خبر غير خائفة- معاريف

الساعة 08:11 ص|07 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

 (المضمون: مأخوذا بسكرة النصر فان نتنياهو فقد كل اوراقه ولم يحسب حساب اليوم التالي، واذا أراد الفلسطينيون الحصول على القدس فعليهم طلب طاقم المفاوضات لنتنياهو - المصدر).

       انتقام افيغدور ليبرمان خطط له بعناية ونفذ باتقان تام. ايفيت يُحسب مع مجموعة مقلصة من الاشخاص الذين يفهمون من تجربتهم الشخصية معنى حكومة نتنياهو التي يكون فيها نفتالي بينيت وزيرا رفيع المستوى واييلت شكيد وزيرة للعدل وعضوة في المجلس الوزاري المصغر. ليبرمان يعرف بالضبط القرارات، وما يمر به نتنياهو في الايام الاخيرة وما سيمر عليه في الاسابيع القادمة.

طوال ثلاثة ايام انشغل نتنياهو بجهود لاعداد مناورة خلاقة تبقي اييلت شكيد خارج الحكومة. اليوم يجد نفسه عالقا معها تماما وكذلك في المجلس الوزاري المصغر وفي الوزارة الحساسة جدا والاستراتيجية جدا لأنها الاكثر أهمية للابقاء على الحكم. الوزارة التي تحدد هوية المستشار القضائي للحكومة القادمة. حسب تقديري فان نتنياهو كان يفضل أن يتولى وظيفة وزير العدل رفيف دروكر بدلا من السيدة شكيد التي طردت بصورة مهينة من مكتبه من قبل زوجته قبل بضع سنوات. لكنها استفادت من هذه الواقعة. من الممكن الآن أن يبدأ بالشك بالمجلس الوزاري المصغر القادم الذي سيتم عقده، اذا عقد، مرات معدودة وقصيرة، كم يتشوق نتنياهو الآن ليئير لبيد.

شكيد تحتفل اليوم بعيد ميلادها وتستحق كلمة طيبة. من بين كل رجال اليمين هي فقط وافقت بدون تردد على أن تتولى بنفسها الوزارة الخطيرة هذه. في الاسابيع الاخيرة هرب من هذا الملف كل من ذكر اسمه من المرشحين لتوليه. الاحصائيات لا تكذب واعضاء الكنيست في الليكود وفي احزاب اخرى يعرفون أن يعدوا وهم نائمون اسماء اولئك الذين اوشكوا على تولي هذه الوزارة. وحينها تم اعداد وزارة اخرى لهم واختفوا. شكيد رغم أنها حذرت ورغم انها تعرف الارث القتالي الخاص هذا دخلت الى هذا المكتب بسرور.

          أنا لا اعتقد أن الحديث يدور عن كارثة كبيرة. نعم هي يمينية متحمسة ايديولوجيا لكنها غير مجنونة وهي غير فاسدة ولديها عقل غير سيء ومنطق سليم. منظومة القضاء تحتاج الى تجديد (كما تثبت قضية رونييل فيشر)، وعن محكمة العدل العليا سيدافع كحلون. دعونا نهدأ.

 

          بنيامين نتنياهو دخل الى المفاوضات الائتلافية مثل منتصر كبير وخرج منها مثل خاسر صغير. ليس هناك خطأ لم يرتكب. ليس هناك مغامرة لم يتم تجريبها. نتنياهو سكر بنشوة الانتصار في الانتخابات التي جاءت خلافا لكل التوقعات، ونسي أنه يوجد ايضا « يوما سيأتي بعدها ». لقد باع تقريبا كل ممتلكاته بثمن بخس وسيمضي في طريقه في حكومة ممزقة، متشاجرة ومنقسمة ترتكز على اغلبية ضئيلة جدا وقدرتها على اجتياز الازمات وتمرير الاصلاحات تقارب الصفر.

          لم نتكلم بعد عن الاحباط في الليكود. في حزب السلطة كان هناك أمس من اطلقوا النكات وشكروا الله على أن نتنياهو لا يدير المفاوضات مع الفلسطينيين. مع قدرة كهذه في المفاوضات قال القائلون، كل ما على الفلسطينيين عمله هو أن يطلبوا نفس طاقم المفاوضات (يوآف هروفتش والمحامي ديفيد شومرون) وحينها سيحصلون على القدس. ما بقي لنتنياهو ليفعله هو أن يأمل أن يرضى هرتسوغ ويوافق على الدخول الى الحكومة بعد بضعة اسابيع أو اشهر، ومن اجل أن يحدث هذا عليه أن يعرض عليه مناوبة. ولكن الى حين حدوث ذلك، كل ما تبقى هو استخدام وصف من مدرسة نتنياهو من اجل وصف الحكومة الرابعة: اذا كان يمشي مثل البطة ويطلق اصوات مثل البطة فان هذا كما يبدو بطة.