خبر الأسير محمد دحنون بين آلام المرض والمؤبد..!

الساعة 09:27 ص|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

كثيرة هي الأسماء التي تتناقلها وسائل الإعلام لقوائم أسرى فلسطينيين في السجون الصهيونية؛ ولكن من بينها أسماء تعيش الموت يوميا لا تسلط عليهم الأضواء ولا تصل صرخاتهم إلى مسامع شعبهم أو مجتمع دولي يدعي الإنسانية.

ولعل صرخات المرض التي يطلقها العشرات من الأسرى هي أبرز ما يزيد ليلهم سوادا في عتمات الأسر وزنازين مقابر الأحياء؛ ألوان عدة للوجع يعيشونه يوميا في ظل تعنت الاحتلال ورفضه تقديم العلاج اللازم لهم.

الاعتقال والحكم

ومن بين هؤلاء الأسرى كان الأسير محمد جمال دحنون (36 عاما) من بلدة عابود غرب رام الله؛ فهو أحد أسرى كتائب شهداء الأقصى الذين اعتقلوا في بداية انتفاضة الأقصى بعد المطاردة.

ويقول مهند دحنون أحد أقرباء الأسير لـ « أحرار ولدنا » التابع« لمكتب اعلام الاسرى » إن الاحتلال كان اعتقل الأسير محمد في الثامن والعشرين من أبريل لعام 2004 بعد شهرين من المطاردة، حيث اعتقل من مخيم الأمعري واتهمه بالمشاركة في تنفيذ عدة عمليات أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال.

ويشير دحنون إلى أن الأسير وبعد اعتقاله تعرض للتحقيق القاسي العسكري الذي يتم بحق معظم الأسرى وعانى خلاله من آلام وأوجاع في مختلف أرجاء جسده، ثم أصدر الحكم بحقه بالسجن المؤبد مرتين و40 عاما.

ويوضح مهند بأن قوات الاحتلال عاقبت الأسير من خلال منع عائلته من زيارته لعامين متتالين بحجة الرفض الأمني وهو الأمر الذي زاد مرارة العائلة.

ويقبع الأسير محمد في سجن عسقلان الصهيوني مع عشرات الأسرى ممن يذوقون ويلات الأسر والحرمان.

صرخات المرض

وتوضح عائلة الأسير بأن ابنها بدأ قبل نحو عام يعاني من آلام في ساقه لم يعرف مصدرها وظن في البداية أنها مجرد أوجاع اعتيادية، ولكن بعد فترة زادت قسوة الألم وناشد الأسير مصلحة السجون عدة مرات لإجراء فحوصات طبية لتشخيص حالته.

وتضيف:« كنا نعرف من المحامي بأن الاحتلال ماطل في إجراء الفحوصات لمحمد ونضطر لإرسال رسائل عدة ومناشدات علها تستجيب لنعرف ما يعانيه، حيث تسلل لنا الخوف والقلق لأنه كان يتألم بشدة ».

وتوضح العائلة بأنه وبعد مماطلة طويلة سمحت مصلحة السجون بتصوير ساق الأسير فتبين أنه يعاني من بداية جلطة وانسداد في الشرايين؛ وحين نقل أهله الصورة إلى طبيب مختص أبلغهم أنه يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة.

ومن هنا بدأت مصلحة السجون تبث سمها في ملف الأسير محمد؛ حيث تماطل إلى اللحظة في إجراء عملية جراحية رغم حاجته الماسة لها ومعاناته مع المرض والأوجاع اليومية وعدم قدرته على المشي.

وتتابع:« إذا عانى أي شخص من انسداد الشرايين في الساق أو أي مكان آخر فإنه يجب أن يتوجه لإجراء عملية جراحية عاجلة فما بالكم بأسير لا يتوفر له الدواء ولا العلاج ويرفضون إجراء عملية له رغم معاناته منذ أكثر من عام؟! لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ».