خبر اكتشاف منطقة ميتة (Dead Zone) في المحيط الأطلسي

الساعة 06:34 م|09 مايو 2015

فلسطين اليوم

من المؤكد أن هناك الكثير من الأسماك في البحر، ولكنك مع ذلك فلن تستطيع أن تجد أي منها في المناطق الميتة التي تم اكتشافها مؤخراً في المحيط الأطلسي.

في البحث الذي تم نشره في مجلة (Biogeosciences)، أشار الباحثون إلى وجود جيوب مياه منخفضة الأوكسجين تسافر عبر المحيط الأطلسي، وقد تم اكتشاف هذه المنطقة التي تسمى بـ”المناطق الميتة” (dead zone) داخل دوامة يبلغ طولها 100 ميل ويشبه هيكلها الدوامات العملاقة التي تتشكل في المحيطات المفتوحة والتي يمكن أن تدور لعدة أشهر في كل مرة، وقد جاءت تسمية هذه المنطقة باسم المناطق الميتة نتيجة لمستويات مياهها المنخفضة بالأوكسجين والتي تجعل من المستحيل تقريباً لأي نوع من أنواع الحيوانات أن تبقى على قيد الحياة، حيث أن أي حيوان يقع في هذه المناطق من المحيط يواجه خيارين بسيطين لا ثالث لهم: إما التحرك خارج المنطقة، أو الموت.

عادة ما تتشكل المناطق الميتة في المناطق الضحلة والراكدة من المياه التي لا تتعرض للكثير من الاختلاطات، وهذا يشمل البحيرات التي توجد على طول السواحل خلال مواسم معينة، كما تعتبر المناطق الميتة التي تتشكل في خليج المكسيك في كل صيف، والتي يغذيها جريان دلتا نهر المسيسيبي واحدة من أكبر المناطق الميتة في العالم، حيث أن المواد المغذية هناك تغذي الطحالب الكبيرة التي يتم بعد ذلك التهامها من قبل الكائنات الحية الدقيقة، وهذا يؤدي إلى خلق كميات كبيرة من النفايات التي تقوم ميكروبات أخرى بعد ذلك بالتهامها مستهلكة بذلك الأكسجين الذي يكون موجوداً في الماء خلال هذه العملية.

على الرغم من ذلك، فإن المناطق الميتة الجديدة التي تم العثور عليها من قبل الباحثين تتشكل في منتصف المحيط الأطلسي، حيث هناك قدر كبير من المياه المتجددة حولها، فكيف تمكنت هذه الجيوب المنخفضة الأوكسجين من الوصول إلى هناك؟

إن الحركة الدورانية للدوامات تخلق جداراً حول نواة مركزية من الماء لا يمكن للماء الهروب منها، مما يؤدي إلى حرق إمدادات الماء من الأوكسجين بسرعة، ويوضح مؤلف الدراسة (يوهانس كارستينسين) أن الدوران السريع للدوامات يجعل من تبادل الأكسجين عبر الحدود بين الدوامة والمياه المحيطة بها أمراً صعباً جداً، وعلاوة على ذلك، فإن الحركة الدورانية تخلق طبقة ضحلة جداً – تمتد لبضع عشرات من الأمتار – على سطح الماء تدعم نمو النبات بشكل كثيف، وطبقة النباتات تعمل تماماً مثل عمل الطحالب على طول الساحل، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض مستويات الأوكسجين وسط الدوامة.

في بعض عينات مياه البحر المأخوذة من المنطقة الميتة والتي قام الباحثون بمعاينتها، لاحظوا عدم وجود أي أثر للأوكسجين تقريباً، حيث كان أقصى تركيز موجود للأوكسجين في تلك العينات 0.3 مل، في حين أن النسبة المتعارف عليها في الأوساط البحثية قبل هذه الدراسة تشير إلى أن الحد الأدنى للأكسجين في مياه شمال المحيط الأطلسي كان حوالي 1 ملليلتر من الأوكسجين المذاب في لتر من مياه البحر.

في حين أن الحياة البحرية في المحيطات المفتوحة ستكون بالتأكيد هي الأكثر تضرراً من هذا الاكتشاف الجديد، إلّا أن (كارستينسين) يتوقع أن هذه المناطق الميتة المتحركة يمكن أن تؤثر أيضاً على الأشخاص الذين يعيشون في الرأس الأخضر، فبالنظر إلى أن بعض المناطق الميتة التي لاحظ الباحثون وجودها تنتشر على بعد أقل من 100 كيلومترا من شمال أرخبيل الرأس الأخضر، فإنه ليس من المستبعد أن المنطقة الميتة من المحيطات المفتوحة ستضرب الجزر في مرحلة ما، وهذا قد يتسبب في انغمار الساحل بالمياه المنخفضة الأوكسجين، مما قد يؤدي لحدوث ضغوطات شديدة على النظم الإيكولوجية الساحلية أو حتى قد يؤدي إلى قتل الأسماك وموت العديد من المخلوقات البحرية الأخرى.