خبر أول شخص روسي في العالم يخضع لعملية زرع رأسه على جسد إنسان آخر

الساعة 08:11 م|12 مايو 2015

فلسطين اليوم

يأمل عالم كومبيوتر روسي يعاني من حالة طبية قاتلة، بأن يصبح أول شخص يخضع لعملية زرع رأس بالكامل، ويتمنى بأن يتم إجراء هذه العملية له في أقرب وقت ممكن من العام المقبل، ويقول بأنه مستعد لوضع ثقته في الجراح المثير للجدل الدكتور (سيرجيو كانافيرو) الذي يدعي بأنه قادر على قطع رأسه ووضعه على جسم إنسان آخر صحيح.

يشير (فاليري سبيريدونوف) الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، بأن قراره هذا نهائي، وأنه لا يخطط لتغيير رأيه، حيث أن (سبيريدونوف) يعاني من مرض الهزال العضلي الجيني نادر الحدوث الذي يطلق عليه اسم (فيردنغ هوفمان)، وذلك منذ كان في السنة الأولى من عمره، ويأمل أن يجد فرصته للحصول على جسد جديد قبل أن يموت.

يقول (سبيريدونوف): “نعم بالطبع أنا خائف، لكن هذا الأمر ليس مخيف فقط، بل هو مثير جداً للاهتمام أيضاً، وبجميع الأحوال ليس لدي العديد من الخيارات، فإذا لم أحصل على هذه الفرصة فإن مصيري سيكون محزناً للغاية، فحالتي تزداد سوءاً في كل عام”.

الجدير بالذكر أن الدكتور (كانافيرو) تحدث إلى السيد (سبيريدونوف) عبر Skype فقط، ولم يلتقيا بعد، كما أن الطبيب لم يراجع بعد السجلات الطبية.

من جهته أشار الطبيب الإيطالي (كانافيرو) لشبكة الـ(CNN) إنه تلقى العديد من رسائل البريد الإلكتروني من أشخاص يسعون لإجراء هذا النوع من العمليات، ولكنه يصر على أن يكون أول المرضى الذين سيخضعون لهذه الجراحة هم من الأشخاص الذين يعانون من مرض تلف العضلات.

يسمي الدكتور (كانافيرو) هذه الجراحة باسم (HEAVEN) أي النعيم، وهو اختصار للمشروع الطبي الذي ينطوي على عمليات جراحية تعمل على الربط بين الرأس والجسم، ويصر بأن كل التقنيات اللازمة لإجراء عملية زرع رأس الشاب الروسي على جسد المانح متوافرة حالياً.

الجدير بالذكر أنه تم إجراء أول عملية لنقل رأس قرد قبل حوالي 45 عاماً، ففي عام 1970 قام الدكتور “روبرت وايت” بزراعة رأس قرد على جسم قرد آخر في مدرسة جامعة “كيس ويسترن ريزيرف” للطب، ولكن القرد توفي بعد ثمانية أيام من إجراء الجراحة، لأن الجسم المضيف رفض الرأس، وكان القرد غير قادر على التنفس من تلقاء نفسه، ولم يستطع الحركة أيضاً لأن الحبل الشوكي كان غير متصل، كما أجريت مؤخراً عملية مشابهة لهذه العملية على فأر في الصين.

يشير منتقدو الدكتور (كانافيرو) بأن خطته هي “ضرب من الخيال”، وأن العملية التي سيجريها تشبه قصة الرعب الخيالية التي تتحدث عن الدكتور (فرانكشتاين)، كما تم وصف (كانافيرو) من قبل (آرثر كابلان)، مدير مركز الأخلاق الطبية في مركز لانغون الطبي في جامعة نيويورك بـ”الشخص المجنون”.

تم تحديد تكلفة العملية التي ستستغرق 36 ساعة، والتي لا يمكن أن يتم إجراؤها سوى في غرف العمليات الأكثر تقدماً في العالم، بحوالي 7.5 مليون جنيه إسترليني، وسيتم أخذ الجسد من متبرع ميت دماغياً ولكن باقي جسده بصحة جيدة.

في العملية، سيتم فصل رأس الجهة المانحة ورأس المريض عن الحبل الشوكي في ذات الوقت، وذلك باستخدام شفرة حادة جداً ليكون القطع نظيفاً قدر الإمكان، وبعد ذلك سيتم وضع رأس المريض على جسم المتبرع وربطه به باستخدام ما يسميه (كانافيرو) بالمكون السحري- وهي مادة تشبه الغراء تسمى (غليكول بولي إيثيلين) – لصهر طرفي الحبل الشوكي معاً.

سيتم أيضاً ربط العضلات والأوعية الدموية، قبل أن يتم وضع المريض في غيبوبة لمدة أربعة أسابيع لمنعه من التحرك حتى يتماثل الرأس والجسم للشفاء، وعندما يستيقظ المريض سيكون قادراً على التحرك، والشعور بوجهه وحتى التحدث بصوته الأساسي، كما سيتم إعطاؤه أدوية قوية لكبت المناعة خوفاً من رفض الجسم الجديد للرأس.

يقول المنتقدون بأن الدكتور (كانافيرو) يبسّط كثيراً من الصعوبات التي ينطوي عليها ربط الحبل الشوكي بين الرأس والجسم، كما أن الطبيب الإيطالي فشل حتى الآن في تأمين التمويل للازم لتوظيف 150 طبيباً وممرضاً الذين لا بد من وجودهم –حسب كانافيرو- لإكمال العملية، ولكن مع ذلك فإن الطبيب الإيطالي واثق تماماً من قدرته على النجاح في زراعة الرأس، وإذا ما نجح، فإن هذه العملية يمكن أن تعطي أملاً جديداً لآلاف الأشخاص المشلولين والمعاقين.

يقول (سبيريدونوف) بأن عائلته تدعم قراره بشكل تام بأن يكون أول إنسان يخضع لمثل هذه الجراحة، وأضاف أنه كان مهتماً منذ زمن طويل بمثل هذه العمليات الجراحية وكان يقرأ الكثير من قصص الخيال العلمي التي تتضمن أشياءاً مشابهة، ولكنه بعد أن قرأ عن ادعاءات الطبيب الطموحة، قرر الاتصال به في مكان عمله في جامعة تورينو في إيطاليا، و قدم نفسه له لجعل هذه العملية أمراً ممكناً، ومنذ ذلك الحين وعلى مدى عامين حتى الآن أجرى الاثنين الكثير من المحادثات حول هذه الفكرة وقاموا بالتخطيط للعملية.

يضيف (سبيريدونوف) أنه يعتبر أن هذه العملية أخلاقية تماماً، وهي تشابه إلى حد كبير عملية زرع القلب أو الكلى والتي كانت في مرحلة ما من الزمن تعتبر عملية غير أخلاقية أيضاً، ويردف بأن هذه هي الطريقة الطبيعية لتطور التكنولوجيا، وسيكون من الغريب أن يتوقف الطب عند هذه النقطة عندما يكون جراحي المخ والأعصاب على استعداد لاتخاذ الخطوة التالية.