خبر الآن أنا - معاريف

الساعة 12:10 م|01 مايو 2015

فلسطين اليوم

الآن أنا - معاريف

بقلم: سارة ليفوفيتش دار

 (المضمون: دحلان يقوم بتوزيع الاموال من خلال زوجته في قطاع غزة على المحتاجين وهذه ليست أمواله وانما تبرعات تصل اليه من دول الخليج - المصدر).

جليلة دحلان توزع مظاريف نقود بسخاء، مرة كل عدة اشهر تصل الى قطاع غزة وتوزع مبالغ من الاموال للمحتاجين وعائلات المصابين والقتلى من الجرف الصامد، بل وحتى منح دراسية للطلاب والعاطلين، في  غزة يسمونها ام المساكين، وفي الصحافة العربية يرون انها تتصرف مثل السيدة الاولى.

جليلة دحلان زوجة محمد دحلان، ليست بعد السيدة الاولى، رغم أن الاثنين قد زادا من نشاطهم في الاشهر الاخيرة من اجل عودة دحلان للحياة السياسية وامكانية أن يرث ابو مازن في قادم الايام. وقد قال دحلان قبل عدة أسابيع لـ « نيوزيك » انه يريد الترشح للانتخابات القادمة في السلطة الفلسطينية، وقالت زوجته امور مشابهة في الصحافة العربية، بل وحتى « الفايننشال تايمز » البريطانية وصفت باسهاب حملة دحلان. قبل عدة أسابيع « يبدو أن دحلان المرشح السياسي الاقوى »، يقول المحامي جلعاد شير الذي اشترك في المفاوضات مع الفلسطينيين أثناء حكم ايهود باراك، ويعرف دحلان جيدا « انه المرشح الاقوى اليوم وتؤيده الكثير من الانظمة ».

يوجد الكثير من المعارف الاسرائيليين لدحلان، يتابعون باهتمام كبير محاولاته العودة الى المناطق واستلام السلطة، كانت كثير من السنوات حيث كان ابو فادي او النمر كما يسميه الفلسطينيون، مرحبا بدحلان في اسرائيل. وفي الفاترينا الزجاجية في غزة كانت أوقية يحلم بها أي جنرال في الجيش الاسرائيلي، واقي من الشاباك، واقي من وزير الدفاع اسحاق بن مردخاي، واي من قائد الشرطة العام اساف حيفتس وواقي من يوآف غالنت الذي كان قائد كتيبة.

الاسرائيليون الذين جلسوا معه في محادثات السلام اطلقوا عليه اسم « الجميل »، وكان مطلوب هنا للحوار والمحاضرات، المئات سمعوا له في جامعة تل أبيب، ورمات افعال ومؤتمرات منظمات ادارة اسرائيلية.

والتقى مع وزراء شاس ومستوطنين، وكان صديقا مقربا لامنون ليفكين شاحك، يوسي غينوسار، دوف فايسغلاس وحاييم رامون، وتم استضافته لدى عيزر فايتسمان عندما كان رئيسا للدولة.

يعتبره أحد اصدقائه السابقين « سياسي استثنائي » ولا يريد الكشف عن اسمه من أجل عدم الحاق الضرر بفرصة فوز دحلان في منافسته على الرئاسة. « يكفي أن يظهر اسمه في صحيفة اسرائيلية مع اصدقاء اسرائيليين وهذا سوف يضر به، الامور معقدة هناك ».

البروفيسور اريئيل هيرشفيلد من مهندسي اتفاق اوسلو، متحمس أقل بكثير. « لست من المحبين كثيرا له، انه ليس زعيما جيدا، لكنه يملك الكثير من التصميم ».

فيلا في ابو ظبي

كشخصية مقبولة في اسرائيل كانت له عداوات كثيرة، في انتخابات 1996 مثلا تمنى أن ينتخب شمعون بيرس وبدلا من ذلك جاء نتنياهو، حيث اعتبره دحلان مراوغا ولا يريد عملية السلام و « بطل كبير في التلفاز ». ولكن يبدو أن الحياة اقوى من التلفاز، ونشر قبل عام ونصف ان مبعوث رئيس الحكومة نتنياهو اسحق مولكو، التقى في دبي سرا مع دحلان.

أطلق على شاؤول موفاز اسم « مجرم الحرب ». وقد احتقر المرحوم اريئيل شارون واعتبره قاتل ملمحا أن شارون كان يريد قتله. دحلان لم يجرب التصفيات الجسدية بل وكان يتواجد ويسهر ويأكل بأفخم الفنادق والمطاعم في تل أبيب.

