خبر تداعيات عدوان غزة: جيش الاحتلال يضغط على نتنياهو .. صالح النعامي

الساعة 06:00 ص|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

دأبت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أخيراً على تسريب معلومات لوسائل الإعلام المحلية، مفادها بأن « حركة حماس في ذروة استعداداتها للمواجهة المقبلة، لعودتها إلى حفر الأنفاق بشقّيها الهجومي والدفاعي، وأن جهازها العسكري استعاد كفاءته في إنتاج الصواريخ ». ووفقاً لهذه التسريبات، فإن « قسم التصنيع » في « كتائب القسام »، أنتج عشرات الصواريخ، التي يتم إطلاقها بشكل تجريبي يومياً، كي يتم التعرف إلى طول مداها.

ومن اللافت تحديداً « حرص » المصادر الأمنية الإسرائيلية على إطلاع جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية على نجاة القائد العام لـ « كتائب القسام » محمد الضيف من محاولة الاغتيال، التي تعرّض لها خلال الحرب الأخيرة على غزة. لا بل إن مصادر كشفت عن « إشرافه شخصياً على إعداد الحركة للمواجهة المقبلة مع جيش الاحتلال ».

وترافقت هذه التسريبات مع عرض قنوات التلفزة الإسرائيلية مواد بصرية، تُظهر قيام « كتائب القسام » بتدريبات عسكرية على بعد مئات الأمتار من المستوطنات اليهودية، التي تقع شرق الخط الحدودي الفاصل بين إسرائيل والقطاع.

وعرضت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، يوم الخميس، تقريراً من قلب مستوطنة « نتيف هعسراه »، التي تُعتبر أقرب المستوطنات من حدود القطاع. وظهر عناصر « كتائب القسام » وهم يقومون بتدريبات بالنيران الحية، في معسكر تدريب مجاور. وقد عبّر المستوطنون في المكان، عن مشاعر الرعب من تواصل التدريبات التي يراقبونها من شرفات منازلهم.

ويرى البعض في تدفق الأخبار من المصادر الأمنية الإسرائيلية، ما يدل على أن الجيش الإسرائيلي، ومن خلال الكشف عن هذا القدر من المعلومات حول الأنشطة العسكرية لحركة « حماس »، يرمي إلى الضغط على المستوى السياسي في تل أبيب، للتجاوب مع المبادرات الدولية والإقليمية التي تهدف للتوصل لتهدئة طويلة الأمد مقابل رفع الحصار عن القطاع.

ويرى بن كاسبيت، المعلق العسكري لصحيفة « معاريف »، أن « الجيش الإسرائيلي من خلال الكشف عن نجاة الضيف والتأكيد على عودته للعمل، أراد إحراج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودفعه لقبول التهدئة ». وذكر في مقال نشرته الصحيفة، يوم الأربعاء، أن « الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قدمت قبل أشهر عدة، تقريراً شاملاً حول عدم مقتل الضيف وعودته للعمل، للقيادة السياسية الإسرائيلية، إلا أن نتنياهو رفض السماح بنشر هذه المعلومات حتى لا تؤثر على نتائج الانتخابات الإسرائيلية (التي جرت في مارس/آذار الماضي) ».

وأوضح كاسبيت أن « نتنياهو خشي أن يتم استغلال هذه المعلومات من قبل خصومه، لتقديم دليل آخر على فشل الحرب على غزة ». وقد حرص جنرالات متقاعدون ومعلقون صهاينة، معروفون بارتباطهم بالمؤسسة العسكرية على الترويج لفكرة التوصل لتهدئة مع « حماس » بشكل واضح.

 

وشدد الجنرال آفي بنياهو، المتحدث الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، أن « السلام الاقتصادي، القائم على رفع الحصار عن قطاع غزة، هو الذي يكفل فقط عدم تفجّر مواجهة جديدة مع حركة حماس ». وأشار في مقالٍ نشره في صحيفة « معاريف »، أمس الأحد، إلى أن « تحسين الأوضاع الاقتصادية يُعدّ شرطاً لمنع اندلاع مواجهة، لأنه يعني أنه سيكون لدى حماس والأهالي في قطاع غزة، ما يخسرونه في حال تفجّرت مثل هذه المواجهة ».

وهناك من رأى في تحقيق تهدئة في قطاع غزة، مصلحة شخصية لنتنياهو، فقد اعتبر عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة « هآرتس »، أن « التوصل لتهدئة مع حركة حماس، هي الآلية التي تضمن لنتنياهو أن يقدم حرب غزة الأخيرة كإنجاز له ».

وفي تحليل نشرته الصحيفة، يوم الجمعة، أشار هارئيل إلى أنه « سيكون بإمكان نتنياهو عرض الهدوء الأمني على جانبي الحدود، بعد التوصل للتهدئة للجمهور الإسرائيلي، على أنه نتيجة مباشرة للحرب على غزة ». وأوضح أنه « بإمكان إسرائيل أن تعيد تقييم موقفها الرافض لتدشين ميناء في غزة تحت إشراف دولي، ضمن أية تسوية بينها وبين حركة حماس ». ولفت إلى أن « التهدئة مع حماس ستساعد نتنياهو على محاصرة خطوات السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية، وتوحي للعالم بأن إسرائيل تُقدم على خطوات جوهرية بشأن العلاقة مع الفلسطينيين ». وشدد هارئيل على أن « التهدئة مع حماس ستساعد إسرائيل على مواجهة التهديدات في الجبهة الشمالية، لا سيما في ظل زيادة احتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله ».

لكن هناك في إسرائيل من يشير إلى العوائق التي تعترض التوصل لتهدئة مع « حماس »، فوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، يُصرّ على أن « حزبه (يسرائيل بيتنا) لن ينضم للحكومة الجديدة التي يشكلها نتنياهو، في حال لم يتم تضمين برنامجها السياسي بنداً ينصّ على التزام الحكومة بإسقاط حكم حركة حماس ». في الوقت ذاته، فإن هناك من يرى أن اتفاق تهدئة مع حماس سيؤثر على العلاقة مع السلطة الفلسطينية، في ظلّ مخاوف تل أبيب من أن يؤثر مثل هذا الاتفاق على العلاقات الاستراتيجية مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر.