خبر مرة اخرى في ايدي الاصوليين -هآرتس

الساعة 09:19 ص|11 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          مع تبلور حكومة نتنياهو الرابعة تتبين الذخائر السياسية التي يسلمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الواحد تلو الاخر للشركاء الائتلافيين – حقائب، مراكز قوة، ميزانيات. كما توجد في الاتفاقات الائتلافية عشرات  البنود، التي تنكشف الان، وتشير الى أن نتنياهو يودع كل أجهزة الدين في الدولة في ايدي شاس ويهدوت هتوراة انطلاقا من المعرفة بان التحسينات القليلة التي ادخلت الى هذه الاجهزة ستشطب.

          لقد اعتبرت الخدمات الدينية على مدى معظم سنوات الدولة ذخرا للاحزاب الدينية، غنية بالقوة وبالتعيينات السياسية. ويخلد نتنياهو ذلك، ولكن هذه المرة بشكل مثير للحفيظة على نحو خاص. ففي اطار بيع التصفية العام تعهد نتنياهو لشاس ويهدوت هتوراة بشطب الاصلاحات التي سبق أن اتخذت – مثلما في قانون التجنيد والتهويد، وازالة كوابح وتوازنات ادخلت الى الجهاز. فمثلا، الاتفاق مع شاس يتضمن قرارا، يتعارض مع كل منطق رسمي ومهني، لاخراج ادارة المحاكم الحاخامية من وزارة العدل. منذ 2004 والوزارة تشرف على المقاييس المهنية والاخلاقية للقضاة الدينيين. اما الان فستعود  الرقابة الى وزارة الخدمات الدينية، وذلك فقط لان شاس توشك على السيطرة عليها.

          يتضمن الاتفاق مع يهدوت هتوراة بندا عن توسيع اللجنة لتعيين القضاة الدينيين، بحيث يتعزز تمثيل السياسيين من الائتلاف ويقل تمثيل النساء. كما وعد الحزب ايضا بالغاء  التعليمات السابقة بحيث تسمح المدافن في المدن الاصولية بالدفن الارضي (وليس دفنا بطوابق) مما سيكون تبذيرا في الاراضي وتعارضا مع قرارات سابقة.

          هذه هي الصفقة القديمة في الشؤون الدينية، والتي يشتبه فيها السياسيون العلمانيون – من اليمين ومن اليسار – الهدوء السياسي مقابل صلاحيات الخدمات الدينية والحاخامية، التي تعتبر كمنطقة « دينية » ليس فيها موطيء قدم لاي حزب رسمي. وانضم هذه المرة الى الصفقة رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي بخلاف ارادة الكثير من ناخبيه ومؤسسات حزبه، اودع كل الجبهة للاصوليين، كي يحقق حقيبة العدل للنائب آييلت شكيد. وهكذا فقد تبينت صرخات النجدة التي اطلقها بينيت في شؤون الدين والدولة في اثناء المفاوضات بانها صرخات عابثة.

          ثمة في اسرائيل يهود كثيرون ليس لهم أي صلة بالحاخامية والمؤسسة الدينية – علمانيون أو من وجدوا سبلا بديلا لتحقيق هويتهم اليهودية. والمتضررون من الصفقة السياسية الجديدة – القديمة هم بالذات من يسعون الى تحقيق التقاليد، الزواج أو الطلاق على سُنة موسى واسرائيل، ولا يتنازلون عن الحلال والتهويد والدفن الشرعي.