خبر إسرائيل وألمانيا: علاقات قوية على مستوى الحكومتين وليس الشعبين

الساعة 08:08 ص|12 مايو 2015

فلسطين اليوم

تحتفل إسرائيل وألمانيا في هذه الأيام بحلول الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات بينهما، والتي بدأت في العام 1965. ويزور الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، ألمانيا، فيما تزور وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليان، إسرائيل بهذه المناسبة.

وتسود علاقات قوية بين إسرائيل وألمانيا، على المستوى الرسمي وخصوصا الأمني، لكن يبدو أن القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي يلقي بظل قاتم على هذه العلاقات، التي ما زالت إسرائيل تشحن من خلالها ذكرى المحرقة إبان الحكم النازي لألمانيا.

وقال ريفلين لنظيره الألماني، يواخيم غاوك، خلال مراسم أقيمت في برلين، أمس الاثنين، إن 'هذه علاقات قوية وهامة، وهي وثيقة ومستقرة، وينبغي تثمينها أيضا من دون التطرق إلى الماضي المعقد الذي نتقاسمه' في إشارة إلى المحرقة.

من جانبه، قال غاوك إنه 'ليس فقط جرائم الماضي تربط بيننا، وإنما القيم التي نؤمن بها أيضا'، مضيفا فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أن 'ثمة أهمية لأن نبحث في المواضيع التي نختلف حولها، وهذا البحث يسهم في تعميق الصداقة ليس أقل من الحديث حول المواضيع التي نتفق عليها'.

يشار إلى أنه منذ تأسيس إسرائيل، في العام 1948، لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بينها وبين ألمانيا، وذلك حتى العام 1964، عندما تم إبرام صفقة أسلحة بين الدولتين، وبعدها بعام واحد تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية الكاملة، في أعقاب اتفاق بينهما على دفع ألمانيا تعويضات لضحايا المحرقة اليهود في إسرائيل.

العلاقات الإسرائيلية – الألمانية قوية جدا على الصعيد الرسمي، لكن هذه العلاقات تصبح مختلفة على الصعيد الشعبي، وخاصة من جانب الألمان. فقد أظهر استطلاع للرأي كبير شمل الإسرائيليين والألمان، وأجراه صندوق برتلسمان الألماني، ونُشر مؤخرا، أن 48% من الألمان يحملون أفكارا سلبية عن إسرائيل، بينما ينظر 68% من الإسرائيليين بصورة إيجابية إلى الألمان.

ووفقا للاستطلاع فإن 84% من الإسرائيليين يتوقعون من ألمانيا أن تدعم موقف إسرائيل في الصراع مع الفلسطينيين، فيما كل ألماني ثان يرفض هذا التوقع. كذلك فإن 82% من الإسرائيليين يريدون أن تستمر ألمانيا بتزويد إسرائيل بالسلاح، بينما 68% من الألمان يعارضون ذلك. كما أن الغالبية العظمى من الشبان الألمان عبروا في الاستطلاع عن رغبتهم في 'وضع المحرقة من خلفنا'.

أحد الأمور التي تميز العلاقات الإسرائيلية – الألمانية هي العلاقات الأمنية، وتزويد ألمانيا لإسرائيل بأسلحة ثقيلة، مثل الغواصات النووية الست، وأخيرا أربع بوارج حربية لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط التي تستخرج منها إسرائيل الغاز وتعتبره أحد أعمدتها الاقتصادية في السنوات المقبلة. وقد مولت ألمانيا جزءا من صفقات الأسلحة هذه بمئات ملايين اليوروهات.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، عن صفقة البوارج الأربع، أن المنحة المالية الألمانية لتمويل هذه الصفقة 'تؤكد مدى حجم الاعتماد الإسرائيلي على المساعدات الأمنية الخارجية، وليس على الولايات المتحدة فقط. وفي الحالة الأوروبية لا يمكن الاعتماد على استمرار هذا الكرم إلى الأبد، وخصوصا على ضوء الخلافات العلنية مع الألمان فيما يتعلق بمستقبل العملية السياسية مع الفلسطينيين'. 

امتحان للصداقة

كتب السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا، أفي بريمور، مقالا في ملحق صحيفة “معاريف” في هذه المناسبة تحت عنوان “امتحان للصداقة”، أوضح فيه أن استمرار العلاقة المتينة بين الدولتين ليس مضمونا في حال استمرت سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين على ما هي عليه، خصوصا وأن الألمان يحملون إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات مع الفلسطينين. وأكد أن استمرار السياسة الإسرائيلية الراهنة تجاه الفلسطينيين يعرض هذه الصداقة إلى امتحان جدي. 

وقال بريمور إن “اتفاقية التعويضات” مع ألمانيا لم تكن مجرد اتفاقية  تحويل أموال، وإنما اتفاقية تحويل منتوجات صناعية مثل السيارات وقطع الغيار وقطارات وسفن وغيرها. وأضاف أن هذه الاتفاقية كان أول عملية استثمار في الاقتصاد الإسرائيلي والتي أسست لتطوير هذا الاقتصاد لاحقا.

وأكد بريمور أن العلاقات بين الدولتين لا تقتصر على الجانب الأمني بل تشمل التعاون العلمي والتقني الوثيق، الذي يكون في بعض الحالات أوثق وأوسع من التعاون ما بين إسرائيل والولايات المتحدة.