يلبس دحلان ملابس مصممة جيدا ويحب بشكل خاص ملابس أرماني، يركب مرسيدس فخمة، يتحدث العبرية والانجليزية بطلاقة بعد أن تعلم في دورة في بريطانيا. واعتبر في حينه القائد الفلسطيني من النوع الجديد، ثري، ذكي، مراوغ. ظهر على أنه مكروه من الشعب لكنه مقرب من الاوروبيين والامريكيين وصديق مقرب من رئيس السي.اي.ايه جورج تينيت. الرئيس الامريكي جورج بوش قال عنه « زعيم جيد ومتين » واشترك دحلان في منتدى سبان وابتكر خطة سلام مع طوني بلير. في كامب ديفيد جلس كل مساء اسرائيليين وفلسطينيين ومن بينهم دحلان، شربوا الويسكي ودخنوا السيجار واكلوا الفستق وتبادلوا النكات، هذا ما يقوله مارتين اينديك في كتابه « سلام أمريكي ».

كل ذلك تبخر قبل اربع سنوات، اقيل دحلان من فتح وفقد حصانته البرلمانية بسبب الشبهات بالفساد، وانتقل الى العيش في ابو ظبي وخرج في زيارات مطولة الى سويسرا. قيل في الصحافة العربية أنه هرب، ولم يستطع مواجهة معارضيه وبدلا من المواجهة اختار الهرب. والانفصال عن المتفجرات المحلية، وحاليا يوجد بحقه أمر اعتقال وقرار محكمة بالسجن لمدة عامين بعد أن ادين في السنة الماضية بدعوى الاساءة عندما قال في احدى المقابلات ان قوات الامن الفلسطينية تساعد المستوطنين. لائحة اتهام اخرى حول سرقة 17 مليون دولار حولت للسلطة الفلسطينية قدمت ضده في الاونة الاخيرة. الغيت الاتهامات في الاسبوع الماضي وهكذا انفتحت طريقه من جديد للسياسة الفلسطينية. « اعيش هنا حياة جيدة، ولكن قلبي هناك »، قال دحلان في الاونة الاخيرة لـ « نيوزويك » من بيته الفاخر في ابو ظبي، وقد وصفوا بيته في الصحيفة « دمج بين الشايش والزجاج والصور على الجدران ».

النقود تتحدث

ليس فقط قلب دحلان مع الغزيين بل ومحفظته ايضا. يوزع دحلان أموال في الضفة وغزة. اغلب الاموال ليست له وانما تصل من دول الخليج التي ترسل التبرعات الى المناطق عن طريقه. ودحلان نفسه لا ينقصه المال. تقدر امواله باكثر من 100 مليون دولار، قام بتجميعها كما ادعي في السابق عندما كان مسؤولا عن عبور البضاعة من اسرائيل الى قطاع غزة.

في الوقت الذي عانى شعبه من الفقر بنى دحلان فيلا فاخرة في حي الرمال في غزة وكان مالكا لقرية سياحية كبيرة ومشاريع اخرى بمجالات مختلفة. وفي السنوات الاخيرة هو المستشار الامني للامير محمد بن زايد ولي العهد لابو ظبي، ومستشار اقتصادي لشركات مختلفة في اوروبا والعالم العربي. والاستثمارات السخية التي ادخلها كوسيط الى صربيا منحته في الاونة الاخيرة جنسية صربية.

العقيد المتقاعد اورن شاحور، الذي كان منسق شؤون الحكومة في المناطق، يعتقد أن أموال دحلان الكثيرة والاهتمام الذي يظهره في السنوات الاخيرة في عالم الاعمال ستسبب بعدم نجاعه كبديل للسلطة. « لقد تعلم ان يعيش الحياة الجيدة وهو قريب من المال الكبير في الخليج. لا اعتقد أنه يستثمر كثيرا في السياسة وهو بعيد عن هذا. في الماضي كان مقربا من الجميع لكن هذا الماضي لن يعود ».

مع كل الغنى يعرف دحلان ان النقود ليست كل شيء، من أجل الوصول للمقاطعة هو يحتاج الى علاقات متشعبة في الاماكن الصحيحة. في مصر هو مقرب من الرئيس عبدالفتاح السيسي واقنعه بفتح معبر رفح لعدة ايام لتمكين حركة الناس والبضائع. ويواظب في الاشهر الاخيرة على خلق علاقات مع حماس في غزة، وقد استدعي عدة اشخاص من حماس الى بيت دحلان في ابو ظبي، ولا يوجد مثل استضافة سخية في الامارات من أجل جسر الهوة.

