خبر سرقة البيانات من أجهزة الكمبيوتر عن طريق موجات الحرارة !

الساعة 07:49 م|03 مايو 2015

فلسطين اليوم

تعددت طرق اختراق أجهزة الكومبيوتر والتجسس على البيانات، حتى شملت أحياناً استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي الضعيف الصادر من شاشة الحاسوب لإعادة بناء ما كان الشخص يشاهده على الشاشة، ولكن الآن استطاع الباحثون في مجال الأمن الوصول إلى صيغة تستخدم شكل أبسط من الإشعاع بهدف الاختراق، وهي الحرارة.

برنامج (BitWhisper)، كما يسميه الباحثان (مردخاي غوري) و (يوفال ايلوفيسي) من مركز أبحاث الأمن السيبراني في جامعة بن غوريون، يستهدف نظام تهوية أجهزة الكومبيوتر وهو غير متصل فيزيائياً أو لاسلكياً بشبكة الإنترنت، فباستخدام البرامج الخبيثة التي يمكن أن يتم تثبيتها على أنظمة التبريد لأجهزة الكمبيوتر وأجهزة استشعار درجات الحرارة المثبتة على جهاز مجاور، يمكن لبرنامج الاختراق أن يقوم بإرسال المعلومات ذهاباً وإياباً بين جهازين متجاورين.

على سبيل المثال، يعمل البرنامج الخبيث على رفع درجة حرارة الكومبيوتر الهدف، وفلنفترض تبسيطاً أن رفع درجة حرارة الجهاز بدرجة واحدة فقط سيتم اعتبارها من قبل الكمبيوتر المجاور الذي يحتوي على المستشعرات الحرارية على أنها قيمة حقيقية تمثل الرقم (1) في النظام الثنائي (binary)، أما عودة درجة حرارته إلى درجة الحرارة الأساسية فستفسر على أنها (0)، وبذلك فإن الحصول على  سلسلة كافية من تلك الأرقام معاً يمكن أن تمثل أمر ما أو مجموعة من البيانات الخام، مثل كلمة مرور.

ولكن بطبيعة الحال فإن هناك مجموعة من المحاذير، فمن أجل أن يعمل هذا النظام يجب أن يكون بعد كلا جهازي الكمبيوتر عن بعضهما لا تتجاوز مسافة 15 بوصة فقط (أي ما يكفي للكشف عن التغيرات الحرارية)، كما ويجب أن يكون أحدهما متصلا بالإنترنت، ويجب أن تكون البرمجيات الخبيثة مثبتة على كلا الجهازين، ونظراً للوقت الذي يأخذه رفع وخفض درجة الحرارة، فإن إرسال البيانات يتطلب وقتاً طويلاً ويحتمل أن يمتد لساعة.

الجدير بالذكر بأن هذه ليست المحاولة الأولى لاستهداف نظام تهوية أجهزة الكمبيوتر، فمثلاً هناك دودة (Stuxnet) التي يُعتقد إلى حد كبير أنه تم تطويرها من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي وإسرائيل يمكنها القفز من كمبيوتر إلى آخر عبر محركات أقراص USB، كما أن الباحثين كانوا قد توصلوا أيضاً إلى طريقة لنقل المعلومات بين أجهزة الكمبيوتر المخترقة باستخدام مكبرات صوتية مدمجة لتوليد أصوات عالية التردد يمكن سماعها من قبل الميكروفونات ولكن ليس من قبل الأذان البشرية، وحتى أن (غوري) نفسه كان قد طور سابقاً صيغة تدعى (AirHopper) يمكن من خلالها نقل المعلومات كإشارات (FM) بين الهواتف المحمولة القريبة من بعضها، والتي يمكنها بعد ذلك أن ترسل تلك البيانات إلى العالم الخارجي.

في النهاية يجب الإشارة إلى أنه لا يجب أن تشعر بالارتياب في كل مرة تبدأ فيها مروحة جهازك بالدوران بسرعة، فعلى الأغلب سيكون هذا راجعاً إلى أن درجة حرارة الجهاز بدأت بالارتفاع نتيجة لازدياد الضغط على المعالج ليس إلّا، لذا لا تقلق.