خبر كيف يدور الدولاب -يديعوت

الساعة 08:15 ص|07 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

          (المضمون: لسنوات اخرى سيتحدثون عما وقع الان على مدى ستة اسابيع، وكيف حصل ان انتصارا ساحقا في الانتخابات تحول الى مهزلة لم يشهد لها مثيل.  كل هذا فقط بسبب أمر واحد: خطيئة الغرور - المصدر).

          ما سمعناه أمس كان على ما يبدو الصرخة الوحشية للقدر، حين التقت بفضله آييلت شكيد كريهة نفس الزوجين نتنياهو بالحقيبة الاكثر أهمية لهما، حقيبة العدل. هذه الحقيبة التي خصصاها من اللحظة الاولى لمنفذ كلمتهما، الرجل الاكثر ولاء لهما، والتي حتى في حلمهما الاكثر كابوسيا لم يصدقا بان في نهاية الدولاب ستقع في حضن شكيد.

          من لم يكن يرغب في أن يكون ذبابة على الحائط (المتشقق) في المنزل في شارع بلفور، في الوقت الذي يبدأ فيه الزوجان في فهم تلك المهانة التي اوقعاها على بينيت وشكيد منذ اسابيع عديدة ستعود اليهما كالسهم المرتد لتضرب بشدة في وجهيهما. فحتى الخيال المغرق بشكل خاص ما كان سينجح في ان يختلق سيناريو مفعم بالمفارقة بهذا القدر يكون فيه رئيس الوزراء الذي كان قبل ستة اسابيع فقط على سطح العالم وكان واثقا بانه سيشكل حكومة حتى ويداه مكبلتان خلف ظهره – يصل في اللحظة الاخيرة منقطع النفس الى الرئيس مع ائتلاف ضيق، كل عناصره – بمن فيهم رفاقه في الليكود – يمقتونه، وهو، بالمقابل، لا يمكنه ان يحتملهم.

          إذن ما الغرو أن شالوم شلومو، الرجل الاكثر قربا من بينيت، يبعث في الايام الاخيرة لرجال ارتباطه بقصيدة شموليك كراوس، « كيف يدور الدولاب ».

          المكالمة الاولى التي سأجريها فور صدور نتائج الانتخابات ستكون لبينيت – هذا ما قاله نتنياهو عشية الانتخابات، حين كان بحاجة الى اصوات مقترعي البيت اليهودي. ولكنه لم يقل ان هذه ستكون آخر مكالمة سيجريها. وان هذه ستكون مكالمة استجدار، استسلام، « انقذوني، ليس عندي ائتلاف »، فيما سيضطر الى ان يوفر كل ما يطلبه بينيت.

          وقد طلب بينيت بل وطلب جدا. هتافات الفرح في البيت اليهودي حين أعلن ليبرمان عن اعتزاله كانت تلميحا لما سيأتي. وكان تفسيرها: الان نحن سنريك. وقد اروه: ما زج بينيت في عين نتنياهو لم يكن اصبع، بل مسمار.

          لسنوات اخرى سيتحدثون عما وقع الان على مدى ستة اسابيع، وكيف حصل ان انتصارا ساحقا في الانتخابات تحول الى مهزلة لم يشهد لها مثيل. كيف حصل ان المفاوضين مع الاحزاب التي لم تكن لها بديل آخر انتهت بشكل اصبح فيه لكل مبتدىء في مكتب محامين ينجح في تحقيق النتيجة الافضل.

          وكل هذا فقط بسبب أمر واحد: خطيئة الغرور. ذات الخطيئة التي سبق أن اسقطت غير قليل من رؤساء الوزراء. فنتنياهو ورجاله ببساطة رفضوا التصديق بان احدا سيرفضهم. لقد كانوا واثقين بانهم سيتمكنون من عمل ما يريدون. ليبرمان سيتنازل عن حقيقة الخارجية؟ اضحكتمونا.