خبر انقاذ اسرائيل من الجمود- هآرتس

الساعة 09:34 ص|18 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          يقول المنطق البسيط بحزم ان الحكومة الجديدة التي اقامها بنيامين نتنياهو لن تجلب السلام. وبالتأكيد ليس بمبادرتها. فحل الدولتين للشعبين تنكر له نتنياهو منذ حملته الانتخابية وهو لا يحسب محمود عباس شريكا ويعتبر الادارة الامريكية عدوا. تكفي هذه لقمع كل أمل في انعطافة سياسية. ولكن يتبين أن عباس بالذات يواصل التمسك باحتمال المسيرة السلمية، وفي خطاب القاه في ذكرى يوم النكبة عاد وعدد شروطه لاستئناف المفاوضات: وقف البناء في المستوطنات، تحرير السجناء الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو ومفاوضات متواصلة على مدى سنة يتقرر في ختامها جدول زمني لانهاء الاحتلال، في العام 2017.

          يمكن للمرء أن يرفع حاجبه عجبا لهذه السذاجة الظاهرة، او الانقطاع الذي يبديه عباس عن الواقع. كما يمكن الاشارة اليه للمقابلة الصحفية التي منحها الرئيس اوباما لشبكة « العربية » وقرر فيها بان اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ليس ممكنا في السنة القريبة القادمة (ويمكن بالمناسبة العجب بل والاحتجاج على قرار اوباما إذ من غير الولايات المتحدة يمكنه أن يمارس الضغط السياسي كي يدفع حكومة اسرئيل لتغيير سياستها). ولكن في هذا الواقع بالذات، الذي يبدو في هذه اللحظة كمسمار بلا رأس، وغير قابل للتغيير، تكمن آلية خطيرة.

          الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا، ليست مستعدة لان تخاطر بالجمود السياسي. والجمعية العمومية التي ستنعقد في ايلول ناضجة أكثر مما في الماضي لاتخاذ قرارات حازمة تدعم مطلب الفلسطينيين الاعتراف باستقلالهم. والمزيد فالمزيد من المنظمات تنضم الى حركة المقاطعة على اسرائيل. وقد أعلنت بضع دول في اوروبا منذ الان عن اعترافها بالدولة الفلسطينية او عن استعدادها للاعتراف بها. وفي المناطق نفسها يتشكيل جو من اليأس من الحل السياسي، ولا ينبغي الاعتماد على أن يبقى الهدوء الى الابد.

          هذه الازمة تهدد دولة اسرائيل وكل واحد من مواطنيها. وفي ظل عدم وجود حكومة تعترف بالخطر الكامن في الجمود السياسي، فان المعارضة ملزمة برفع صوتها عاليا. هذه المعارضة، التي تعهدت بان تكون مقاتلة، لا يحق لها أن تكتفي بردود الفعل أو بالشعارات. عليها أن تتبنى شروط ابو مازن كنقطة بدء للمفاوضات والاعلان عن « اهليته » كشريك. عليها أن تعمل في الساحة الداخلية والخارجية كي تجند الزعماء والدول في ائتلاف متعدد الجنسيات يدفع نحو مفاوضات سياسية، وتعرض خطة واقعية تقنع الجمهور في اسرائيل وفي العالم بانه يوجد بديل للسور الحديدي الذي اقامته حكومة نتنياهو.