بالتعاون مع حماس أقام دحلان في غزة لجنة المساعدة المتبادلة ونجح بالوصول الى قلوب اسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق اللذان يؤيدان تجديد العلاقة مع الابن الضال الذي هرب من قطاع غزة قبل سبع سنوات عندما صعدت حماس للسلطة، وفي الايام الحاسمة عندما حدثت معارك بين حماس وفتح في شوارع غزة كان دحلان في المانيا يجري عملية جراحية سريعة في ركبته ومن هناك انتقل ليتعافى في القاهرة ولم يعد الى القطاع. قال دحلان أن الاصابة في الركبة حدثت بسبب السجن الاسرائيلي، ولم يقتنع معارضوه من هذه القصة. تقرير خاص لابو مازن حمل مسؤولية الانقلاب في غزة لدحلان الذي حصل على 25 مليون دولار لتطوير الاجهزة الامنية، لكن الاموال لم تصل الى هدفها حسب ما جاء في التقرير.

مصالحة تاريخية

المصالحة التي تتبلور بين دحلان وحماس هي أيام المخلص في المفهوم الفلسطيني. لا يوجد شخص كان مكروها على حماس في غزة مثل دحلان، على ما يبدو فان الامن الوقائي في  غزة قد عذب واعتقل المسلحين في غزة، واقترح احتلال الجامعة الاسلامية في غزة معقل قوة حماس. وموقع دحلان الذي بناه الامريكيون في غزة يسميه الحمساويون « الباستيل الفرنسي ». وادعى زعماء حماس ان دحلان ساعد اسرائيل في الرصاص المصبوب. وعندما ترك غزة عام 2007 حولت حماس بيته الفاخر الى موقع عسكري.

لكن الدم الفاسد الذي فاض في غزة قد جف. « هذا هو تخصصه، انه براغماتي جدا، يعرف خفايا السياسة بكل معنى الكلمة »، يقول صديقه المقرب. « شخص سلس ايضا بالمعنى الايجابي وبالمعنى السلبي. ذكي جدا ويعرف كيف يبقى. سيكون من الافضل لاسرائيل اذا قام دحلان باستبدال ابو مازن. لا شك انه شريك للحوار. وهو يفكر بدولتين لشعبين ».

من الصعب معرفة ما سيكون حالنا امام دحلان اذا كان رئيس السلطة الفلسطينية، هذا ما يقوله شبتاي شبيت الذي كان رئيس الموساد ويعرف دحلان جيدا. « اذا ظهر كلاعب مركزي، اقترح اعطاء ذلك فرصة، لا ارفض المفاوضات معه، ومبدئيا، نحن ملزمون بفحص هذه الامكانية، رغم أنها ذات احتمالية ضعيفة ».

« كان دحلان احد رجال المفاوضات البارزين »، كما يقول المحامي شير « وعمل معنا مئات الساعات في جولات الحوار، بعضها سري وبعضها علني، ويعرف جيدا المجتمع الاسرائيلي والثقافة والسياسة الاسرائيلية، وهو مفاوض ملفت، لديه استيعاب سريع، ويتكلم بشكل قاطع. رغم أن لغته العبرية جيدة، فانه يتحدث بالعربية عندما يريد الدقة. في المفاوضات حول الحل النهائي كان عنصرا معتدلا ودفع باتجاه حلول وسط من الجانب الفلسطيني من اجل التوصل لاتفاق. وكان تأثيره على الوفد الفلسطيني ايجابي ومحفز ».

هل سيكون أسهل على اسرائيل التفاوض معه مقارنة بابو مازن؟

« من الصعب عزل السؤال عن المحيط، هذا مرتبط بموازين القوى، بالاوروبيين، بالامريكيين، باسرائيل والسعودية، ومصر، والسؤال هو كيف ستقبل به حماس. كل مرشح بعد ابو مازن يسير باتجاه دولتين لشعبين هو مرشح جدير للمفاوضات ».

من الصعب جدا معرفة اذا ما سيكون افضل، يقول عضو الكنيست عومر بارليف الذي التقى في السابق مع دحلان، « هناك فجوة في المواقف التي تقولها عندما تكون في المعارضة وعندما تكون الرقم واحد في التسلسل الهرمي. في جميع الاحوال فان الخلفية ليست مسالمة ».

