خبر نكبتهم ولاجئونا- اسرائيل اليوم

الساعة 08:37 ص|14 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: إدي كوهين

          (المضمون: صناعة الكراهية للمفتي الحاج أمين الحسيني أثارت الغرائز وليس صدفة أنه بعد اشهر من استسلام المانيا وفي ذكرى وعد بلفور حرق العديد من الكنس اليهودية - المصدر).

          في كل سنة بدءً من يوم الاستقلال وحتى 15 أيار تقوم اوساط من اليسار المتطرف في اسرائيل باحياء ذكرى أحداث يوم النكبة الفلسطيني، في الوقت الذي يتم فيه نسيان المأساة الحقيقية لي ولعائلتي مثل حوالي مليون يهودي آخر. لقد حان الوقت لاحداث تغيير جذري وجوهري في كل ما يتعلق بحقوق وممتلكات يهود الدول العربية وأحفادهم الذين يشكلون اليوم أكثر من 55 بالمئة من اجمالي مواطني اسرائيل.

          وفي الوقت الذي فيه مشكلة اللاجئين الفلسطينيين معروفة ومعترف بها، فان القليلين في اسرائيل يعرفون عن مشكلة اللاجئين اليهود. إن ميزات الهجرة اليهودية من الدول العربية كانت متنوعة – هناك من اختاروا الهجرة لاعتبارات صهيونية، ولكن هناك من هربوا أو طردوا خوفا على حياتهم. في الحقيقة فان نحو 900 ألف يهودي من الدول العربية تركوا موطنهم في سنوات 1948 حتى 1970. في حين أنه في المغرب كان من أفضل التعاملات مع اليهود، ففي سوريا لم يسمح لهم ببيع ممتلكاتهم. في مصر والعراق طرد اليهود ولم يسمح لهم بالعودة وتمت مصادرة اموالهم وممتلكاتهم، وأُممت حسب قانون صدر عن الحكومات العربية.

          هناك من يدعون عدم وجود أي علاقة بين اللاجئين اليهود ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين. لكن من يدعي ادعاءات كهذه فانه لا يعرف تفاصيل التاريخ. إن اقتلاع اللاجئين اليهود من الدول العربية هو استمرار مباشر لسلسلة من أحداث العنف من جانب من كان مفتي القدس ورئيس الحركة الوطنية الفلسطينية، الحاج أمين الحسيني. هذا التواصل بدأ بأحداث 1929 وتواصل في أحداث 1936 (الثورة العربية الكبرى)، حيث أن الذي قام بقيادة وتوجيه المتمردين كان المفتي نفسه.

          لكن المفتي لم يكتفِ بجرائمه في فلسطين. عندما وصل الى العراق تآمر على البريطانيين وأقام مع رفاقه حزبا سريا باسم « حزب الأمة العربية »، الذي كان هدفه طرد البريطانيين واليهود من العالم العربي. بمراجعة باقي المواد في برنامج الحزب فاننا نجد أنه تمت الاشارة في المادة (3) الى: « طرد اليهود من الدول العربية وخوض صراع ضد اليهودية العالمية ومنظماتها ».

          في تشرين الثاني 1941 وصل المفتي الى برلين، وقد عينه هتلر رئيسا للدعاية باللغة العربية، وفتح له مكتبا في المدينة، وطوال فترة اقامته هناك، وخاصة في يوم احياء ذكرى وعد بلفور، فقد قام المفتي بالتحريض ضد يهود الدول العربية ودعا الى طردهم. وهكذا سُمع في أحد خطاباته في 19 آذار 1943: « على العرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام أن يضعوا أمام أعينهم هدفا واحدا، ويجب عدم الحياد عنه والعمل على تطبيقه بكل ما أوتوا من قوة – وهو اخراج اليهود من الدول العربية والاسلامية كلها، هذا هو العلاج الشافي والناجع الوحيد، هكذا عمل النبي محمد قبل 13 قرنا ».

          إن صناعة الكراهية واللاسامية للمفتي أثارت الغرائز والنزوات وأدت الى المس باليهود في معظم الدول العربية. ليس صدفة أنه بعد بضعة اشهر من استسلام المانيا النازية، في 2 تشرين الثاني 1945 وفي ذكرى وعد بلفور، تم حرق عدة كنس في مصر وليبيا. في اطار هذه الاحداث قتل عشرات اليهود وتم انتهاك حرمة كنس وحرقها، وتم سلب وحرق وتدمير مئات البيوت والمحلات التجارية لليهود والمشاغل. هذه الاضطرابات جاءت بدون شك من توجيهات المفتي وتأثيره على العالم العربي.

          يجب على السياسيين في اسرائيل أن يعرفوا جيدا التاريخ والعلاقة المباشرة بين النكبة الفلسطينية والنكبة اليهودية، وعلى حكومة اسرائيل مواصلة مشروع توثيق ممتلكات يهود الدول العربية وخلق علاقة بين اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين اليهود، والعمل من اجل أنه في اطار أي مفاوضات مستقبلية بشأن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفي كل مرة يطرح فيها الاعتراف بهؤلاء اللاجئين، وتحديد آلية للتعويض ودفع التعويضات فعليا، يتم اصدار حكم مماثل نظريا وعمليا للاجئين اليهود واللاجئين الفلسطينيين. إن مسألة اللاجئين اليهود هي مسألة استراتيجية ومهمة لدولة اسرائيل، لهذا يجب وضعها على رأس جدول الاعمال العام والدولي في كل فرصة.