خبر العدوان يدمر 10 آلاف خلية نحل في غزة

الساعة 06:04 م|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

يسيطر الخوف على مربي النحل يونس الجمّال (37 عاماً) خشية تكبده خسائر مالية جديدة مع بدء موسم جني العسل، إذا لم تنتج خلايا النحل التي يملكها نصف الكمية التي أنتجتها خلال العام الماضي 2014، قبل أن يحل الدمار والخراب على مزرعته؛ نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وتوقعت وزارة الزراعة في غزة أنّ يبلغ إنتاج خلايا النحل المحلية خلال العام الجاري 2015 نحو 220 طناً في الفترة الربيعية التي تبدأ أواخر شهر أبريل/نيسان حتى مطلع شهر مايو/ أيار، مبينة أن القطاع يحتاج لأكثر من 300 طن عسل سنوياً.

وأصيب المزارع الجمال، الذي يعمل في مهنة تربية النحل وجني العسل منذ نحو عقدين، بالصدمة فور رؤيته الدمار الكامل الذي أصاب 60 خلية نحل من أصل 105 خلايا كان يبلغ مجموع إنتاجها السنوي نحو طن واحد من العسل الصافي.

وقال الجمال لـ « العربي الجديد » « منذ ست سنوات لم تعد مهنة جني العسل تجدي نفعاً، بسبب الدمار الذي يصيب المزرعة بين الحين والآخر، مخلفاً خسائر مالية تصل إلى قرابة ألف دولار سنوياً، رغم نقل بعض صناديق النحل إلى داخل مدينة غزة هربا من بطش الاحتلال، إلا أن ذلك أثر سلباً على الكمية المنتجة ».

وأشار الجمال إلى أن مربي النحل يعانون من ضعف البيئة الحاضنة لهم والافتقار إلى المختبرات الخاصة بتحليل العسل، بجانب نقص الوسائل المساعدة في التقليل من تأثيرات المتغيرات المناخية، مبيناً أن أبرز الأمراض التي تصيب نحل غزة هي تكيس الحضنة الأميركي والأوروبي وإسهال النحل ومرض الفاروا.

أما المزارع صابر أبو ندى، فقال إن « الحرب الأخيرة خلفت تدميراً واسعاً في مزارع النحل، خاصة في المناطق الحدودية الشرقية للقطاع الغنية بأشجار الحمضيات ذات الأزهار »، متوقعاً أن تؤثر الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان القطاع على نسبة إقبال المواطنين على شراء العسل رغم انخفاض سعره.

وأضاف أبو ندى لـ « العربي الجديد » أن إنتاج الخلايا المتبقية جيد مقارنة بالعام الماضي، بسبب الهطول المبكر للأمطار وكثافتها، الأمر الذي ساهم في إنبات الأعشاب وتفتح الأزهار، مبيناً أن مذاق طعم العسل يتباين وفق رحيق الأشجار الذي يتغذى عليه النحل، كالاختلاف ما بين مذاق عسل أشجار البرتقال والليمون.

وتعرض مربو النحل خلال السنوات الماضية لضربتين قويتين أثرت على عملهم، الأولى بغرق مئات الخلايا المنتجة أثناء المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة أواخر عام 2013، والثانية نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بمزارع النحل بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف العام الماضي 2014.

من جانبه، قال رئيس شعبة النحل بوزارة الزراعة في غزة جمال أبو سويرح، لـ « العربي الجديد » إن: « نحو 10 آلاف خلية نحل منتجة دمرت خلال الحرب الأخيرة بشكل كلي أو جزئي، من أصل 20 ألف خلية، يبلغ سعرها الأساسي 120 دولاراً لكل خلية »، مبيناً أن قرابة 200 نحال تضرروا بفعل الحرب وتداعياتها السلبية.

وأضاف أبو سويرح أنّ مزارعي النحل اجتهدوا فور انتهاء الحرب بتصليح الخراب الذي أصاب خلاياهم رغم قلة الإمكانات، خشية اندثار مصدر الرزق الوحيد الذي يعتمد عليه أكثر

من 450 مزارعا يعملون في مجال تربية النحل وإنتاج العسل مسجلين رسميا في سجلات وزارة الزراعة.

وأوضح رئيس شعبة النحل أنّ متوسط إنتاج خلية النحل الواحدة خلال العام الجاري يتراوح ما بين 10 - 13 كيلوغراما، مشيراً إلى أن جودة العسل المحلي تصل إلى نحو 85 في المائة، ويباع الكيلوغرام الواحد بنحو بـ 60 - 70 شيكلاً (الدولار 3.9 شواكل).

يذكر أنّ وزارة الزراعة تمنع استيراد العسل من خارج القطاع إلى حين نفاذ المخزون المحلي أو استهلاك 80% منه، بعد انتهاء الفترة الصيفية لجني العسل التي تبدأ بمنتصف شهر سبتمبر/أيلول حتى مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول، لتسمح الوزارة لاحقا باستيراد الكمية المتبقية من أسواق الضفة الغربية أو إسرائيل.

وقالت وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، ضمن إحصائية رسمية أصدرتها أخيرا، إن خسائر النحل تقدر بـ 3 ملايين دولار.

وأوضح خالد العيلة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، أن الحرب تسببت بتدمير أكثر من 10 آلاف خلية، من أصل 24 ألف خلية في مختلف محافظات القطاع.