خبر على ألا ينتهي كلبيد -هآرتس

الساعة 11:40 ص|01 مايو 2015

فلسطين اليوم

على ألا ينتهي كلبيد -هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: على كحلون أن ينظر الى لبيد، كي يفهم بالضبط ما هو محظور عليه أن يفعله. لقد أبدى لبيد غرورا وخفة عقل. لقد بات لبيد غير ذات صلة. كحلون هو الاخر سرعان ما سيكتشف انه بالابتسام وحده لا تبنى دولة - المصدر).

مقبول الافتراض بان بنيامين نتنياهو، مثل كثيرين من رؤساء الوزراء في مطارحنا، لا يحب الناجحين في أوساطه. فقبيل ولايته الرابعة كرئيس للوزراء (فكرة تثير الغثيان)، ليس مفاجئا بالتالي ان يكون بيبي خفف ويخفف كل العناصر التي من شأنها أن تعرض سيطرته للخطر الى أن ينهي ولايته ويخرج لخدمة بيته في الاعمال التجارية الدولية، او ربما يتولى منصب رئيس الدولة القادم – الوظيفة المعدة تماما حسب مقاييس سارة زوجته.

لقد حرص بيبي على ان يخفف منافسين محتملين مثل جدعون ساعر، الذي زعم أنه اعتزل الحكومة طواعية، على امل ان يخلي لنفسه الطريق لرئاسة الليكود. ولكن يظهر الان نجم لامع جديد في سماء السياسة – موشيه كحلون ولا شك أنه سيكون مشوقا ان نرى كيف سيتدبر هذان الاثنان امرهما معا.

مع ابتسامته الساحرة، قدرته على ان يلعب بسهولة دور النجم في الدعاية لمعجون الاسنان، شق كحلون بالعقل طريقه الى قمة الحكم. ولكن، يحتمل بالتأكيد ان جراء ذلك يكون قد خلق توقعات زائدة. فهل تكفي الكفاءات والمزايا التي ابداها حتى الان – النجاح الكبير الواحد الذي دفعه بقوة الى الامام، ادخال التنافس في مجال الخلوي حين تولى منصب وزير الاتصالات، والجسارة التي سمحت له بان ينهض وينسحب من الليكود – كي يلبي هذه التوقعات؟ لا شك أنه عاد الى الساحة السياسية اكثر نضجا، اكثر تجربة، ليس مثابة تلميذ لبيبي، بل بقدر أكبر كنقيض له في المفاوضات الائتلافية، التي اضطر فيها بيبي ان يتصبب عرقا امام النماذج المتطرفة مثل نفتالي بينيت.

« لا يمكن أن تتوقع طعم البودينغ قبل ان تأكله »، يقول المثل الانجليزي. وبالفعل، أخذ كحلون على عاتقه مهامة شبه متعذرة. « فقد أخذ على نفسه مهامة إما كل شيء أو لا شيء »، يقول سائقو السيارات العمومية، وهم المفسرون المصداقون للواقع. بتعبير آخر: مسؤولية كبرى. فهو من جهته يعتقد انه اذا ما نجح، فانه سيصبح مخلص عديمي السكن. اما ما لا يفهمه حقا فهو انه اذا ما نجح التعيين فان بيبي سيأخذ لنفسه الحظوة؛ واذا فشل – فان الذنب سيقع عليه. من ناحية بيبي، هذا وضع الرابح دوما (؟؟).

في اثناء المفاوضات على انضمامه الى الحكومة، ظهر كحلون كسياسي من نوع جديد. واحد يملي على رئيس الوزراء الشروط « لموافقته » على الانضمام الى الحكومة، يطلب الحصول على منصب هام ومركزي كوزير للمالية، مزين بشبكة أمان في المجال الاقتصادي وبقوة سياسية. وقد ضمن مركزيته بصفته الوزير الثاني في اهميته بعد وزير الدفاع، وذكر ايضا بصلته في ما يتعلق بالقرارات السياسية. « انا خريج الليكود، ليكود حقيقي يعرف كيف يصنع السلام، يعرف كيف يتنازل عن مناطق. ليكود محافظ، مسؤول. عندما كان ينبغي صنع السلام مع اكبر الدول العربية صنعه وعندما كانت حاجة للحديث تحدث. أنا ورفاقي لن نفوت الفرصة للسلام ».

ولكن، رغم ملاحة كحلون وابتسامته المظفرة، لو أنه فحص في التاريخ لاكتشف انه في كل تاريخ الدولة اثنان فقط من وزراء المالية وصلوا الى رئاسة الوزراء (ليفي اشكول وبيبي). رغم تجربته كسياسي، فليست هذه مهامة بسيطة على الاطلاق ان تشفي سوق السكن. صحيح ان اللواء يوآف غالنت، شريكه الكبير، سيحاول اثبات نفسه وتقديم المساعدة، ولكنه سرعان ما سيكتشف انه ليس في الجيش وان المشاكل من هذا النوع لا تحل باصدار الاوامر.

على كحلون أن ينظر الى لبيد، كي يفهم بالضبط ما هو محظور عليه أن يفعله. لقد أبدى لبيد غرورا وخفة عقل. اعتقد أنه ملك اسرائيل. بديل مسلم به لبيبي. وفي نهاية المطاف غروره اسقط الحكومة وهو الان ينظر الى الاصوليين كيف يدمرون حتى القليل مما حققه في سنة ونصف. لقد بات لبيد غير ذات صلة. كحلون هو الاخر سرعان ما سيكتشف انه بالابتسام وحده لا تبنى دولة.