وتقدم الامكانية. كان هذا اليوم بذرة للأمل لمستقبل افضل، لكن يوم القدس في ايامنا هذه تحول الى احتفال، فيه يتنافس السياسيون بينهم على اطلاق الشعارات حول عاصمتنا الموحدة الى أبد الآبدين، والى يوم يسير فيه اليهود وهم يحملون اعلام اسرائيل في شوارع الحي الاسلامي ليثبتوا من هو رب البيت.

          مضت سنة على القدس، وبعد توقف قليل جدا رجع الارهاب الى شوارعها، والعنف والعنصرية هددت ثانية برفع رأسها البشع وأن تسم بالكراهية والحقد الديني كل شيء جيد وجميل فيها، ومن هذه هناك عدد غير قليل. القدس موجودة اليوم في ذروة صراع انتعاش مذهل، يقوده رئيس البلدية نير بركات. بعد عقد أوصل المدينة الى حافة جرف اقتصادي واجتماعي. إن تحويل القدس الى مدينة منتجة وجذابة، الى مدينة عاصمة حقيقية، يجب أن يكون مهمة قومية لأن القدس اليوم هي المختبر الاجتماعي النهائي لدولة اسرائيل. لهذا فان يوم القدس يجب أن يكون يوما لا نقدس فيه الماضي بل نفكر فيه بقدس المستقبل.

          لقد أحسن رئيس البلدية صنعا عندما وضع على طاولة الحكومة في يوم القدس خطة عنوانها « القدس 2020 ». لكن هذه ليست خطة لحكومات وسياسيين فقط – لقد وضعت القدس في السنوات الاخيرة الشباب في مركز خطة عملها. يجب على الشباب أن يردوا لها الجميل وأن يتحولوا من جزء من المشكلة الى جزء من الحل – أن يأخذوا على عاتقهم المسؤولية عن المدينة التي يعيشون فيها وعن الناس الذين يعيشون معهم وأن يغيروا من الاسفل. الطبقة الشابة في المدينة اليوم، اصدقائي ونظرائي، هي النخبة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية القادمة لدولة اسرائيل. بعد عشر سنوات من اليوم سترون نفس اولئك الشباب في مركز اتخاذ القرارات الاكثر اهمية في الدولة. يجب علينا ألا نبقي القدس كشعارات واعلام لن تخرج منها فائدة.

          اذا تم اعتبار القدس من قبل الجمهور كمكان للنزاع العنيف، مدينة دينية محافظة، متطرفة ومتوترة، فان علينا التخطيط لمستقبل تتحول فيه القدس الى مدينة منتجة. مدينة سياحية ومركزا يعج بالمبادرات، مدينة تنجح في أن تستوعب كل التوترات للجمهور الذي يعيش فيها. نموذجا للتسامح الديني. من اجل أن ننجح في ذلك يجب الاستثمار في الشباب، في البنى التحتية وفي البرامج والمشاريع التي تدفع بها الى هناك. في السنوات الاخيرة كان هناك تحرك في الاتجاه الصحيح، لكن هذا لا يكفي. يجب على الشباب أن يكونوا شركاء كاملين في هذه العملية. بدلا من الاحتفال بالماضي بصورة تقصي عنا مجموعة سكانية كاملة، علينا أن نستغل يوم القدس من اجل الحديث عن المستقبل الذي سيتم فيه الاحتفال بوحدة حقيقية – فيزيائية واجتماعية، الذي فيه نتطلع الى التنوع في المدينة (افضلية وعنصر مهم في الابداع) كفرصة. يوم تتحول فيه القدس الى أن تكون مكانا يندمج فيه الشباب من خلفيات مختلفة حول القاسم المشترك لنا جميعا، الذي هو أن جميعنا ترعرعنا هنا ونحن نحب البيت الخاص والمثير للالهام لنا – من اجل أن نخلق شيئا جديدا – قدس المستقبل، القدس الموحدة حقا.