خبر « مؤتمر الرياض »: خطة للخروج باتفاق طائف سوري

الساعة 07:05 ص|29 ابريل 2015

فلسطين اليوم

تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر يضم ممثلين عن طوائف المجتمع السوري كافة، والأحزاب السياسية والفصائل العسكرية والمنظمات الإغاثية والحقوقية.

وحسبما اورد موقع « العربي الجديد » من مصادر خاصة، فان المؤتمر سيدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الرئيس السوري، بشار الأسد، تقود المرحلة الانتقالية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصات طائفية وحزبية. وفي هذا السياق، أوضحت المصادر، أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصات الطائفية؛ هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف بشأن لبنان والذي رعته المملكة العربية السعودية في العام 1989 في مدينة الطائف، وأنهى في وقتها الحرب الأهلية اللبنانية.«

وأشارت المصادر، إلى أن الرياض تجري محادثات مستعجلة مع أطراف دولية عدة لإنجاح هذا المؤتمر وإنهاء الأزمة السورية وسط تعتيم إعلامي كبير تخوفاً من فشل المؤتمر.

من جهة ثانية، لفتت المصادر إلى وجود قلق دولي كبير من حدوث مجازر طائفية، وخصوصاً مع التقدم الكبير للمعارضة السورية وقربها من منطقة الساحل والقرى التي تحتوي على نسبة كبيرة من العلويين والإسماعيليين.

ونوّهت إلى أن هيئة الحكم الانتقالية التي ستنبثق عن المؤتمر ستعمل على إطاحة الأسد ومقاتلة تنظيم »الدولة الإسلامية« (داعش)، في الوقت نفسه وإنهاء وجودها، في حين سيتم الضغط على »جبهة النصرة« لفك ارتباطها عن القاعدة والانخراط ضمن الفصائل العسكرية المقاتلة، وفي حال رفضها سيتم مقاتلتها على أنها تنظيم متطرف بالسوية نفسها مع تنظيم »داعش« .

وعن لقاءات جنيف التشاورية الثنائية التي دعا إليها المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، في أوائل الشهر المقبل، اعتبرت مصادر »العربي الجديد« ، أنه »لن يكون لها أثر على مستقبل سورية، وإنما هي مجرد إلهاء لما يجري التحضير له في الرياض« .

وذكرت المصادر، بأن محادثات جنيف الثنائية دعت عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية والمؤسسات والمنظمات، وتجاوز عدد الدعوات الـ40 دعوة، وهي دعوات تحاكي مؤتمري موسكو والقاهرة، حيث إن جميع الدعوات أرسلت بصفة شخصية مبتعدة عن تمثيل للمؤسسات والأحزاب السياسية.

في غضون ذلك، أبلغ رئيس »الائتلاف الوطني السوري« ، خالد خوجة، المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، موافقته على حضور اللقاءات التشاورية المقبلة في جنيف، والتي سيجريها فريق أممي بشكل منفصل مع أطياف المعارضة السورية، في أوائل شهر أيار (مايو) المقبل. وأوضح الائتلاف في بيان رسمي أن، »هذه المشاورات تأتي من أجل تفعيل بيان جنيف وتوضيح عناصره الأساسية، والوقوف على آراء المعارضة وقطاعات واسعة من المجتمع السوري، بالإضافة إلى القوى الإقليمية والدولية فيما يتعلق بكيفية المضي قدماً نحو حل سياسي يقوده السوريون بأنفسهم« .

كما جدد الائتلاف من خلال البيان تأكيده على، »التمسك بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت، لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وذلك على الرغم من قناعة الائتلاف بأن نظام بشار الأسد ما يزال مصراً على التمسك بالحل العسكري، ويماطل بقبول المبادرات الدولية لهدف وحيد، وهو كسب المزيد من الوقت لقمع ثورة الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة« .

ولفت إلى أن »لا حل في سورية إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سورية، وأن انتصارات الثوار تفرض تغيراً لموازين القوى على الأرض، ونظرة جديدة من المجتمع الدولي للواقع السياسي الحالي، وتتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية« .

وفي سياق متصل، كشفت مصادر أخرى في المعارضة السورية، عن إجراء »الاتئلاف الوطني« لقاءات تشاورية، السبت الماضي في اسطنبول مع عدد كبير من الفصائل العسكرية وعلى رأسها »جيش الإسلام« ، و »أحرار الشام« ، و »فيلق الشام« ، و »الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني.

وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق بين الجميع على خمسة بنود أساسية، أولها لا حل في سورية إلا برحيل الأسد، كما تم الاتفاق على تحقيق أعلى درجة من التوافق والتنسيق بين قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية، وحماية القرار الوطني المستقل مع الاستمرار بالتنسيق والتعاون مع حلفاء الثورة وأصدقائها، ودعوة جميع مكونات الشعب السوري للانضمام إلى الثورة والمشاركة في جميع الجهود لوقف أعمال القتل والتدمير، والوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل النظام وإعادة إنتاجه، وأن يكون الحل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية. وأوضحت أن هدف الأجتماع الأساسي هو لإطلاع المجتمعين على ما يتم تحضيره لمؤتمر الرياض، والتنسيق فيما بينهم حول محاور المؤتمر، وضم وفد الائتلاف، رئيسه خالد خوجة، الذي كان في زيارة غير معلنة إلى السعودية في أوائل شهر نيسان (أبريل) الحالي استغرقت يومين وكانت الزيارة لإطلاع خوجة على تفاصيل المؤتمر.