لقاء مع المستوطنين

مثل الكثير من الزعماء في منطقتنا كان دحلان ايضا فنان التذبذب، واشترك بمعظم مؤتمرات السلام المهمة، كان في الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد ومفاوضات طابا واشترك في مفاوضات الحل الدائم عام 1999 و 2000. وفي الوفد الاسرائيلي للمفاوضات اعتبر عنصر معتدل. وقال ان الفلسطينيين سيتنازلون عن حق العودة.

كتب جلعاد شير في كتابه « على مرمى لمسة » انه في احد اللقاءات مع دحلان كان قلقا من مصير عملية السلام ووعد ان الفلسطينيين لن يخيبوا أمل ايهود باراك.

عام 1996 التقى مع ممثلي المستوطنين. يوسي الفر الذي كان رئيس لجنة اليهود الامريكيين ويتذكر دحلان كـ « شخصية محببة، جبريل الرجوب كان مخيف المظهر، وبطريقة الحديث، وكان دحلان شخصية محببة. وقد أجلست دحلان في لقاءات مع رؤساء المستوطنين، وقد تحدثوا واكلوا الفاكهة. وفي الاستراحات كان يتحاور مع اوري اليتسور، تحدثوا عن الحياة، عن الاولاد، وقد طلب تفاصيل الادوات المكتبية التي لدي وقال انه سيشتري ادوات مشابهة لمكتبه في غزة. هذا هو دحلان ».

حسب تقارير صحفية لقد كان دحلان على صلة بمفاوضات اطلاق سراح جلعاد شاليط وقد اقترح على خاطفيه عشرين مليون دولار مقابل اطلاق سراحه. ويقول نوعام شاليط أبو جلعاد شاليط انه لا يعرف شيئا حول صلة دحلان بهذه المفاوضات « وبجميع الاحوال فلم يكن لدي توقعات منه في حينه وبالتالي لم يخب أملي ». قبل عدة اسابيع نشر أن دحلان التقى في باريس مع افيغدور ليبرمان وقد نفى الطرفان.

لكن دحلان كان مقربا من محمد ضيف وكان مسؤولا عن عمليات، اكثر من مرة في محادثات السلام. وفي كتابه « طريق طويلة قصيرة » يكتب وزير الدفاع موشيه يعلون انه خلال خمسة اشهر عام 2000 قام رجال دحلان بتنفيذ خمسة عمليات في قطاع غزة. وكتب اينديك في كتابه « انه عندما اتفق أمنون ليبكين شاحك وعرفات بان يأمر عرفات على وقف اطلاق النار من بيت لحم باتجاه حي جيلو في القدس وتسمح اسرائيل بعبور البضائع الى غزة، حدثت عملية في باص اسرائيلي في قطاع غزة، وقتل اثنين من الاسرائيليين واصيب تسعة معظمهم اولاد. وكرد على ذلك أمر باراك قصف أهداف في غزة. نفى عرفات أي صلة بالعملية واتهم مجموعة لفتح في دمشق. الاسرائيليون والسي.اي.ايه أكدوا أن الامر الوقائي لدحلان في غزة كان مسؤولا عن العملية. وخلال عدة ايام استؤنف اطلاق النار من بيت لحم باتجاه جيلو.

دورون الموغ كان قائد المنطقة الجنوبية وعرف دحلان جيدا ويعتقد أنه توجد فرصة بان يقول دحلان ان السلام هدف سامٍ ومستعد العمل من أجل صيغة لحياة مشتركة. »انه شخص براغماتي تحدث الينا وجها لوجه حول اهداف مشتركة، ومع ذلك يجب أن لا ننسى انه كان شريكا باعمال ضد اسرائيل. في مقره تم انتاج صواريخ قسام الاولى والمتفجرات ضد اسرائيل. كانت علاقته معنا غير مستقرة. من جهة التقى وتحدث ومن جهة ثانية سمح لحماس بعمل العبوات وصواريخ القسام. والسؤال هو من هو دحلان اليوم والى أي حد هو قوي« .

توجد لدحلان عدة أوجه، كما يقول رئيس  الشاباك السابق آفي ديختر »لقد كان شريكا لعمليات السلام لكنه لم يمنع الارهاب، انه ليس حاخام يركض وراء السلام. هذا الشخص عمل بالارهاب ولم ينظر الينا نظرة ايجابية، يمكن العمل معه ولكن لا يمكن القول ان مساهمته كانت مهمة لامن اسرائيل.

