تقرير توحيد القدس .. عيد لهم ويوم على المقدسيين

الساعة 09:04 ص|17 مايو 2015

فلسطين اليوم

منذ فجر اليوم والقدس المحتلة تحولت إلى ثكنة عسكرية، أغلقت سلطات الاحتلال الصهيوني من كل اتجاه وطوقت محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى بالكامل، تحضيرا لما يسمى ب« عيد توحيد القدس ».

وما يسمى بالعيد لدى الصهاينة، وهو اليوم الذي أكمل الصهاينة سيطرتهم على مدينة القدس بالكامل بعد احتلال الشق الشرقي منها، بعد احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية بعد حرب العام 1967.

في مثل هذا اليوم، الأحد 17 أيار 2015، بالتقويم العبري (الثامن والعشرين من الشّهر الثامن) سقطت كامل القدس غربيها وشرقيها، وأحكمت قبضة الاحتلال على البلدة القديمة من المدينة تحديدا وعلى محيط المسجد الأقصى المبارك ورفع العلم الإسرائيلي فوقها.

ومنذ العام 1968 اتخذت حكومة الاحتلال هذا التاريخ عيدا يحتفل به سنوياً ك« عيدا وطنيا » عن طريق سّن قانون “يوم القدس” في الكنيست الإسرائيلي في العام 1998.

يتضمن هذا اليوم، احتفالات صهيونية شعبية ورسمية، يشارك فيها بكثرة المستوطنين والمتدينين المتشددين من كل المستوطنين المنتشرة في أنحاء فلسطين التاريخية، فيشارك آلاف المستوطنين وخاصة الفتية منهم فيما يسمى « رقصة الأعلام »، وهي مسيرة ضخمة يتخللها رقص يهودي على شكل دائرة والتلويح بأعلام إسرائيلية، والغناء لـ« يروشلايم شل زهاف » – قدس الذهب، ويتخللها كذلك شعارات مسيئة للعرب والنبي محمد عليه الصلاة والسّلام.

وتخرج المسيرة من منطقة « حديقة الاستقلال » المقامة على أراضي مقبرة مأمن الله غربي المدينة، وتخرج كذلك من حديقة “ساكر” القريبة من مستعمرة « رحافيا »، لتصل كل هذه المجموعات إلى شارع يافا ومن ثم باب الجديد إلى باب العامود، ومنه إلى حائط البراق حيث تختتم.

على الصعيد الرسمي، يجري احتفال في منطقة « تلة الذخيرة »، وهي تلة مقابلة للشيخ جراح في القدس كانت خنادق ومخازن للجيش الأردني قبيل احتلال عام 1967، وقد كان لهذه التلة دور مهم ومركزي في اجتياح شرقي القدس حينها. في هذا الحفل في العام 1995 جدد « اسحاق رابين » رئيس حكومة الاحتلال آنذاك « وفاءه للقدس الموحدة »، وجاء ذلك بعد توقيع تفاهمات أوسلو وتعرضه لانتقادات اسرائيلية داخلية تتهمه بأنه « سيفرط بشرقي القدس ».

في اليوم الذي يلي « يوم القدس » يتم توزيع جوائز موسكوفيش للصهيونية في مستوطنة « عير دافيد » المقامة على أراضي سلوان جنوبي الأقصى. هذه الجوائز أسست على يد « ايرفينغ موسكوفيتش وزوجته » وهو أحد الصهاينة الأمريكان الداعمين بشدة لبناء المستوطنات شرقي القدس ويساهم في تبرعات مادية ضخمة للجمعيات الاستيطانية. تعطي هذه الجوائز بقيمة 100 ألف دولار لشخصين يساهمان في “تحقيق الصهيونية وابتكار افكار جديدة لمجابهة التحديات التي تقف أمام الصهيونية في إسرائيل”. توزع هذه الجوائز منذ 2008.

في نفس اليوم هناك تأبين ليهود الفلاشا الذي ماتوا في طريقهم إلى فلسطين المحتلة. صدر القرار بهذا التأبين من حكومة اريئيل شارون في العام 2004، واختير يوم القدس لذلك على اعتبار أن شعار هؤلاء الفلاشا في هجرتهم الاستيطانية لفلسطين كان متعلقاً بالوصول إلى القدس

تشهد مدينة القدس المحتلة خلال هذا اليوم تجمعات كبيرة للمستوطنين حاملين الأعلام وهاتفين في حلقات استفزازية راقصة « شعب إسرائيل حيّ »، وتنظم المدارس الإسرائيلية والتجمعات الشبابية فعاليات ورحل إلى القدس لتعزيز « الشعور الصهيوني بها ». كما تتجول مجموعات متفرقة من جيش الاحتلال في القدس ضمن جولات تعريفية.

وفلسطينيا، تكون الصورة معكوسة، ففي هذا اليوم الذي اكتملت فيه احتلال القدس، والسيطرة الكاملة على عاصمة الفلسطينيين، وبدأت معركتهم مع الاحتلال بالسيطرة عليها.

ويتخلل هذا اليوم من سنوات مواجهات وصدام مع المقدسيين وتحديدا في منطقة باب العامود ومحيط المسجد الأقصى، حيث تقام أكبر احتفالات المستوطنين فيها.