خبر خنزير في يوم الغفران- هآرتس

الساعة 10:02 ص|13 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أوري أفنيري

 (المضمون: الاصوليون ليسوا خطرين على وجودنا، مثلما يفعل نفتالي بينيت وشركاه، ممن يدفعوننا نحو مصيبة وطنية. الاصوليون ليسوا خطرين. فلعيشوا هم حياتهم ولنعش نحن حياتنا، ويحل الخلاص على اسرائيل - المصدر).

          قصتنا مع الاصوليين تشبه الارجوحة. مرة هم فوق، ومرة هم تحت. قبل سنتين، عندما توجنا يئير لبيد جميل الوجه، كانوا تحت. أخذنا منهم كل ما استطعنا. والان، عندما أصبح لبيد مكفيا على الوجه، بات الاصوليون مرة اخرى فوق. أعطيناهم كل ما أخذنا منهم، مضاف اليه الفائدة المضافة.

          بعد 67 سنة ونيف، لعلنا نقرر أخيرا ما الذي نريده منهم؟ فهم يوجدون هنا. هم لم يكونوا هنا قبلنا. إذن ما الذي نريده؟ من الافضل أن نسلم بالواقع: هم هنا، ونحن ايضا هنا. هم لن يختفوا، ونحن ايضا لن نختفي. نمط حياتهم لن يتغير، نمط حياتنا لن يتغير (آمل). ماذا نفعل، هل نرفعهم الى الطائرات نحو بروكلين؟ نبقيهم هنا ونهاجر الى برلين؟

          اقترح ان نسلم بهذا الواقع ونقنعهم هم ايضا بالتسليم به. يمكن أن نتعاطى معهم كالغيتو اليهودي. الغيتو الذي يحمي جمرته في الدولة الاسرائيلية. دولة هي في نظرهم ليست سوى واحدة من دول الاغيار. هم لن يخدموا في جيشنا. الف لبيد (شعلة - لبيد يعني شعلة) ستشتعل وتخبو – وهم لن يخدموا. وبيننا وبين أنفسنا، حسن الا يخدموا. يكفينا الحاخامين العسكريين وذوو جنون العظمة، ممن يسعون الى ان يؤدوا في الجيش الدور الذي أداه الكوموساريون الشيوعيون في الجيش الاحمر. هم لن يخدموا، لاهم يعيشون في الغيتو، مغلقون من كل جهة، محميون من كل روح جديدة، محفوظون من كل اتصال بالاسرائيليين الدنسين، وكذا من كل اتصال مع الاسرائيلية الدنسة أضعاف؛ ان الطلب من الاصوليين التجند للجيش هو مثله كمثل مطالبتهم بان يأكلوا لحم الخنزير. وليس في يوم عادي، بل في يوم الغفران. هذا ببساطة لن يحصل.

          الطائفة الاصولية لا تسير من نصر الى نصر، كما يخيل للعلمانيين، بل العكس. فهي تشعر بانها محوطة ومهاجمة. تقاتل في سبيل مجرد بقائها. شبابها من شأنهم أن يقفزوا خلف السور وهجرها هي ومعتقداتها هي ونمط حياتها. وقد سبق للجموع ان فعلوا ذلك منذ قيام الدولة. على كل تائب، هناك دزينة « مرتدين » بصمت.

          بسبب الولادة الهائلة فيها، فان عدد المقاعد للمعسكر  الاصولي في الكنيست كان يفترض أن يرتفع بانتظام من انتخابات الى اخرى. هذا لم يحصل. منذ قيام الدولة، تتراوح القوائم الاصولية الاشكنازية حوالي 6 – 7 نواب.

          الشاب الذي يتجند للجيش – والويل للفكرة الدنسة، الشابة التي تتجند للجيش – يضيع من الطائفة. فالاتصال بالاغيار الاسرائيليين يفسدهم الى الابد. الجيش الاسرائيلي هو عالم غريب، مليء بالمغريات، لانه لا يوجد فيه عودة الى ما بين الاسوار. وهو الحكم بالنسبة لمن يخدم الخدمة الوطنية. في نظر الطائفة الاصولية، كل اتصال بالعالم الغريب هذا خطير. خطير ومرغوب. وهو الحكم بالنسبة لـ « الخروج للعمل ». العمل بين الاغيار! هو الحكم بالنسبة لـ « تعلم المواضيع الاساسية ». ما يتعلمه الاغيار!

          اقترح ان ندعهم، بشرط واحد: ان يدعونا. نعمل من أجلهم، نتجند للجيش ونحميهم، ولكن لا نستسلم لهم. نعطيهم ما يلزم لوجودهم المختلف والمنفصل من خلف الاسوار التي بنوها، شريطة الا يجتاحوا من بين الاسوار كي يفرضوا أمرهم علينا. نعيد لهم مخصصات الاولاد. صحيح، معدل الاولاد لديهم عال، ولكن هل جدير أن نسمح لاولادهم ان يتعفوا بلا شروط معيشة بالحد الادنى؟

          الاصوليون ليسوا خطرين على وجودنا، مثلما يفعل نفتالي بينيت وشركاه، ممن يدفعوننا نحو مصيبة وطنية. الاصوليون ليسوا خطرين.

          فلعيشوا هم حياتهم ولنعش نحن حياتنا، ويحل الخلاص على اسرائيل.