خبر الولايات المتحدة.. الديمقراطيون يفقدون الصوت اليهودي - يديعوت

الساعة 09:37 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: غي بخور

 

          (المضمون: موقف غير ودي او خطر أمني أو دبلوماسي على اسرائيل سيغير انماط تماثل العديد من اليهود وشكل تصويتهم. وعندها لا يجب لاحد من الديمقراطيين أن يسأل لماذا هجرهم الصوت اليهودي  - المصدر).

       استطلاعان نشرا مؤخرا يدلان على وهن الحلف الذي كان يبدو ذات مرة بانه منيع بين يهود الولايات المتحدة وبين الحزب الديمقراطي هناك، فيما تسببت باساس البعد سياسة الرئيس الامريكي تجاه اسرائيل. ويمك أن يكون لهذا التغيير تأثير دراماتيكي على هوية الرئيس الامريكي التالي.

          هذا الشهر نشر معهد البحوث الاعتباري « غالوب » معطيات غير مفاجئة عن مستوى تأييد يهود الولايات المتحدة لاوباما: من نحو 80 في المئة حين انتخب لاول مرة الى 54 في المئة اليوم. ينبغي أن يكون واضحا للديمقراطيين بان هذا الهبوط ينبع من موقف براك اوباما البارد ، بل حتى المعادي، تجاه اسرائيل، الابتعاد عنها، التسريبات المعادية لصحفيي البلاط، المقابلات الصحفية المجمدة، مبادرة كيري التي لو تحققت لادت الى خراب اسرائيل والفلسطينيين معا، والسياسة المتحفظة في زمن الجرف الصامد. وحسب الاستطلاع، فانه كلما كان الجمهور اليهودي تقليديا أكثر، فان معدلات التأييد لاوباما تنهار أكثر فأكثر – 34 في المئة من اوساط اليهود ممن يذهبون مرة واحدة في الاسبوع على الاقل الى الكنيس.

          مؤشر آخر على ان الحديث يدور عن ظاهرة مستمرة هو معدل التصويت اليهودي للديمقراطيين في الانتخابات للكونغرس قبل سنة – 66 في المئة فقط، مقابل 80 في المئة بشكل تقليدي.

          يقترب اوباما من نهاية ولايته، والسؤال هو ما هو مدى الضرر الذي الحقه، والذي سيلحقه لاحقا، باستمرار التاييد اليهودي للحزب الديمقراطي – والذي تولد في اعقاب دعم الديمقراطيين لاسرائيل منذ بداية عهدها. لهذا الدعم معنيان دراماتيكيان في الانتخابات التالية للرئاسة، كفيلان بان يكونا متلاصقين. الاول: توجد ما لا يقل عن ثلاث ولايات هامة يمكن للصوت اليهودي فيها أن يرجح الكفة: فلوريدا (مع عدد من السكان اليهود يزداد كل الوقت)، الينوي وبنسلفانيا. فلوريدا حرجة للفوز، جمهوري كان أم ديمقراطي. والثاني: اليهود معروفون كمتبرعين اسخياء للحزب الديمقراطي. اما الان، حين يتحرك يهود الولايات المتحدة يمينا، مثلما في اسرائيل، فان كمية التبرعات للجمهوريين ترتفع.

          ثمة مقياس آخر لانتقال اليهود يمينا: موقف الحزبين من اسرائيل. نقطة البدء للجمهوريين منذ بدأ « غالوب » يستطلع هذه العلاقة كانت منخفضة: في 1988 كان 47 في المئة فقط من الجمهوريين يتماثلون مع اسرائيل أكثر مما مع الفلسطينيين. اما اليوم فتبلغ نسبة المتماثلين مع اسرائيل 83 في المئة – يكاد يكون رقما قياسيا لكل الازمنة. هذا الارتفاع في تماثل الجمهوريين مع اسرائيل يمكن أن يعزى ايضا لحقيقة ان الكثير من اليهود انضموا الى صفوف هذا الحزب.

          في ذات الفترة الزمنية، أي من 1988 وحتى اليوم، كان تماثل الديمقراطيين مع اسرائيل أكثر فتورا مما مع الفلسطينيين، ونادرا ما تجاوز الـ 50 في المئة (اليوم يبلغ 48 في المئة). وبين سنوات 1993 – 2001 تماثل مع اسرائيل اكثر مما مع الفلسطينيين نحو 35 في المئة من الديمقراطيين فقط. وهكذا يسأل العديد من اليهود: اذا لم يكن الديمقراطيون متحمسين حقا لاسرائيل، فلماذا نتحمس نحن؟

          في السنة والنصف المتبقيتان لولاية اوباما سيحسم اذا كان اليهود سيصلون الى شرخ مع الديمقراطيين أم أنه هو وحزبه سينجحان في ان يوقفا الانجراف (هيلاري كلينتون لا تزال شخصية لغز لمعظم اليهود في كل ما يتعلق باسرائيل). وموقف غير ودي او خطر أمني أو دبلوماسي على اسرائيل سيغير انماط تماثل العديد من اليهود وشكل تصويتهم. وعندها لا يجب لاحد من الديمقراطيين أن يسأل لماذا هجرهم الصوت اليهودي.