خبر لماذا طلبت فرنسا من السلطة عدم إعدام قاتل عرفات؟

الساعة 08:30 م|06 مايو 2015

فلسطين اليوم

طلبت فرنسا من السلطة الفلسطينية بأن تتعهد لها بعدم قيامها بإعدام من قام بقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004 بعد احتجازه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله لعدة أسابيع.

وكان رئيس التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات توفيق الطيراوي قال: « إن فرنسا بعثت للسلطة الفلسطينية رسالة قبل نحو 20 يوما، طلبت فيها بالتعهد بعدم الحكم أو تنفيذ حكم الإعدام في حال تبين من قتل عرفات ».

وأضاف الطيراوي بأن هناك شيئا ما لديهم (الفرنسيون) ويريدون التغطية عليه، التقرير الأولي لوفاة عرفات والذي أصدرته فرنسا غير صحيح، كل المعطيات تشير إلى أن عرفات استشهد وان هناك سرا ما يعرفه الفرنسيون ولا يريدون أن يفصحوا عنه« .

من جهته أكد البروفسور عبد الستار قاسم، أن طلب فرنسا من السلطة بعدم إعدام قاتل الرئيس الراحل ياسر عرفات هو دليل مسبق على أن أحد عملاء فرنسا في السلطة الفلسطينية له يد في عملية قتل الرئيس عرفات.

وقال البروفسور في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية: »إن السلطة لا تعرف بعد من قتل عرفات لكن فرنسا هي الوحيدة التي تعرف من، وما طلبته من السلطة دليل مسبق على أن أحد عملاء فرنسا في السلطة الفلسطينية هو من قتل عرفات« .

وأوضح أن الحديث عن حادثة اغتيال عرفات غامضة حتى اللحظة ففرنسا و »إسرائيل« هما الدولتين اللتان تعرفان سبب مقتل عرفات ومن يقف خلفه.

وشدد البروفسور قاسم، على أن فرنسا هي دولة استعمارية وتقوم بخلق الفتن في الدول العربية منها اليمن وسوريا وليبيا وغيرهم من الدول، قائلاً: »علينا أن نكون حذرين جداً من التعامل في الأخبار التي تقدمها فرنسا للإعلام« .

من جانبه أفاد محامو أرملة الشهيد الرئيس ياسر عرفات، اليوم الأربعاء، إنهم سيطلبون إجراء تحقيقات إضافية، وذلك بعد إعلان قضاة فرنسيين إنهاء التحقيق في قضية ملابسات استشهاده.

وقال »فرنسيس سبينر ورينو سمرديان« محاميا سهى عرفات: »نحن لا نؤيد هذا القرار.. وسنطلب بالطبع تحقيقات إضافية« .

وأضاف: »سواء أعجب ذلك أو لم يعجب القضاة والنائب العام، فإنه لا أحد اليوم بإمكانه أن يقول ما سبب موت عرفات وتوضيح ملابسات وفاته، وهذا وحده كاف ليستمر التحقيق« ، وأبديا استغرابهما من »الرغبة في سرعة إنهاء التحقيق في ملف بهذه الأهمية« .

بدوره كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة في تصريحات صحفية، عن اجتماع ثلاثي سيعقد قريبا لإزالة الاختلاف في التقارير الخاصة بوفاة الرئيس ياسر عرفات.

ومن الجدير ذكره أن الاختلاف المقصود هو أن الفريق السويسري اصدر تقريرا قاطعا وعلميا بان الرئيس عرفات مات بفعل البولونيوم 210, لكن التقرير الروسي قال ان الحالة الكلينكية في العام 2004 لا تشير إلى الوفاة بالبولونيوم 210.

وعلى عكس الفرنسيين، أعلن السويسريون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013 انهم يغلبون فرضية التسميم، بعد ان وجدوا البولونيوم- 210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه. لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة.

وفي اب/اغسطس 2012، كلف ثلاثة قضاة في نانتير التحقيق في اشارة قضائية فحواها »اغتيال« إثر شكوى ضد مجهول تقدمت بها سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني بعد العثور على مادة البولونيوم في اغراض شخصية لزوجها. وفتح ضريح عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وتم اخذ ستين عينة من رفاته تقاسم خبراء سويسريون وفرنسيون وروس عملية فحصها.

وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، الذي نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله، حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.

وخلص تقرير صادر في 18 من تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عن المستشفى، الى ان »ياسر عرفات توفي عن سكتة دماغية نزفية واسعة النطاق" مشيرا الى عدم تمكن فريق من الخبراء من اختصاصات مختلفة من تحديد المرض الذي اصابه.