خبر السيد نصرالله مطمئناً: الشائعات حول صحتي جزء من حرب نفسية

الساعة 08:55 م|16 مايو 2015

فلسطين اليوم

دعا الأمين العام لـ« حزب الله » السيد حسن نصر الله الى « عدم الإصغاء لكل الشائعات التي تتحدث عن وضعي الصحي، الأعمار بيد الله لكن أنا لا أعاني من أي مشكلة صحية، وأنا لا أتعاطى أي نوع من الأدوية »، مشيراً الى ان المشروب الذي اتناوله خلال الخطاب هو الليمونضة وأنصح من يخطب الإستفادة منه« .

وفي خطاب له، أكد السيد  نصر الله أن »ذكرى النكبة التي نحيي ذكراها اليوم هي نتيجة الهزيمة التي منيت بها الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني البريطاني« معتبراً أنه منذ ذلك الوقت تأسس لوضع عدواني كبير في المنطقة اسمه اسرائيل مارس عدوانه على شعوب المنطقة وجيوشها وكان لشعبي فلسطين ولبنان النصيب الأكبر من العدوان المتواصل ولا يزال متواصلا ويعبر عن نفسه في حروب متعددة.

وشدد على أنه »علينا اليوم أن ندرس ما حصل ونأخذ العبر وأن نتحدث عن المسؤوليات ومدى تحمل الناس المسؤولية سواء كانوا قادة أو نخب او شعوب، ويجب ان نتكلم عن مستوى ادراك ذلك الجيل للمسؤوليات« ، لافتاً الى »أننا اليوم نحتاج الى هذه المرجعية لأننا أمام نكبة جديدة هي نكبة المشروع التكفيري الذي تستخدمه أميركا لاضعاف الأمة وتمزيقها« .

رأى السيد نصر الله أن النكبة الجديدة ستضيع فلسطين والأمة والأخطر أنها ستضيع دولا وحيث يوجد للتكفريين بيئة هذه النكبة ستحل، وستطال داعميها وصناعها في كل مكان، داعياً إلى »أخذ العبرة والاستفادة من دروس الماضي القريب الذي نعاني منه نحن وأن نتحمل المسؤولية جميعنا في مواجهة المشروع الأميركي التكفيري الذي يريد صناعة نكبة أكبر« ، مشيراً الى ان المشهد الذي كنا نتحدث عنه قبل أشهر نواجهه في العديد من البلدان وهذا ما سينتظر الأمة اذا سكتت في مواجهة المشروع التكفيري.

وذكر أنه منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون، بين جنبين الأول الجيش السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ولجان شعبية وعدد كبير من أبناء المدن القلمونية ورجال »حزب الله« في لبنان والجماعات المسلحة في المنطقة، مشيراً الى ان الميدان كان جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من سلسلة جبال لبنان الشرقية، والمنطقة منقطة جبال متواصلة على امداد المئات من الكيلومترات المربعة، هذا الميدان الواسع كان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية وعدد منها هو مجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية بالإذافة إلى عدة مصانع لتصنيع السيارات المفخخة وعدد من غرف عمليات قيادية.

وأكد أن في هذا الميدان، حصل عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة، كانت تؤدي الى هزيمة المسلحين وانسحابهم، وكانت تحصل من تلة إلى أخرى، وفي كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها كانوا يقاتلون، مشيراً الى أنه »في النتائج حتى الآن، نحن لا نزال في قلب المعركة، وفي النتائج المباشرة الحاق هزيمة مدوية في الجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الإشتباك واستعادة مساحة 300 كلم 2 من الاراضي اللبنانية والسورية من المسلحين وتدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة« ، لافتاً الى »اننا وصلنا الجرود ببعضها البعض من سوريا اي عسال الورد إلى الداخل اللبناني في بريتال، بعلبك، نحلة ويونين« .

ورأى السيد نصر الله أنه »من النائج، تحقيق نسبة أعلى من الأمان للبلدات القلمونية في سوريا وعدد من البلدات اللبنانية ولا أتحدث عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودين في الجرود اللبنانية لا نستطيع أن نتحدث عن أمان كامل« ، مشدداً على »اننا صبح لدينا قدرة سيطرة أعلى بعد الحصول على عدد من التلال وهذا يمكن الجيش السوري والمقاومة اشراف وسيطرة النار على مساحة واسعة مما يضيق على حركة المسلحين« .

وأكد أن عدد ضحايا »حزب الله« في المعركة حتى الآن هو 13 عنصرا ومن الجيش السوري والقوات الشعبية المساندة له 7 مشدداً على »أننا أمام انتصار ميداني كبير جدا وامام انجاز عسكري مهم جدا« .

وأشار الى أنه »عايش اللبنانيون قبل بدء المعركة حجم التهويل والتهديد وقلنا في ذلك الوقت أن هذا لن ينال من تصميمنا، وهذا يعني أنه عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى الى تحقيقه، التهويل والوعيد لن يحول بيننا وبين ما نريد القيام به« ، لافتاً الى أنه »حصلت محاولات سفيهة للإيقاع بين « حزب الله » والجيش اللبناني وهذا كله كلام فارغ، ونحن لم نكن نريد توريط الجيش اللبناني في هذه المعركة وحريصون على دماء كل ضابط وعسكري، والمفتنين عليهم الجلوس جانبا« .

