في الذكرى 67 للنكبة

تقرير وجهاء فلسطين منها وإليها لعائدين

الساعة 12:45 م|15 مايو 2015

فلسطين اليوم

تعرف الأشجار من جذورها كما تعرف الأرض من سكانها، وفلسطين فيها من الرواسخ والجذور أطيبها وأصلبها، هي الأرض نعم لكنهم من عملوا وبنوا وحاربوا وصبروا من أجلها، هُجّروا منها غصباً، تركوا كل ما يملكون لكن ما تركوه سيبقى قيد انتظارهم، فهم من فلسطين وإليها حتماً عائدون.

في أزقة المخيمات ومجالسها، في عبقٍ من الأصالة وفي تجسيد عميقٍ للقضية تجدهم يرون قصص البلاد يزرعون في الجيل القادم غرساً مشبعاً بحب الأرض وعشقها، يرونهُ بشوقهم لتلك البلاد الطيبة، لأراضيهم وبيوتهم، لزرعهم وحصادهم، لبنادقهم التي بقت صامدة حتى آخر طلقة، قبل أن يسرق الاحتلال كل ذلك بالمجازر والقتل والتشريد وقبل أن يخذل العالم أجمع هؤلاء السكان وهذه القضية.



متمسكون بهويتنا 

لا زالت صفاتهم واحترامهم محفوظة فهم وجهاء وأعيان فلسطين ومنهم المختار أبو مصطفى العبيط  من دير سنيد المحتلة التي تقع قضاء غزة، الذي يأخذ بشكله وحديثه طابعاً أصيلاً محفوفاً بالذكريات التي توارثها عن أهله ممن عاشوا قبل النكبة، وخاصة ما تحمله قرية دير سنيد من خيرات، وشهرتها في زراعة الحبوب والذرة.

ويقول أبو مصطفى لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » « إن دير سنيد مشهورة بالكرم والفروسية والشهامة، كما أنها كانت مشهورة بالسامر وهي الأعراس الفلسطينية الأصيلة التي تستمر لأسابيع أحياناً وتكون مليئة بالزغاريد والأهازيج والفرح التي نفتقر لها ونشتاق لها بشدة ».

وعن كيفية الهجرة يروي أبو مصطفى أن قرية دير سنيد كانت تمر منها القرى المهاجرة لكي تصل غزة، وكانت تروي قصصاً عن المجازر والمذابح التي قامت بها عصابات الصهاينة، وعن تخلي الجميع عن الشباب الفلسطيني، مما أدى إلى هجرة أهل القرية كذلك.

وفي حديثه عن حق العودة يؤكد أبو مصطفى على وجود كل الأوراق التي تثبت ملكية الفلسطيني لأرضه، ويشدد على ضرورة تعليم الأجيال القادمة حب الأرض والتمسك بها، وتسليم راية مقاومة الاحتلال لهم، إلى أن يكتب الله لهم النصر والعودة.



ذكريات مريرة

وفي ذات السياق يستذكر المختار أبو رامي عبد الهادي مختار قرية كوكبة المحتلة، يستذكر واقعة النكبة كما سمعها ممن سبقوه وقصة مقاومة القرية للصهاينة بمساندة من الحامية المصرية والسعودية التي كانتا آنذاك في القرية لكن لم يصلهم الدعم والاسناد وتم اعدام معظمهم من قبل الصهاينة.

وعن التفاصيل المؤلمة للهجرة يروي أبو رامي لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » ما عاشه والده وأبناء القرية آنذاك ويقول « من حجم المعاناة كان الأب ينسى ابنه لأن الموت كان يطارد الجميع، كما أن الناس تركت كل أمتعتها وكل ما تملك، كما أنهم فقدوا الكثير من خيرة الشباب بعد أن تخلى عن فلسطين الجميع ».

ويتابع أبو رامي في سياق متصل أن القضية الفلسطينية لم تعاني من نكبة واحدة فما حدث في الـ 48 يعد نكبة أولى لكن الانقسام الداخلي يعد أكبر الأزمات والنكبات لما
له من مردود سيء على القضية والهوية الفلسطينية، ولما له من أثر سلبي تحقيق مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني.



أجيال العودة قادمة

ومن جانبه يشير المختار جمال أبو شماس من قرية يبنا المحتلة، إلى ضرورة التمسك بالأمل بالعودة، وإلى ضرورة تثقيف الجيل الجديد بحقوقه وكيف سلبها الاحتلال منه، ويشدد أبو شماس أن ما فعله الاحتلال من قتل ونهب في عام 48 ينافي كل قرارات حقوق الانسان وكل الأعراف والأحكام الدولية.

ويضيف أبو شماس لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » قائلاً « نحن نملك كل الوثائق التي تدل على حقنا في هذه الأرض، وسنبقى نقاتل من أجله ونعلم يقيناً وقد بشرنا الله عز وجل بأننا عائدون رغم كيد العالم أجمع، وإن النصر والعودة لصبر ساعة »

جيل أصيلٌ يتبع جيلٌ متمسك، هكذا هي فلسطين، وها هم الفلسطينيون، 67 عاماً على النكبة، ولا زلت تشعر أنها كانت بالأمس، فلا الكبير يتهاون ولا الصغير ينسى، وتبقى أعين الفلسطيني دوماً هناك إلى شواطئ مدنه المحتلة، إلى كروم عنبه ومزارعه إلى البيوت والمساحات الخضراء، ويبقى اليقين بالله كبيراً بأن العودة قريبة.