خبر جوازات السفر عالقة... كمعبر رفح!

الساعة 06:23 ص|08 مايو 2015

فلسطين اليوم

 

لم تعلم الغزية هدى الرفاتي أن فرحتها بحصولها على تحويلة طبية لمعالجة ابنتها هنادي (6 أعوام) المصابة بسرطان الدم في المستشفيات المصرية، ستتكسر على صخرة جوازات السفر الفلسطينية؛ فهي برغم تقديمها الأوراق الثبوتية اللازمة لاستخراج جواز سفر، عبر شركة سفريات من غزة وسيطة لدى وزارة الداخلية في رام الله، لم تستطع الحصول على جواز جديد كي ترافق طفلتها لتلقي علاجها.

أزمة جديدة تُزاد على نكبات الغزيين، ففضلاً عن أن معبر رفح مغلق ولا يفتح إلا ليومين أو ثلاثة كل شهرين، صارت جوازات السفر حالها حال المعبر، معلقة منذ ثلاثة أشهر. ولا تملك جهة في غزة أو رام الله رواية واضحة عن سبب ذلك، لكنّ مصدراً في إحدى السفارات الفلسطينية يوضح لـ«الأخبار» أن القضية إدارية وتتعلق بأن دولاً كثيرة منها الاتحاد الأوروبي اشترطت أنه يجب على الدول إصدار جوازات حديثة (الورقة الأولى بلاستيك وفيها دمغة ممغنطة)، نافياً ما يشاع عن أن سبب توقف إصدار الجوازات هو خلاف فلسطيني ــ إسرائيلي على إصدارها باسم «دولة فلسطين» بدلاً من «السلطة الفلسطينية».

المصدر نفسه أشار إلى أن الجوازات الفلسطينية تطبع حالياً في فرنسا بعدما كانت تطبع سابقاً في ألمانيا لأسباب سياسية وتقنية، مقدراً أن الأزمة لن تطول كثيراً.

وتقول الرفاتي (30 عاماً) إنها اضطرت بسبب ذلك إلى جعل أختها ترافق ابنتها للعلاج في الخارج بعدما تعذر عليها الحصول على جواز حتى لا تضيع التحويلة الطبية التي انتظرتها طويلاً، وخاصة أن الاحتلال الإسرائيلي رفض عدة مرات دخولهما من معبر بيت حانون ــ إيريز، للعلاج في مستشفيات الأراضي المحتلة، تحت طائلة «الرفض الأمني».

أما في غزة، فإن مكاتب تجارية تتولى التنسيق مع «الداخلية» في رام الله عبر البريد لإيصال معاملات المواطنين، وهو ما يزيد من التكلفة والوقت اللازمين لاستخراج الجواز، ولعل المفارقة هي أن إغلاق معبر رفح خفف من تكدس طلبات الاستخراج أو التجديد، كما يقول أكرم مشتهى، وهو صاحب مكتب سفريات في غزة. يضيف مشتهى: «من ثلاثة أشهر لم نتسلم أي جواز من رام الله برغم استيفاء المواطنين أوراقهم الثبوتية»، موضحاً أنهم حاولوا التواصل مع الداخلية هناك لمعرفة الأسباب، ولكن العاملين في الوزارة أخبروهم بأن الأمر لا يتعدى العطل الفني دون توضيح ماهيته.

حال الطالب محمد الدهشان، الذي يدرس في كلية الطب في إحدى الجامعات البريطانية، لم تختلف كثيراً، إذ لم يعلم أن فقدانه جواز سفره بعد سرقة حقيبته في غزة، قبل نحو شهرين، سيكلفه حرمانه الفصل الدراسي الجاري.

وعقب السرقة، قدم الدهشان (21 عاماً) أوراقه لاستخراج جواز سفر «بدل فاقد»، والآن مرت ثلاثة أشهر وعلق بأزمة استخراج الجوازات كما الآلاف غيره. يقول: «لو كنت أعلم أنني سأفقد مستقبلي بسبب زيارتي لأهلي لما رجعت إلى غزة». ومع أنه يراقب أخبار معبر رفح، يزداد قلقه من أن يفتح المعبر وهو لا يحمل جواز سفر. وبمراجعة مدير الإدارة العامة للجوازات في غزة، وسام الرملاوي، فإنه أكد وجود أزمة في جوازات السفر منذ ما يزيد على شهرين، مشيراً إلى أن رام الله لا ترسل الأعداد المطلوبة من «دفاتر الجوازات» إلى غزة. ولا يعلم الرملاوي سبب وقف إرسال الجوازات حتى الآن، لكنه يخشى أن يكون ذلك من نتائج الانقسام السياسي.

مصادر أخرى تحدثت إلى «الأخبار» وأكدت أن الأزمة مشتركة بين الضفة وغزة ولا علاقة للانقسام بذلك، ولكنها لم تخف أن غزة تتحمل العبء الأكبر من غياب الجوازات، بينما نفى وكيل وزارة الداخلية لجوازات السفر، حسن علوي، صحة «هذه الشائعات»، مشدداً على أن غزة خلال الأشهر القليلة الماضية استصدر لها عشرة آلاف جواز دون أي تأخير.

يضيف علوي لـ«الأخبار»: «ثمة مشكلة في تحديث البيانات، وخاصة مع قرب حلول الصيف، لذلك يجري ترتيب النظام، ولن يكون هناك أي عائق أمام المواطنين، سواء أكان موقعهم غزة أم الضفة»، لافتاً إلى أنه «جرى إطلاع الإخوة في حماس وفتح خلال زيارتي للقطاع على حيثيات هذه الإشكالية». كذلك بشّر بأن «الأزمة ستنتهي خلال أسبوعين على أكثر تقدير»، مستدركاً: «أستهجن استعجال المواطنين، خاصة الذين لا يتذكرون أنفسهم لاستصدار جوازات سفرهم إلا قبل موعد ذلك بأيام عديدة فقط»!