خبر تحليل: وثيقة خضوع - معاريف

الساعة 09:36 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

       بقلم: بن كسبيت

 

          (المضمون: معنى هذا الأمر هو أن دولة اسرائيل ستدار لمدة سنة كاملة بدون موازنة و بدون سياسات، على طريقة 1:12 صورة عن الوضع للموازنة السابقة في كل شهر، ليس أكثر-  المصدر).

وثيقة خضوع، المسماة أيضاً الاتفاق التحالفي بين الليكود و يهدوت هتوراة، وقِّع أمس، والحريديون يجدون صعوبة في إزالة الضحكة عن وجوههم و السمن المنساب باتجاه ذفونهم. من حقهم. ليس هنالك ادعاءات نقدمها لمن يطلبها. التهمة ملقاة على من استسلم. سيقال الكثير عن هذا الاتفاق الذي لم يبقِ حجراَ على حجر من إنجازات الحكومة السابقة بكل ما يتعلق بالتخصيصات، التعليم الديني، المساواة في تحمل العبء... الخ.

          ما يثير حب الاستطلاع أكثر هو ما الذي يفكر فيه الرجل الذي عليه دفع الملياردات السائبة هذه ( إضافةً لنا، كما هو مفهوم). يسمون هذا الرجل موشيه كاحلون، وهو وزير المالية العتيد. هو الذي سيتوجب عليه دفع هذه المبالغ، وزيادة المخصصات و تحصين من جديد المخصصات و حمل الحريديون من جديد. بكل ثقلهم على الصندوق العام. ماذا يجول بخاطره؟ هل هو واعٍ لوضعه؟ هل يقوم بالتفكير بالأرقام، وهل فهم أنها لا تلتقي، و ليس هنالك وضعاً يمكن فيه عرض ميزانية معقولة لـ 2016، وأنه غير واضح من أين سيمول الإصلاحات و كيف سيعمل مع الطبقات التي أوصلته لوزارة المالية؟ هاكم مثالاً بسيطاً للتسيُّب: الدولة تعمل بدون موازنة و بدون سياسة اقتصادية من أكتوبر الأخير، التقدير أنه حتى أكتوبر القادم لن تقدم موازنة جديدة، والذي سيحدث في أكتوبر هو موازنة لـ 14 شهراً حتى نهاية 2016 ، معنى هذا الأمر هو أن دولة اسرائيل ستدار لمدة سنة كاملة بدون موازنة و بدون سياسات، على طريقة 1:12 صورة عن الوضع للموازنة السابقة في كل شهر، ليس أكثر.

          هنالك فقط استثناءٌ واحد من هذه الحالة: الحريديون. سيحصلون على مخصصاتهم و اعتماداتهم من جديد و بأثر رجعي، من بداية 2015. لن يخسروا شهراً. جيش الدفاع سيكتفي بـ 1:12، وسيضطر إلى مواءمة التدريب و التسلح و التعزيز لموازنة السنة السابقة  والعيش داخل هذه الجبيرة. أما الحريديون؟ كلّا و ألف كلّا. لقد عانوا بما فيه الكفاية و سيتم تعويضعم بأثر رجعي. هذا ما يتضح الآن من الاتفاقيات التحالفية. و كحلون صامت.