خبر جدال المستوطنين الداخلي- هآرتس

الساعة 07:03 م|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

جدال المستوطنين الداخلي- هآرتس

بقلم: حاييم لفنسون

(المضمون: بينما يعتقد زمبيش بان الغمز واللمز هو السبيل الافضل لمواصلة مشروع الاستيطان وتنميته، فان سموتريتش يريد أن يخرج المستوطنات الى النور ويسن القوانين التي تجعل من بنائها واستمرارها أمرا قانونيا في وضح النهار - المصدر).

في الثلاثين سنة الاخيرة كان زئيف حفير (زمبيش) الرجل القوي في المناطق. رؤساء الوزراء والوزراء المختلفون لم يفعلوا شيئا في يهودا والسامرة دون تنسيق ومشاورات معه. ولكن في الكنيست القريبة القادمة، بانتظار حفير منافسة شديدة، من الداخل بالذات: النائب الشاب بتسلئيل سموتريتش حدد كهدف استراتيجي اضعاف حفير، كجزء من الجدال الداخلي على مستقبل المستوطنات، قبيل احياء الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة.

اساس قوة حفير هي سيطرته التامة في شؤون البنية التحتية، ميزانية ملايين الشواكل بفضل بدل الاشتراك الذي يجبيه، كلمة حديدية واستعداد للصفقات مع الحكم والتي في نهايتها يبيع الهواء مقابل الذهب. يعيش حفير في الظلام. فهو لا يجري مقابلات صحفية، لا يعقب، لا يقوم باعمال علاقات عامة ولا يرفع التقارير. وهو يأتي بسيزفيه لا نهائية الى مكاتب الوزراء وفي جعبته قائمة 20 مشروع. حفير لا ييأس ابدا: بعد المرة العشرين التي يطالب فيها، في النهاية يحصل على الطريق أو المخطط الهيكلي الذي اراده. وعندما تكون الحكومة تريد أن تبني في المستوطنات كانتقام على عملية او على سبيل الفرق كبادرة طيبة لليمين، فان حفير يكون دوما جاهزا مع الخرائط والمشاريع. ومن الجهة الاخرى فانه يضمن للحكومة احساسا بالشراكة والهدوء الصناعي. في بؤراتي لا توجد شارة ثمن« ، يروي دوما لمن يتحدث معهم.

والان يسعى سموتريتش الى أن يركز لديه كل المعالجة لموضوع المستوطنات في الائتلاف. هو ابن 35 فقط، حاد وخبير في التفاسيل بقدر لا يقل عن حفير. زاوية نظريه كعضو الجيل الشاب حملته الى الاستنتاج بانه يجب اجراء تغيير. والرسالة الاساسية هي ان على المستوطنات ان تنتقل من الغرف المغلقة الى نور الشمس. وحسب رأيه، فان الخلطات والغمزات قد تكون جيدة لبداية الطريق وقد سجلت انجازات في المدى القصير، أما في المدى البعيد فهي ضارة. سموتريتش هو نتاج الجيل الشاب، يرتبط بالامزجة العامة اكثر من حفير ويعتقد ان الجمهور الاسرائيلي يدعم الاستيطان. وقد تبنى خطاب حقوق الانسان وطرق عمل الجمعيات ويحاول انتاج صورة مرآة لليسار. خلافا لحفير الذي يتجاهل القانون، استخلص سموتريتش الدروس من اعتقالات الماضي وانتقل الى احترام القانون. تعلم الحقوق ويسعى الى استغلال عالم القانون في صالحه. اذا لم يكن هناك قانون مناسب، فيجب انتاجه.

صحيح ان الحكومة لم تتشكل بعد ولكن الصراع بين سموتريتش وحفير يعطي منذ الان مؤشراته من خلف الكواليس. ففي الاسبوع الماضي نشر في موقع »القناة 7« نبأ يقول ان حفير توصل الى اتفاق سري مع وزير الدفاع يعلون على بناء وحدات سكن ونقل الميزانيات الى المستوطنات. الطرفان يسربان، ولكن مقربي حفير يتهمون سموتريتش بالتسريب. والمنطق هو الكف عن البحث في هذه الشؤون في الظلام وتنصيص كل شيء في الاتفاقات الائتلافية. عدم الخجل بما يتحقق. ونشر أمس نبأ صاخب آخر في القناة 7. جمعية »رغافيم« التي جاء منها سموتريتش الى الكنيست، أجرت بحثا فوجدت اكثر من 2.000 مبنى في المستوطنات مبنية على ارض خاصة فلسطينية.

الفكرة خلف البحث هي العمل على تحقيق بؤبؤ عين سموتريتش: »قانون الترتيب" في اطاره يصادر من الفلسطينيين الارض التي بنيت عيها المباني في المستوطنات مقابل التعويض. وعلى حد قوله، ينبغي للبيت اليهودي أن يشترط دخوله الى الائتلاف بتشريع القانون. ولكن حفير يعارض القانون. من ناحيته، كل أزمة في البؤر الاستيطانية هي فرصة: فالتاريخ يفيد بانه مقابل اخلاء ميجرون وتلة الالبانية في بيت ايل جبا ثمنا هائلا. ويدعي حفير بان قانون الترتيب ضار وان الافضل هو الحوار في الميدان. بالنسبة لسموتريتش، هذه الاتفاقات هي مدخل لابتزاز لا نهاية له. هذا ليس شيئا مناسبا بعد خمسين سنة من الائتلاف. الان هذا هو زمن الجيل رافع الرأس.