خبر الحق في كي القلب- هآرتس

الساعة 09:21 ص|10 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

قرر مجلس بلدية حيفا تجميد تحويل الميزانية لمسرح الميدان في المدينة، حتى تلقي استنتاج لجنة تبحث في تقديم عرض يقوم على قصة من تأليف وليد دقة. فقد ادين دقة بالمشاركة في خلية للجبهة الشعبية، اختطفت وقتلت الجندي موشيه تمام في 1984. اقرباء تمام ونشطاء آخرون، مسنودون بشخصيات سياسية، احتجوا على تقديم العرض في يوم الاسير الفلسطيني.

          مسرح الميدان، الذي تأسس في 1995 – في عهد حكومة اسحق رابين، التي بذلت وزيرة الثقافة فيها، شولاميت الوني جهودا لتشجيع الثقافة العربية – يشكل مسرحا ومركزا ثقافيا للفنانين العرب ويخدم سكان حيفا العرب. ان العقاب الاداري، وغيره القائم على اساس استغلال انتهازي للثكل – شاي بلومنتال، عضو مجلس حيفا عن البيت اليهودي، الذي رفع الى المجلس مشروعا لجدول الاعمال في هذا الشأن اعترف بانه لم يشاهد المسرحية على الاطلاق، بل « قرأ الموجز » فقط – هو عمل لم يشهد في دولة ديمقراطية كما ترى اسرائيل نفسها.

          ان هذه الخطوة لفرض الرقابة الادارية مقلقة على نحو خاص، وذلك لانها تنخرط في اجواء عامة حماسية ضد الاقليات بشكل عام، والاقلية العربية بشكل خاص، والتي تتعاظم في داخلها اصوات السياسيين الذين يطالبون بتقييد حرية التعبير في المواضيع موضع الخلاف. هذه المطالبات هي استمرار مباشر لميل وزراء الحكومة المنصرفة، بمن فيهم وزيرة الثقافة، للربط بين دعم المؤسسات الثقافية بالاموال العامة وبين المطالبة بان تكيف هذه المؤسسات مضامينها وافعالها مع ذوق الاغلبية السياسية – السياسة التي لشدة الاسف من المتوقع أن تتعزز تحت الحكومة الوافدة والتي تتميز بها انظمة ذات طابع فاشي.

          ان حساسية الافراد والجماعات من بعض المضامين، وشعورهم بالاهانة في ضوء اعمال ابداعية معينة، ولا سيما على خلفية الواقع المركب والمنقسم في اسرائيل، هي حساسية مفهومة. ولكن حرية التعبير، وكذا التسامح تجاه الاقليات والدفاع عن حقوقها، هي اساس الديمقراطية.

          في الالتماس الى المحكمة العليا لئور ضد المجلس الجماهيري للرقابة على الافلام والمسرحيات (1985) والذي عني بطلب الغاء شطب  مسرحية « افرايم يعود الى الجيش »، كتب قاضي المحكمة العليا في حينه، أهرون باراك، القرار ضد شطب العمل الابداعي والذي وصف فيه نقطة في المسرحية « تكوي القلب ». وكتب يقول: « ومع ذلك فاننا نعيش في دولة ديمقراطية، فيها كي القلب هو لباب قلب الديمقراطية. قوة هذه ليست الاعتراف بحقي في أن أسمع اقوالا لطيفة، تروق لاذني. قوة هذه هي في الاعتراف بحق الغير في أن يطلق اقوالا تحرق اذني وتكوي قلبي ».