خبر فقط بالقوة- معاريف

الساعة 07:06 م|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

فقط بالقوة- معاريف

بقلم: اليزابيث تسوركوف

(المضمون: الطريقة الوحيدة لحل الازمة الانسانية الشديدة في اليرموك خصوصا، وفي البلدات المحاصرة في مداخل دمشق بشكل عام هي عن طريق فرض ضغط قوي من اجل فك الحصار–المصدر).

ان حياة سكان مخيم اليرموك الفلسطيني كانت واقعة تحت خطر دائم اكثر قبل ان تغزو قوات داعش المخيم مؤخراً. في قلب معركة اهلية دموية في سوريا، حصدت حياة اكثر من 220 الف نسمة واقتلعت الملايين من بيوتهم، فإن مصير مخيم اللاجئين الفلسطيني كان قاسٍ بشكل خاص.المخيم واقع تحت حصار خانق من قوات الاسد،منذ سنتين- العلاجات، الغذاء والاشخاص لا تستطيع الدخول او الخروج. النظام قطع الماء والكهرباء وقصف من الجو. المنظومة الصحية لا تعمل، السكان اضطروا لذبح القطط واكل العشب من اجل البقاء على قيد الحياة. 174 ماتوا من الجوع او بسبب نقص الدواء.

اليوم حوالي 18 الف شخص يتأرجحون ما بين الحياة والموت داخل المخيم، وذلك بعد ان نجح مئات الالاف من السوريين والفلسطينيين من الهرب من المخيم.وحسب تقديرات الاونروا يعيشون على حوالي 400 سعر حراري للشخص في اليوم.هذه الكارثة الانسانية لم تحظ بالاهتمام الدولي .الحكومات لم تضغط بصورة كبيرة على الاسد للتوقف عن تجويع السكان في اليرموك او في المدن الواقعة تحت حصار النظام في مداخل دمشق.المظاهرات ضد الحصار كانت معدودة والمشاركون كانوا قليلين. لقد ثارت نقاشات في الاوساط الفلسطينية والمؤيدة للفلسطينيين في الغرب (وفي اسرائيل) بخصوص التظاهر من اجل الفلسطينيين  في سوريا،لان العديد من اولئك النشطاء يرون في الاسد شخص مضاد للامبريالية ويناضل ضد المؤامرة الامريكية الساعية لاسقاطه.

في الاونة الاخيرة انضم لمن يقوم بذبح الفلسطينيين مقاتلو داعش، الشر النهائي.باستثناء سكان المخيم المحاصرين فقد خرج الجميع كاسبين من هذا الوضع:داعش كان تحت ضغط تحقيق انتصارات في الاشهر الاخيرة لاظهار انه ما زال مواصلا في انتشاره وتمدده بالرغم من الخسائر في ميدان المعركة في شمال سوريا والعراق. الان مقاتله موجودون على بعد خمسة كيلومترات من مركز دمشق، ويحظى باهتمام اعلامي واسع ستجذب اليها متجندين جدد. نظام الاسد كاسب لان تخويف داعش تنسي مصائبه وتظهره كجزء من الحل وليس من المشكلة. الاسد، الذي يواصل تجويع سكان المخيم وحتى زاد من قصفه الجوي منذ دخول داعش، سارع في طرح نفسه كمدافع عن السكان من المنظمة الجهادية.زعماء الدول الغربية غير المعنيين في مواجهة مع الاسد ولكنهم يشعرون بالخجل من انهم لا يعملون ما يكفي من اجل السكان المدنيين في سوريا ،يمكنهم تهدأة ضمائرهم بواسطة تبني موقف اكثر تصميما ضد واحد على الاقل من القوات التي تقوم بالذبح. حتى الاونروا مستفيدون من الازمة. ففي حين ان العالم تجاهل في الماضي من القيود التي يفرضها النظام على دخول المنظمة الى المخيم، الان اصبح انعدام القدرة على الدخول للمخيم يحظى بعناوين رئيسية.

ان تعزز داعش في مداخل دمشق ينبع بدرجة كبيرة من اشمئزاز المتمردين والمدنيين من اتفاقيات وقف اطلاق النار التي فرضها النظام على ضواحي دمشق بعد حصار مطوّل. هذه الاتفاقات والتي وافقت عليها مجموعات معتدلة من المتمردين، والاسلاميون، بضغط من السكان المجوّعين،كان من شأنها تأمين رفع الحصار مقابل وقف القتال من قبل المتمردين، وتسليم اسلحتهم واحيانا ايضا كان يتضمن استسلامهم للسلطات. وبدلا من ذلك ، فإن نظام الاسد يواصل فرض قيود على دخول الغذاء، الاشخاص  والدواء للبلدات التي وافقت على اتفاقيات وقف اطلاق النار . داعش التي رفضت بصورة قاطعة باستمرار هذه الاتفاقيات تستغل عدم شعبيتها من اجل تجنيد مواطنين ومتمردين الى صفوفها.

ان الادانات والمظاهرات ضد داعش لن تنقذ سكان المخيم  ولن ينقذهم دعم نظام الاسد في نضاله ضد التنظيم (داعش). الطريقة الوحيدة لحل الازمة الانسانية الشديدة في اليرموك خصوصا، وفي البلدات المحاصرة في مداخل دمشق بشكل عام هي عن طريق فرض ضغط قوي من اجل فك الحصار. نظام الاسد يمكنه محاربة المتمردين وداعش ايضا بدون تجويع السكان. تجربة الماضي تبين انه عندما يهدد الغرب باستخدام القوة كما عملت الولايات المتحدة بعد الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام في اب 2013 ، فان الاسد يتراجع.