دمر منزله في غمضة عين..

تقرير فارس يعيش في كراجٍ للسيارات مع أسرته بعد 25 عاماً من العمل الشاق

الساعة 08:54 م|29 ابريل 2015

فلسطين اليوم

25 عاماً قضاها المواطن فارس محمدين في العمل داخل الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة حتى استطاع أن يبني منزلٍ يأويه وأسرته المكونة من 6 أشخاص ذكوراً وإناثاً من برد الشتاء وحرارة الصيف المرتفعة.

لكن تلك السنوات الطويلة من العمل والجهد والمشقة ذهبت أدراج الرياح في غمضة عين، ما دفع تلك الأسرة كغيرها المئات من الأسر التي دمرت بيوتها بالكامل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لاستئجار منازلٍ بقدر ما يستطيعون.

« فارس » الأب لـ6 أبناء لم يستطع أن يستأجر شقة أقل ما يُقال عليها متواضعة أو في منزل مرفه فلم يجد امامه سوى كراج للسيارات وذلك لأنه وبكل بسطةٍ أحد العمال الذين أصبحوا عاطلين عن العمل منذ سنوات عدة، ويبحثون عن بطالة هنا أو هناك لتسد جوع أبنائه في ظل عدم توفر فرص العمل في قطاع غزة.

فقد قال فارس لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، « قبل عام 2001 كنت أعمل في »إسرائيل« (الأراضي المحتلة) بأحد المطاعم وفي بعض الأحيان أعمل في البناء لزيادة الأرباح وخلال الانتفاضة منعت »إسرائيل« العُمال من العمل ما دفعني للبحث عن فرصة عمل في قطاع غزة كي أعتاش عليها ».

وأضاف: « حصلت على عملٍ في إحدى الشركات الخاصة بغزة لمدة 9 سنوات متواصلة تمكنت من خلال العمل في تلك السنوات في »إسرائيل« وغزة »، من بناء منزلي شرق حي الشجاعية حيث سكنتُ به مدة 6 سنوات فقط وخلال تلك المدة كنت اعمل بشكل متقطع« .

وتابع قوله: »حينما هدمت « إسرائيل » منزلي لم استطع استئجار شقة كغيري من المواطنين فلا يمكنني توفير ما قيمته 300 دولار لصاحب الشقة بشكل شهري فلا يوجد أمامي فرصة عمل سوى البحث عن بطالة هنا أو هناك وكل ما يتم دفعه لنا هو مبالغ زهيدة من قبل وزارة الأشغال لذلك قررت أن أعيش وأسرتي في حاصل أحد المنازل (كراج للسيارات) لتوفير ما نستطيع من أموال إضافة إلى أموال وزارة الأشغال« .

أصحاب الشركات الخاصة يستعبدون العامل ولا يتعاملون معه كإنسان

وعن العمل في غزة قال: »العامل مظلوم يفتقد كثيراً من الحقوق التي يكفلها القانون لا أحد في غزة من أصحاب الشركات الخاصة يتعامل مع العامل كأنه إنسان الكل يريد استعباده لا يجوز أن أعمل 15 ساعة متواصلة بـ 30 شيقل فقط في أي قانون هذا؟!، العامل يفتقد لحقوقه يفتقد لإنسانيته« .

وبين فارس أن صاحب الشركة التي كان يعمل بها قام بطرده لمناوشات حدثت بينه وبين أحد العاملين في الشركة وعندما طالبت بأتعابي طيلة السنوات الـ9 الماضية لم أحصل إلا على 6ألاف شيقل رغم أن حقوقي تقدر بـ 15 ألف شيقل فأين الحق والقانون؟؟ ».

وأشار إلى أن العمال في غزة يضطرون في كثير من الأحيان إلى العمل لساعات طويلة مقابل أجر زهيد بسبب قلة فرص العمل ولاضطراره في الحصول على أموال أيٍ كانت ليسد جوع أبنائه.

وعن مطالبته في يوم العمال قال: « أولاً نحن العُمال لا نعترف بهذا اليوم أصلاً فلا عمل ولا شيء نعتاش عليه فلماذا الإجازة؟ ولماذا الاحتفال بهذا اليوم؟، أطالب المسؤولين بأن يتحدوا جميعاً لإنقاذ العمال العاطلين عن العمل منذ سنوات عدة لا يعقل أن يكون لنا قيادة تتحدث باسمنا دون أن ترعانا وتوفر لنا فرص عمل نعتاش عليها ».

وعشية عيد العمال العالمي الذي يصادف غدا الجمعة، فقد أوضح جهاز الإحصاء الفلسطيني أن العمال في قطاع غزة هم أكثر الفئات التي تعاني من البطالة في فلسطين حيث بلغ عدد المتعطلون منهم ما يقارب 195 ألف عاطل عن العمل.