في إحياء ذكرى النكبة

تقرير فنانون فلسطينيون في غزة على درب « بانسكي »

الساعة 12:08 م|16 مايو 2015

فلسطين اليوم

مساحة شاسعة من الدمار لم يبقَ منها إلا بضعة جدران كانت كافيةً لتكون لوحةً معبرةً جداً عن الوجع الفلسطيني، عن نكبةٍ أولى تليها نكبات، الجدران التي صبغت باللون الأسود القاتم الذي يسكنه من الذكريات المؤلمة الكثير، لكن الفن الفلسطيني جاء اليوم ليدفن السواد في قلب الأمل.

جدارية سوداء توسطت الدمار، ، مفاتيح العودة والتواريخ البيضاء التي أشرقت ورسمت وسط كل هذه الظلمة، طُبعت ببواطن الكف لتغرس في الجدران لتأكد أن عودة الفلسطينيين ستكون بسواعد الفلسطينيين أنفسهم، ولتؤكد الارتباط الكبير والعميق بين الفلسطيني وأرضه، وأنه لا ينكسر أبداً رغم كل ما يقاسيه ولاقاه.

هنا من وسط حي التفاح في منطقة الشعف شرق قطاع غزة يحيي فنانو غزة ذكرى نكبة الـ 48 من فوق ركام المنازل المدمرة، وبين ما تبقى من شوارعٍ أو حياة، ليجسدوا برسوماتهم كامل الوجع الفلسطيني منذ نكبة عام 1948 إلى العدوان على غزة عام 2014، ويظهروا بلوحاتهم حجم المعاناة من جهة، وقوة العزيمة والأمل من جهة أخرى.

العكلوك

الفن رسالة 

 ومن جانبه يرى الفنان التشكيلي باسل العكلوك من سكان دير البلح (42 عاماً)، أن الفن رسالة يقوم بها الفنان، لأن الوطن بحاجة لمثل هذه الرسائل، فالإنسان الفلسطيني يستحق الحياة ولديه حقوق لابد أن تعود بكل الوسائل الممكنة، فالفن رسالة إنسانية ثقافية، فهو يوحد كل اللغات ويفهمها الجميع. واعتبر العكلوك أن الدمار الهائل في هذا المكان يوحي للفنان بضرورة الإصرار على رسالته الفنية لتجسيد واقع المواطنين والتعبير عن همومهم التي يكابدونها جراء النكبات التي تلاحقه عبر السنوات الطوال، كما أن هذا الدمار يوحي للفنان بضرورة الحلم حتى تتحقق كل الأمنيات، وأن يولد الأمل لإعادة البناء من جديد والاستمرار في الحياة.

هناك أمل 

فميا أعطت الفنانة آية عبد الرحمن للوحتها صفة الإحياء، لترسل رسالة للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني الذي تعرض لكل هذه النكبات، لا زال قادراً على الحياة، ولا زال قادراً على زرع الأمل في حقلٍ من الصبار، وأن الفن الفلسطيني داعماً قوياً للقضية والهوية وحق العودة
وتقول عبد الرحمن لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » « لوحتي تعبر عن حقنا في العودة، لذا حاولنا من وسط الركام أن نؤكد أننا لا زالنا صامدون متذكرون لنكبتنا الأولى وتهجيرنا، وأن رسالتنا الفنية لا حدود لها ولا تعرف المستحيل ».



متشبثون بالعودة 

وفي ذات السياق الفني يجسد الفنان الفلسطيني محمد شحادة بلوحته التهجير الفلسطيني من جهة، ويترك في لوحته مجالاً لرسم الأمل على هيئة طفل، أمل بالعودة للجيل القادم، وأمل لأهل هذه المناطق المدمرة أن الحياة مستمرة وأن الحياة ستعود وستشرق عليهم من جديد.

ويؤكد شحادة لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن الشعب الفلسطيني وبرغم كل ما تم ممارسته عليه من قتل ودمار واعتقالات واغتيالات لا زال متشبث بحقه التاريخي بالعودة وتقرير المصير، وأنهم اليوم أكثر تمسكاً بالأمل والحياة، وسيرسمون وسيعبون عن هذه القضية، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.


 

هنا نكبتان 

وفي جانب آخرٍ من الركام أخذ الفنان الفلسطيني محمد أبو حسنين يعطي الحجارة صوتٌ ولون، ليعبر بفنه عن النكبة والأمل في آن واحد، حيث آخذ أبو حسنين يطبع بأيادي الفنانين وسكان الشجاعية على جدران البيوت المدمرة في لوحةٍ فنية فيها رسالةٌ عظيمة، حيث ربط الأرض بالإنسان، وأن الفلسطيني باقٍ رغم كل الأسى.

وأوضح أبو حسنين أبو لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » « كان الأمر مقصوداً حين رسمنا على جدران البيوت المدمرة، لكي نؤكد أن آلة البطش الصهيونية التي هجّرت أهلنا في الـ 48 هي ذاتها التي دمرت بيوتنا وقتلت أطفالنا، ونقول أن الشعب الفلسطيني لا يفنى وسيبقى متمسكاً بالأمل ».

ومن جانبه أكد صالح المصري رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية، أن لوحات الفنانين ما هي إلا ربط بين نكبة وتهجير لشعبنا الفلسطيني عام 1948 وبين ما جرى من نكبة متجددة في الحرب الأخيرة على غزة من تهجير وتدمير وقتل وعدوان وقصف.

النكبة الفلسطينية تتجدد بما تقابله القضية الفلسطينية هذا ما أشار إليه المصري قائلاً « إن النكبة تتجدد كل يوم من خلال العدوان الإسرائيلي على شعبنا وتأخذ كذلك أشكالاً عدة من خلال الحصار ومنع إعادة الإعمار ولجوء المواطنين للخيام، في مشهدٍ يحاكي ما جرى إبان النكبة الأولى ».

وأكد المصري على أن العدوان الاسرائيلي المتصاعد ضد شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى أن نوحد صفنا في مواجهة مخططاته ويحتاج أن نتوحد في خندق واحد أمام تطرف الحكومة الاسرائيلية بجانب حاجة الشعب إلى كل جهد عربي واسلامي لدعم قضيته.


 



لوحة جدارية

لوحة جدارية

لوحة جدارية

لوحة جدارية

لوحة جدارية

4

3

لوحة جدارية

لوحة جدارية

3