وأوضح ان هناك قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها ووسائل إعلام عربية كانت تدافع بشكل مستميت عن الجماعات المسلحة في القلمون، وعندما بدأت المعركة تم تضخيم عدد الشهداء ومن ثم توهين الإنجازات وإنكارها، وبعد جولات الوسائل الإعلامية يتم الحديث عن أن المنطقة غير مهمة، مشيراً الى أن »التعاطف مع المجموعات المسلحة من قبل بعض القوى ينبغي التوقف عنده، هم يسمون هؤلاء بـ« الثوار »، وأنا أريد أن أخاطب عناصر وضباط الجيش والقوى الأمنية وأهالي الشهداء، هل هؤلاء ثوار أم قتلة ومجرمون؟« ، مشيراً الى أن »هؤلاء الذين يستهدفون عناصر الجيش اللبناني ومراكزه وأهالي عرسال هم ثوار أم إرهابيون وقتلة؟« .

وأشار السيد نصر الله الى أنه »اذا كانت مرجعية تلك القوى السياسية هي السعودية فإنها أعلنت أن تنظيمي « داعش » و« جبهة النصرة » منظمات إرهابية، واذا كانت مرجعيتهم المجتمع الدولي فهم إرهابيون واذا كانت القضاء اللبناني فهم ارهابيون« ، معتبراً أن »هؤلاء المسلحون من حق اللبنانيين والبقاعيين من كل الطوائف والمذاهب أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم إرهابي واحد وأن لا يعيشوا في جوار تنظيمي « داعش » و« النصرة » هذا اليوم سيأتي« ، لافتاً الى أنه داخل الأراضي السورية هذا قرار سوري وداخل الأراضي اللبنانية اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أراضي لبنانية فان الشعب اللبناني لن يتسامح وأهل بعلبك الهرمل وأهل البقاع لن يستامحوا وهم الذين ذهبوا إلى الجنوب لأنهم لا يقبلون بالإحتلال ».

ودعا « الدولة اللبنانية الى أن تتحمل المسؤولية وأن يتحمل أصدقاء هؤلاء الثوار المسؤولية، نحن منذ البداية قلنا أننا ذاهبون إلى معركة ولكن لم نتحدث لا عن زمانها ولا عن حدود مكانها، ونحن في معركة مفتوحة في المكان والزمان والمراحل »، مشيراً الى أنه « في موضوع الرئاسة العماد ميشال عون يحاول ان يقدم مخارج وأدعو القوى السياسية للبحث جدياً في هذه المخارج ودراستها وعدم إدارة الظهر لها ».

وفي الأمور الداخلية على المستوى السياسي، اعتبر السيد نصر الله أن « الأزمة وصلت إلى حد خطير والرهان على الخارج غير مفيد وحصل رهان على الحوارات الداخلية وعلى اجتماعات الأقطاب الموارنة ولم نصل إلى نتيجة، علينا البحث عن مخرج للخروج من الأزمة »، دعياً إلى « أخذ ما قدمه العماد عون بجدية لأن الأمور على درجة عالية من الحاسية وعلينا البحث عن مخارج ولا أحد له مصلحة بالفراغ الرئاسي في لبنان ».

ومن جهة أخرى، اكد ان أوضاع السجون في البحرين مؤلمة ومفجعة في ظل الصمت العالمي، والخيار الوحيد المتاح أمام الشعب هو الإستمرار في نضاله، مشيراً الى أن « في ما يتعلق باليمن، يجب أن نجدد اداتنا لهذا العدوان الأميركي السعودي »، معتبراً أن هذا العدوان فشل في تحقيق أهدافه، وما حصل حتى الآن أكبر من الفشل، لا بل ما يتحقق هو عكس الأهداف الموضوعة« .

وأكد أن ما تحقق من »العدوان السعودي الأميركي على اليمن هو القتل والدمار وهناك أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء من المدنيين« ، معتبراً ان »الأخطر في الحرب السعودية الأميركية على اليمن هو أنهم لم يتركوا محرمات، والعدو الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر لم يقصف الأضرحة ولا المقامات« ، مشيراً الى أن »الفكر الصحراوي البدوي هو ما يدفع العدوان إلى قصف الأضرحة والقلاع والآثار التاريخية في اليمن« .

ولفت نصر الله الى ان »السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي على اليمن هو أنه لم يبق لجيش اميركا أو اسرائيل أو لأي جيش غازي أو جماعة ارهابية أي محرمات ومن مسؤولية الأمة الوقوف بوجه هذا العدوان« .

مؤكداً »أننا نستطيع الوصول مع الشرفاء بأمتنا إلى بر الأمان وأن ننمنع النكبة الجديدة أو المشروع الجديد أي من أهدافه على مستوى الأمة حتى لو تتطلب ذلك الكثير من التضحيات".