خبر قبة واقية- هآرتس

الساعة 02:57 م|15 مايو 2015

فلسطين اليوم

قبة واقية- هآرتس

بقلم: كرولينا ليندسمان

(المضمون: يخيل ان اليهود في دولة­ اسرائيل اليوم يتراجعون – تحت أثر الصدمة الى فهم ذاتي كعنصر (عرق). والعنصرية، مثلما هي العنصرية، ليست عمياء عن الالوان، والسود – مثلما هو الحال دوما – يدفعون الثمن - المصدر).

لا يوجد سبب يدعونا الى الا نصدق الصدمة التي أعرب عنها بنيامين نتنياهو من الاعتداء على الجندي الاثيوبي دماس بكادي على ايدي الشرطة. « علينا أن نقف كرجل واحد ضد العنصرية »، قال نتنياهو لممثلي الطائفة الاثيوبية ووعد: « سنقتلع عنف الشرطة ضد سليلي اثيوبيا ».

ولكن لنقل انك شرطي، وجاء اليك رجل اسود البشرة، واقتلعوا منك العنف ضد سليلي اثيوبيا، فكيف ستعرف ان هذا بالفعل اثيوبي، وليس مثلا ارتيري؟

ليس بسيطا أن يكون المرء شرطيا اسرائيليا. فالاخلاق المزدوجة، لليهود ولغير اليهود – أدت الى تطوير مقاييس مزدوجة ودفع أجهزة الدولة للعمل حسب قواعد سلوك مزدوجة. في حالة الشرطة، التي هي الجهة المخولة لاستخدام العنف باسم الدولة، ترجمت الاخلاق المزدوجة الى مقاييس مختلفة بالنسبة لاستخدام العنف تجاه اليهود وتجاه غير اليهود. لهذا السبب – ومنعا لاخطاء مؤسفة لعنف دون مبرر قانوني، مهمة جدا القدرة على التفريق بين اليهودي وغير اليهودي.

البزة والقبعة الدينية تعدان علامات لمعرفة اليهود وتسهلان التشخيص بين اليهود وغير اليهود. وكذا تعليقات « حي » ونجمة داود. وليس عبثا أن الكثير من اليهود من سليلي الدول العربية يتزينون بها لتشكل مثابة الشارة الصفراء « مقلوب على مقلوب » – علامة تشخيص يفترض بها أن تحميهم من خطأ التشخيص والتصنيف المغلوط كغير يهود: أي، عرب. المقياس – الذي يكفي في ملفه ان يضمن لهويته الامتياز – كان ولا يزال، بالطبع، الاشكنازي.

حالة بكادي اثارت اهتماما عاما وفجرت مشاعر ليس فقط لان المعتدى عليه كان اثيوبيا يهوديا، بل وايضا لانه اعتدي عليه دون سبب وخارج السياق، فيما كان يحمل عليه علامات تعريف واضحة، كان يفترض بها ان تضمن يهوديته: فقد كان يرتدي بزة الجيش الاسرائيلي ويعتمر قبعة دينية.

تسيون شينكو، المقدم الاثيوبي الاول في الجيش الاسرائيلي رد في « اسرائيل اليوم » على احتجاج الاثيوبيين معقبا: « لو تجولت في تل أبيب بل بزة ووقعت حادثة عنف، فاني أول من سيعتقل بسبب كوني اسود ». ليس مجديا حتى محاولة تخيل الفوضى التي ستسود هنا في اليوم الذي يفهم فيه الارتيريون بان من الافضل لهم ان يرتدوا  البزات او يعتمروا القبعات الدينية كي يتملصوا من الرادار الشرطي.

ولا بد ليس مجديا حتى محاولة تخيل الفوضى التي ستسود هنا في اليوم الذي يحاول فيه الاجانب التسلل الى اسرائيل عبر قناة التهويد. مفهوم أن الدولة فكرت في هذا وقررت بانه يمكن أن يرد ردا باتا طلب التهود لماكث غير قانوني، متسلل، مقيم من المناطق أو مقيم مؤقت يوجد في اسرائيل لاقل من سنة. ولكن على الاسرائيليين أن يسألوا أنفسهم كيف حصل ان ما لاقى العذر دوما كخوف من فقدان الاغلبية اليهودية في الدولة حيال العدو العربي الذي يسعى الى تصفيتها اتخذ شكل كراهية الاجانب الكلاسيكية.

لقد سبق لآباء الصهيونية ان فهموا بان اليهودية التصقت ايضا بمن يبتعد عن الدين، وان هذا النسغ يربطهم ليصبحوا شعبا، والان من الجدير ان تكون له ارض اقليمية خاصة به. واذا كان لا بد من ارض اقليمية، فلماذا لا تكون التاريخية، أي بلاد اسرائيل.

جاء هتلر وقال – لا الدين ولا الشعب ايضا، بل العرق. غير أن دولة اسرائيل قامت بصفتها الوطن القومي للشعب اليهودي، وليس للعنصر اليهودي – انطلاقا من الامل ان في دولة اسرائيل سيولد اليهودي من جديد كاسرائيلي. يخيل ان اليهود في دولة اسرائيل اليوم يتراجعون – تحت أثر الصدمة الى فهم ذاتي كعنصر (عرق). والعنصرية، مثلما هي العنصرية، ليست عمياء عن الالوان، والسود – مثلما هو الحال دوما – يدفعون الثمن.