خبر نجاح تجربة اختراق الجليد في القطب الجنوبي

الساعة 08:19 م|12 مايو 2015

فلسطين اليوم

استطاع العلماء للمرة الأولى اختراق القشرة الجليدية لنهر جليدي يوجد في القطب الجنوبي واستخراج عينة غير ملوثة من المياه والتي بقيت محاصرة تحت الجليد لملايين السنين، وهذا الأمر قد يمهد الطريق نحو استكشاف الأجسام الجليدية في النظام الشمسي.

كان الباحثون القائمون على مشروع (Enceladus Explorer) أو (EnEx)  في مركز الفضاء الألماني (DLR) يعملون للوصول إلى هذه اللحظة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ففي عام 2012 قام مركز (DLR) بتطوير مسبار مذيب، يدعى باسم (Icemole)، بهدف إرساله يوماً ما لاستكشاف قمر زحل (إنسيلادوس)، الذي يخفي في أعماقه محيطاً من المياه على عمق حوالي 24 ميلاً (39 كيلومتر) من الجليد، ولكن قبل أن يتم إرسال (IceMole) في رحلته إلى مدار زحل كان لا بد من اختباره أولاً على الأرض.

في تشرين الثاني من عام 2014، لاحظ العلماء الذين يعملون على مشروع (ENEX) حدوث تغيرات مفاجئة في ثلاث علامات حيوية لمسبار (Icemole) خلال حفره لنهر جليدي في جنوب القارة القطبية الجنوبية، وهي أن خاصية التوصيل الكهربائية للمياه الذائبة التي تقع في طرف الآلة بدأت تزداد بشكل كبير، كما ارتفعت درجة حرارة الرأس المذيب وانخفضت سرعة الحفر، ووفقاً لـ(DLR) فإن هذه التغييرات هي إشارة بأن الـ(Icemole) اخترق القشرة الجليدية ووصل إلى الماء السائل من تحته، وبعد ذلك باشر علماء الأحياء المجهرية بتحليل عينات المياه التي تم الوصول إليها تحت الجليد.

يأمل العلماء أن تستطيع الكائنات الحية الموجودة في الماء- والتي تم دفنها تحت الجليد لملايين السنين- إعطائهم فكرة أفضل عن أصل الحياة، كما أنهم يشيرون إلى أنهم سيقومون بفعل الشيء ذاته مع عينات المياه التي يأملون استخراجها في يوم من الأيام من تحت طبقة الجليدية على القمر (إنسيلادوس).

 (إنسيلادوس) هو أحد الأجسام الفضائية الأربعة التي تحتوي على الماء السائل على أو تحت سطحها في نظامنا الشمسي، والأجسام الفضائية الأخرى هي الأرض وقمر كوكب المشتري أوروبا وقمر زحل تيتان.

هناك محيط كامل من الماء السائل يقبع تحت القشرة الجليدية لـ(إنسيلادوس) في القطب الجنوبي للقمر، وهو يلقي برشقات من المياه الجليدية في الفضاء، وعندما حلقت مركبة الفضاء (كاسيني) التابعة لناسا لأول مرة عبر هذه الرشقات الجليدية في عام 2005، كشفت عن وجود مركبات عضوية تشير إلى إمكانية وجود نوع من الحياة على سطح ذلك القمر، ولكن اختراق القشرة الجليدية على سطح (إنسيلادوس) للتأكد من هذا الأمر سيكون أكثر صعوبة من اختراق الأنهار الجليدية على الأرض، لذلك يقول العلماء في مركز الفضاء الألماني أن (Icemole) يجب أن يكون قوياً ويمتلك آلية تنقل جيدة تضمن نجاح مهمة الفضاء في المستقبل.

يضيف العلماء في (DLR) أن هناك أمور أخرى يجب على (Icemole) أن يقوم بها، مثل تحديد موقعه وطريقة تصرفه، وقياس المسافة إلى الهدف، وحساب المسار الأمثل الذي يجب عليه اتباعه، وإرسال البيانات إلى المحطة السطحية عبر كابل اتصال، وتحديد العوائق التي قد تواجهه بشكل ذاتي، مثل تحديد وجود الحفر أو النيازك.

حالياً يعمل العلماء على تطوير نظام ملاحة قوي، حيث قاموا مسبقاً باختبار طرق تنقل صوتية تعتمد على تقنية الموجات فوق الصوتية ومدعمة بجهاز استشعار للحركة والالتفاف، وكذلك أدوات يمكن أن تساعد الآلة على كشف اتجاه الحقول المغناطيسية، ويشير المسؤولون في مركز (DLR) أن طرق التنقل هذه جيدة وستشهد المزيد من التقدم والتطوير.