خبر هل تشعر النباتات بالألم؟

الساعة 07:23 م|09 مايو 2015

فلسطين اليوم

بالنسبة للكثيرين قد تولد رائحة العشب المقطوع حديثاً شعوراً لطيفاً، حيث أن هذه الرائحة عادة ما تكون إشارة على قدوم فصل الصيف وبدأ ارتفاع درجات الحرارة، ولكن بالنسبة للنبات فإن هذه الرائحة تشكّل أمراً مختلفاً تماماً.

إن رائحة العشب المقطوع حديثاً والتي تعتبر رائحة منعشة بالنسبة لنا هي في الواقع عبارة عن نداء استغاثة كيميائي، تستخدمه النباتات للتوسل للمخلوقات القريبة منها لإنقاذها من الهجوم (عادة ما يكون هذا الهجوم من قبل الحشرات، ولكن في هذه الحالة، فإنها شفرات جزازة العشب)، فعند وقوع خطر – سواء أكان ذلك من قبل الآلات أو اليرقات الجائعة – فإن النباتات لا يمكنها ببساطة رفع جذورها والبدء بالركض، لذلك يجب عليها أن تحارب ما يهاجمها وهي واقفة في مكانها.

لحماية أنفسها، تقوم النباتات باستخدام وابل من الاستجابات الجزيئية، حيث أنها تستخدم هذه الرسائل الكيميائية لتسميم عدوها وتنبه النباتات المحيطة بها إلى خطر محتمل، أو لجذب الحشرات المفيدة لمساعدتها، وفي بعض الأحيان، يخدم الدفاع الجزيئي للنبات هدفاً مزدوج، فعلى سبيل المثال، تستخدم النباتات التي تنتج مادة الكافيين هذه المادة الكيميائية في الدفاع عن نفسها، ولكن في الوقت ذاته فإن هذه المادة تعطي النحل أيضاً جرعة مفيدة من الكافيين، لذلك فإن النحل الذي تصل إليه رائحة الكافيين يعامل النبات على أنه مقهى، ويعود إليه مراراً وتكراراً لأخذ المزيد من جرعات الكافيين والقيام بخدمات التلقيح في المقابل.

على الرغم من أن النباتات غير قادرة على التواصل، إلّا أن هذا لا يعني أنه لا يمكنها أن تشعر بالألم، فتبعاً للباحثين في معهد الفيزياء التطبيقية في جامعة بون في ألمانيا، فإن إطلاق النباتات للغازات يعادل البكاء من شدة الألم، حيث استطاع الباحثون باستخدام ميكروفونات تعمل بالليزر من التقاط الموجات الصوتية التي تنتجها النباتات عند إطلاقها للغازات أثناء تعرضها للقطع أو الإصابة، لذلك وعلى الرغم من أن تلك الأصوات ليست مسموعة للأذن البشرية، إلّا أن الأصوات السرية التي تصدرها النباتات كشفت بأن نبات الخيار يصرخ عندما يكون مريضاً، وأن الأزهار تأنّ عندما يتم قطع أوراقها.

 هناك أيضاً بعض الأدلة التي تشير إلى أن النباتات يمكنها سماع أنفسها وهي تتعرض للأكل، حيث وجد الباحثون في جامعة ميسوري- كولومبيا أن النباتات تفهم وتستجيب لصوت المضغ الذي تصدره اليرقات التي تقوم بتناول طعامها عليها، وأنه بمجرد سماع النباتات لتلك الضوضاء، فإنها تستجيب بالعديد من آليات الدفاعية.

بالنسبة لبعض الباحثين، فإن وجود أدلة على وجود مثل هذه الأنظمة المعقدة من الاتصالات – الأصوات المنبعثة عن طريق الغازات التي تصدرها النباتات عندما تكون في محنة – هي إشارة على أن النباتات تشعر بالألم بالفعل، ولكن بالنسبة لبعضهم الآخر فإنهم يرون بأنه لا يمكن أن يكون هناك إحساس بالألم دون وجود دماغ يقوم بتسجيل هذا الشعور، ولكن الكثير من العلماء يعترفون بأنه يمكن للنباتات أن تؤدي العديد من السلوكيات الذكية على الرغم من عدم امتلاكها للدماغ أو للإدراك الواعي.

أثناء النمو عادة ما يقوم النبات بتغير مساره لتجنب العقبات أو للوصول إلى الموارد الداعمة للحياة بوساطة أغصانه وجذوره، وهذا النشاط ينبع من شبكة بيولوجية معقدة موزعة ضمن جذور النبات وساقه وأوراقه، وبهذا يمكن القول بأن هذه الشبكة تساعد النباتات على الانتشار والنمو والبقاء على قيد الحياة، فمثلاً يمكن للأشجار في الغابات أن تحذر أقربائها من الأشجار من هجمات الحشرات.

عندما قام أحد العلماء بحقن أشجار التنوب بنظائر الكربون المشع، رأى أنه في غضون بضعة أيام كان الكربون قد أرسل من شجرة إلى أخرى حتى وصل إلى جميع الأشجار التي تقع في محيط يصل إلى 30 متراً مربعاً تقريباً من الشجرة الهدف، ومن هنا تبين للعلماء أن الأشجار الناضجة “تتصل مع بعضها” من خلال شبكة لتبادل المواد الغذائية من خلال جذورها لتوفر التغذية اللازمة للشتلات المجاورة لها حتى تصبح طويلة بما يكفي لتستطيع التقاط الضوء بنفسها وتصنيع المواد الغذائية الضرورية لها.