خبر الاتفاق مع إيران: لنطالب بإضافة أمنية- إسرائيل اليوم

الساعة 10:48 ص|29 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

يعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المعارض الاكثر حدة للاتفاق الذي يلوح في الأفق بين الولايات المتحدة وايران في الموضوع النووي. قوة معارضة مضمون الاتفاق المرحلي وبعده مضمون اتفاق الاطار، تقود الى الشعور بأنه يرى بمجرد المفاوضات مع ايران خطأ كبيرا، لأن كل مفاوضات ستقود الى التنازل، وكل تنازل لايران سيُبقي شيئا ما من قدراتها الحالية. لقد قدر نتنياهو أن ايران لن تنفذ الاتفاق المرحلي، هو يرفض تماما التفاصيل التي نشرت من داخل الاتفاق المرحلي ويفضل اتفاقا أفضل، الذي من السهل أن نُقدر أنه لن يكون له شريكا ايرانيا.

هناك من يقبلون وجهة نظره، ويعتقدون أنه يمكن الابقاء على العقوبات بل وتعزيزها، رغم نفاد الصبر الذي تبديه الدول التي تطالب بتطوير علاقاتها مع ايران، وأن استمرار التهديد بعملية عسكرية مع الاستعداد لتنفيذها يمكن أن يؤدي الى تجريد كامل للقدرة الايرانية على انتاج سلاح نووي.

أعتقد أن السياسة الامريكية صحيحة لأنه لا يوجد اتفاق أفضل بصورة ذات مغزى مما استطاع الامريكيون الحصول عليه، وأنه اذا تم ضمان رقابة جيدة فان هذا الامر سيبعد التهديد النووي الايراني لمدة سنوات كثيرة أكثر من أي بديل آخر، بما فيها الخيار العسكري.

ولكن حتى لو كان نتنياهو على حق، وحتى اذا كانت معارضته لسياسة اوباما بهذا الخصوص تبرر المواجهة الشخصية القاسية بينهما، فان هذا لا يشرح ولا يبرر غياب الحديث الفوري في موضوع الاضافة الامنية التي ستحصل عليها اسرائيل. إن نتيجة رفض وجود محادثات كهذه من شأنه أن يكون بطل القصة الذي يأكل السمك الفاسد. ومع هذا، يطرد من المدينة: إن قرار اسرائيلي بعدم اجراء مفاوضات مع الادارة الامريكية على أبعاد امنية جديدة ستنبثق عن الاتفاق، طالما لم يوقع الاتفاق بعد، لن يمنع التوقيع (اذا تم توقيع الاتفاق فسبب ذلك ينبع من اسباب اخرى)، ولكن ذلك يضع اسرائيل في موقف ضعيف عندما تبدأ المفاوضات مع الولايات المتحدة فقط بعد أن يكون الاتفاق موقعا عليه.

يجب على اسرائيل ألا تجد نفسها في وضع غير مريح كهذا. على نتنياهو الاعلان أنه يواصل معارضته لاتفاق الاطار لأنه كان يريد أن يرى اتفاقا أفضل وإلا فمن المفضل ألا يكون هناك اتفاق بتاتا. مع هذا، وفي نفس الوقت، عليه ادارة محادثات جدية حول الدفاعات التي ستحتاجها اسرائيل ازاء المخاطر المرتبطة بعدم تنفيذ الاتفاق من قبل الايرانيين.

قادة السعودية ودول الخليج دُعوا لمقابلة الرئيس اوباما في كامب ديفيد من اجل الحصول على توضيحاته حول الاتفاق الآخذ في التبلور، وحول الاطواق الامنية التي تستطيع الولايات المتحدة منحها لدولهم ازاء الوضع الجديد. لم يخرج أي منهم من اللقاء وهو يدعم الاتفاق، كلهم سيعبرون عن عدم رضاهم، لكنهم سيفرحون بالحصول على ما ستعرضه الولايات المتحدة عليهم. ليس هناك أي سبب لئلا تتصرف اسرائيل بنفس الطريقة.