خبر عقاب مبالغ فيه -هآرتس

الساعة 08:31 ص|14 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

حكمت محكمة الصلح في القدس بالحبس الفعلي تسعة شهور وخمسة شهور اخرى بالحبس مع وقف التنفيذ على عمر شلبي، نشيط في فتح، على عبارات كتبها في حسابه على الفيسبوك في اثناء حملة الجرف الصامد واعمال الشغب في القدس، اساسها الثناء على المخربين. فبعد عملية الدهس في جفعات هتحموشت كتب الشلبي يقول ان « مئات من شباب القدس ينهضون من بين القبور وتحت أذرع الظلم كي يهتفوا لروح الشهيد ولتشييعه ». وفي نشر آخر كتب يقول :« يا أبناء القدس اغضبوا وواصلوا طريق اليأس، والخلاف سيغضب ويطهر القدس والاقصى من دنس اليهود الاوغاد... نحن نجدد العهد... لكل الشهداء في أننا سنواصل طريقهم ». وفي اعقاب هذه الاقوال وأمثالها ادين الشلبي، في اطار صفقة قضائية، بجريمة التحريض على العنف والارهاب وتأييد منظمة ارهابية، بعد أن قضى في المعتقل مدة شهرين.

          هذه هي المرة الاولى التي تفرض فيها محكمة في اسرائيل عقوبة السجن على نشر في الشبكات الاجتماعية. ويعكس هذا العقاب السابقة موقف السلطات من الخطاب العام الحديث الذي تلعب فيه الشبكات الاجتماعية دورا مركزيا ولكنه يثير خوفا شديدا من عقاب غير متوازن ومن انفاذ انتقائي للقانون. ويعفى « مشاغبو الفيسبوك » اليهود من المحاكمة رغم تعابير لا تقل خطورة بل واكثر خطرا من تعابير الشلبي. « ممتع، ينبغي قتل كل الاولاد »، « لا توجد صور اجمل من صور الاطفال العرب الموتى » و « كراهية العرب ليست عنصرية بل قيمة اخلاقية »، هذه نماذج قليلة عن تصريحات غمرت الشبكة مع قتل أربعة الافال في شاطيء غزة. ورغم وجه الشبه بينها وبين تعابير الشلبي، فان من كتبها لم يعانوا من أي رد فعل من السلطات. لوائح اتهام قليلة ضد المحرضين اليهود رفعت ضد محافل دعت صراحة لانتظام هدفه المس بالعرب. والتعابير التي نشرها الشلبي ليست لطيفة للقراءة، وفيها تعابير كفيلة بان تثير الغضب بل والنفور. ولكن ليس في هذه المشاعر ما يبرر عقابا متشددا بهذا القدر لمن وصفه القاضي نفسه في قرار الحكم كرجل عادي لم يسبق أن ادين باعمال جنائية.

          ان ساحة الفيسبوك والحرية النسبية التي تسمح بها تخلقان تحديات اجتماعية وقضائية جديدة على السلطات ان تتصدى لها. وبين حرية التعبير وبين الدعوة الصريحة للعنف توجد مساحة تفسير واسعة نسبيا. ويجدر بالمحكمة ان تتبنى هنا ايضا لباب المبادىء الديمقراطية وان تمتنع قدر الامكان عن المس بحرية التعبير. ان العقاب المبالغ فيه الذي فرض على السلبي ليس خطوة في هذا الاتجاه.