خبر اللوبي « الإسرائيلي » والانتخابات البريطانية: تراجع العدد وزيادة النفوذ

الساعة 06:17 ص|17 مايو 2015

فلسطين اليوم

لم تخف منظمات اللوبي المؤيّد لإسرائيل في بريطانيا موقفها خلال حملات الحشد للانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي، بعدما حسمت خيارها مبكراً في تأييد حزب المحافظين على حساب حزب العمال. فمنذ صوّت مجلس النواب البريطاني بأغلبية من حزب العمال لصالح الاعتراف بدولة فلسطين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الكثير من الشخصيات وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل عن سحب تأييدها لحزب العمال، بقيادة إيد ميليباند، وذلك عقاباً لحزب العمال على مواقفه المؤيدة للفلسطينيين والمنتقدة لإسرائيل.

في المقابل نشطت منظمات اللوبي الصهيوني منذ أشهر في حشد الجمهور اليهودي البريطاني (نحو 350 ألف شخص) لدعم مرشحي حزب المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون، والذي لم تفته محاباة الجالية اليهودية ومغازلتها في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي حضرت فيه فلسطين وقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل لافت في البرامج الانتخابية للأحزاب البريطانية المتنافسة.

وعلى الرغم من أن النتائج النهائية التي أسفرت عنها الانتخابات كشفت عن إخفاق الصوت اليهودي في إيصال أكثر من 18 نائباً يهودياً إلى مجلس العموم الجديد، مقابل 21 نائباً يهودياً كانوا أعضاءً في برلمان 2010/2015، إلا أن الصوت اليهودي نجح في توفير دعم انتخابي ودعائي وحتى مالي لمرشحي حزب المحافظين الذي فاز بـ 331 مقعداً من أصل مقاعد مجلس العموم البريطاني الـ 650، متفوقاً بأغلبية 99 مقعداً على خصمه الرئيس، حزب العمال، والذي لم يحصل سوى على 232 مقعداً، مما سيُترجم قوةً إضافية في نفوذ اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل حزب المحافظين.

وفي تعليق على موقف الصوت اليهودي في الانتخابات العامة البريطانية، اعتبر الكاتب جوناثان فريدلاند، في صحيفة « جويش كرونيكل »، أن موقف اليهود جاء كرد فعل طبيعي من الجالية اليهودية على مواقف إيد ميليباند الذي طالما انتقد إسرائيل وهاجمها بشدة خلال حرب غزة في صيف 2014، وأيد بقوة الاعتراف بدولة فلسطين، مما جعل الكثير من اليهود يرون فيه « يهودياً يسارياً معادياً للصهيونية »، من دون أن « تشفع له تصريحاته الكثيرة التي أكد فيها يهوديته وحرصه على إسرائيل. ووفقاً لفريدلاند، قدّر اليهود، في المقابل، لزعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، »موقفه الداعم والثابت من إسرائيل، لا سيما تأكيده المستمر على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها« .

ورأى المحلل روبرت فيلبوت، في الصحيفة نفسها، أن الناخب اليهودي دعم حزب العمال في التسعينيات من القرن الماضي، عندما تبنّى الحزب بقيادة توني بلير سياسات واضحة وداعمة لإسرائيل. وقال الكاتب إن الكثير من اليهود تخلوا عن حزب المحافظين آنذاك لصالح دعم العمال عندما اتجه بلير بالحزب بعيداً عن التيار المعادي لإسرائيل. واعتبر فيلبوت أن توجهات الناخب اليهودي تغيرت كلياً عندما تقلد إيد ميليباند قيادة الحزب في عام 2010، وسارع في أيامه الأولى إلى انتقاد إسرائيل، والعودة بالحزب إلى مربع اليسار المناهض للصهيونية.

وكانت قيادات يهودية قد توعدت خلال الأشهر الماضية بالانتقام من حزب العمال في انتخابات مايو / أيار، بعد تصدر ميليباند للأصوات المنتقدة لإسرائيل خلال حرب غزة في صيف عام 2014، وتأييده الاعتراف بدولة فلسطين. يضاف إلى ذلك عدم تجاوب ميليباند مع القضايا التي تهم الجالية اليهودية بنفس القدر الذي أبداه زعيم المحافظين، لا سيما خلال زيارة كاميرون لإسرائيل في مارس/ آذار من العام الماضي، والخطاب القوي الذي ألقاه في الكنيست آنذاك وبرر فيه »حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها« .

كذلك اعتبر فيلبوت، في تحليل تناول مستقبل حزب العمال، ومصير المتنافسين على قيادة الحزب بعد استقالة إيد ميليباند، أن نجاح أي من المرشحين المتنافسين لقيادة حزب العمال سيعتمد بالأساس على قدرة المرشح في اجتياز »امتحان إسرائيل« . ووفقاً لفيلبوت فإنه »إذا ما اختار المرشح متابعة السير على خطى ميليباند فهذا يعني أنه سيلاقي مصيراً مثل المصير الذي انتهى له الأخير، أما إن اختار المرشح العودة بالحزب ومواقفه من إسرائيل إلى « زمن توني بلير » فهذا سيكون إشارة مبكرة لإمكانية خروج حزب العمال من أزمته الراهنة، وسير الزعيم الجديد للحزب على طريق لا يؤدي إلى ما يشبه مصير إيد ميليباند« .

وفي تعليق على فوز حزب المحافظين وزعيمه في الانتخابات العامة البريطانية، علقت افتتاحية صحيفة »جويش كرونيكل« ، في عددها يوم الجمعة الماضي، بالقول إن »ديفيد كاميرون، والذي دعم بقوة حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب خلال حرب غزة في الصيف الماضي، يتفّهم تماماً موقف إسرائيل، ويتوقع منه تقوية التحالف بين إسرائيل وبريطانيا بعد أن تمّكن من تشكيل حكومة محافظين بالكامل".