علاقات سيئة

دحلان البالغ من العمر 54 عاما ولد في المخيم الفلسطيني خانيونس في قطاع غزة واصل عائلته من قرية حمامة بين اسدود وعسقلان. وقد هربت عام 1948 الى قطاع غزة وفي كتابه « معرفة حماس » كتب شلومي الدار ان أبو دحلان قد سافر قبل حرب الايام الستة الى السعودية وبعد ذلك اختفت اثاره. العائلة تعيش بالفقر واعتاشت من مخصصات الاونروا.

وفقط حين كبر اخوة دحلان الثلاثة وبدأوا العمل في اسرائيل تحسن وضع العائلة قليلا.

كان دحلان معتقلا في السجون الاسرائيلية في منتصف الثمانينيات. عام 1987 طرد من اسرائيل وبعد سبع سنوات عاد الى المناطق مع قيادة فتح وعلى رأسها ياسر عرفات، وكان رئيس الامن الوقائي ف غزة والمستشار الامني لعرفات ووزير الامن الداخلي في حكومة ابو مازن.

لقد اصطدم مع عرفات لدرجة أن ابو مازن لمح بان دحلان مسؤول عن موته « عرفات يجلس على الجثث وعلى خراب الفلسطينيين »، قال دحلان في مقابلة معروفة لصحيفة « الوطن » الكويتية قبل عشر سنوات. كان الفلسطينيون مصدومون حيث لم يتجرأ احد على الحديث عن الزعيم الفلسطيني وهناك من قال ان دحلان شخص شجاع وآخرين قالوا انه وقح.

علاقاته مع ابو مازن صعبة ايضا. في حزيران 2011 طرد من اللجنة المركزية لفتح بتهمة الفساد وتخطيط لانقلاب ضد ابو مازن. وفي مقابلات اخرى قال دحلان ان ابو مازن هو كارثة للشعب الفلسطيني. وقال في الاونة الاخيرة ان الشعب الفلسطيني لا يستطيع تحمل كارثة اخرى مثل كارثة ابو مازن ويدعي انه وابناءه فاسدين وان الرئيس الفلسطيني ينوي نقل السلطة لاحد ابناءه، وقد قدم دحلان دعوى الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي قبل عامين بهذا المضمون.

في كانون الثاني الماضي اعلن دحلان عن اقامة جبهة معارضة لابو مازن بسبب فشل الاخير بالاعلان عن دولة فلسطينية في الامم المتحدة وقد تظاهر مؤيديه قبل اربعة اشهر ضد ابو مازن في الضفة، ويتهم رئيس السلطة الفلسطينية من جهته دحلان بالتعاون مع اسرائيل وقال قبل عام ان دحلان عرف مسبقا عن نية اسرائيل التعرض لحياة صلاح شحادة عام 2002 وان دحلان كان جاسوس اسرائيلي في الانتفاضة الثانية. كل ذلك لم يمنع دحلان من محاولة التصالح مع ابو مازن عن طريق الرئيس المصري السيسي وجنرال لبناني معروف لكن ابو مازن يرفض ذلك حتى الان.

في السباق الى المقاطعة، سوف يصطدم دحلان باعداء مصممين. جبريل الرجوب الذي كان رئيس الامن الوقائي في الضفة واحدا منهم. والاثنان اعداء قدامى وقد اتهم الرجوب دحلان في الماضي بانه ابلغ الاسرائيليين عن علاقة الرجوب بمروان البرغوثي من أجل الفوز بإرث عرفات، وقد نفى دحلان. وقد خسر الاثنان في تلك المعركة، الان هما مصممان على الفوز. وكتب اوهاد حيمو ان ابو علاء رئيس الحكومة الاسبق والاقتصادي محمد اشتيه ومروان البرغوثي ورئيس الحكومة السابقة سلام فياض وماجد فرج رئيس المخابرات العامة في الضفة سوف يتنافسون ايضا على الرئاسة. ويقول الصحفي الفلسطيني زياد ابو زياد ان ما يهمنا هو ما سيكون جيد لنا نحن الفلسطينيين، ونحن نريد أن ينتخب الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية بانتخابات ديمقراطية. ليس دحلان ما يهمني وانما السؤال اذا كان سيجيء على دبابة او عن طريق صناديق الاقتراع. انا اريد أن يأتي عن طريق صناديق الاقتراع.