خبر مواقد شواء الذرة تجتاح شوارع غزة

الساعة 06:35 ص|09 مايو 2015

فلسطين اليوم

في صورة تعكس الارتفاع المهول في نسبة البطالة وانعدام فرص العمل أمام الشباب تحديداً انتشرت في شوارع مدينة غزة ومفترقاتها الرئيسية والفرعية مواقد شواء الذرة بشكل غير مسبوق.

ويتزاحم شباب عاطلون عن العمل وفتية على اخذ مواقع لهم في المفترقات الرئيسة التي تشهد ازدحامات مرورية.

ويقول المواطن محمد غنيم صاحب لموقد شواء في شارع الجلاء الرئيسي بمدينة غزة: انه ينتظر موسم الذرة بفارغ الصبر.

وأوضح غنيم: انه يعتبر موسم الذرة احد المواسم التي تدر عليه دخلاً.

وعبر غنيم عن قلقه من ارتفاع أعداد مواقد الشواء القريبة منه، مشيراً إلى وجود اكثر من ستة مواقد في المفترق الذي اعتاد الوقوف عليه منذ سنوات طويلة.

أما المواطن الاربعيني هاني علوان صاحب موقد شواء بالقرب من مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة فقال انه ومنذ ان فقد عمله في إسرائيل قبل عشر سنوات اضطر إلى العمل في اكثر من مجال من ضمنها شواء الذرة مع مطلع فصل الصيف ولكنه عبر عن تذمره الشديد من مزاحمة الكثير من الشباب والفتية له ونظرائه القدامى.

واعتبر علوان لصحيفة الايام ان إقدامه على هذه العمل يأتي بسبب عدم عثوره على فرصة عمل تحقق له دخلاً يمكنه من الأنفاق على أسرته الكبيرة.

وبرر استخدامه لأنواع رديئة من الأحطاب وبعض الأكياس البلاستيكية إلى ارتفاع أسعار الأحطاب الفاخرة كحطب الحمضيات وغيرها.

وتتسبب المواقد في التشويش على حركة السير وإشاعة الدخان في مناطق واسعة وهو ما تسبب في تذمر المواطنين.

ويستخدم العديد من هؤلاء البلاستيك في إيقاد النار وهو ما يخيف ويصيب الكثير من المواطنين بالذعر.

وطالب علوان من المواطنين تحملهم وعدم التسبب في قطع أرزاقهم، مؤكداً ان الجميع في القطاع يعاني بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

ولم تقتصر هذه المهنة على الكبار أو أصحاب العوائل الكبيرة بل، أيضا، على طلبة الجامعات والخريجين كما هو الحال مع الشاب حسن بشير خريج الجغرافيا الذي أسس لموقد كبير بالقرب من تقاطع شارع عمر بن الخطاب والنصر المزدحم بالسكان.

وقال: ان عدم تمكنه من اللحاق بوظيفة أو فرصة بطالة دفعه للعمل في شواء الذرة بدلاً من بيع الدخان على المفترق ذاته.

ولم يخف بشير ألمه لامتهان هذه المهنة والتي قد تتسبب له بمشاكل مع الشرطة التي تنظم المكان دائماً وتخليه من الباعة المتجولين الذين يستبيحونه في أحيان كثيراً.

ويعول بشير على تفهم الشرطة وأصحاب المحال الثابتة في المكان أحوال وظروفه وظروف نظرائه الآخرين والا يقسوا عليهم ويطردوهم من المكان.

وينتمي العاملون في هذه المهنة إلى وسط الشباب المتعطلين عن العمل بالإضافة إلى الفتية الباحثين عن مصدر رزق لعوائلهم، كما هو الحال مع الفتى صهيب أبو داية ابن الخمسة عشر عاما والذي يستغل الإجازة الأسبوعية ونهاية اليوم الدراسي ليبيع الذرة المشوية والمسلوقة أمام منزله المتواضع في جباليا.

وقال أبو دايه انه يريد مساعدة والده الذي يعمل باجر زهيد في احد المحال التجارية حتى يستطيع الأنفاق على أسرته وتوفير المصروفات المدرسية.

وينوي أبو داية واثنين من اشقائه الصغار توسيع عملهم بعد انتهاء الامتحانات المدرسية النهائية لمساعدة اسرتهم خلال شهر رمضان والذي يحتاج إلى نفقات كثيرة، مبيناً انه اندفع من ذات نفسه وهو ما عرض الفكرة على والده.

ويأمل أبو داية ان تنخفض أسعار الذرة خلال الايام القادمة حتى يتمكن من زيادة المبيعات المنخفضة الان بسبب ارتفاع الاسعار.