خبر دراسة: يجب منع الطاولات والكراسي بالمدارس لأنها تشتت التركيز

الساعة 05:43 م|28 ابريل 2015

فلسطين اليوم

اعتدنا جميعاً منذ كنا صغاراً على شكل غرفة الصف المليئة بالطاولات والكراسي، وكان المعلمون يهتمون كثيراً بجلوس الجميع أثناء الحصة ومنع التجول داخل الصف؛ بحجة أن الوقوف أو الحركة أثناء الدرس تفقد الآخرين والطالب والمعلم تركيزهم وتخل بالنظام الصفي.

 

لكن دراسة حديثة بيّنت أن إزالة الطاولات والكراسي من الصفوف أكثر نفعاً في العملية التعليمية؛ لأنها تزيد من قدرة الطلاب على التركيز. فبحسب ما نشرت صحيفة « ذا ديلي ميل » البريطانية عن الدراسة، جاء أنه بحسب تجربة تبيّن أن تلقي الطلاب للمعلومات أثناء الوقوف يزيد من تركيزهم بنسبة 12%.

 

ويذكر أن زيادة تركيز الطلاب بنسبة 12% تعني أنهم أصبحوا يركزون 7 دقائق أكثر في كل ساعة؛ أي أكثر من 40 دقيقة خلال اليوم الدراسي؛ أي ما يقارب الـ133 ساعة تعليمية خلال العام الدراسي. أي من ناحية أخرى، يفقد الطلاب 133 ساعة من تركيزهم في الحصص الدراسية بسبب وجود الكراسي والطاولات.

 

واعتمدت الدراسة على تجربة أجريت على 300 طفل في الصف الثاني والثالث والرابع الابتدائي، واستمرت على مدار عام دراسي كامل. وقد تم قياس أداء الطلاب عن طريق تفاعلهم في الدرس بالإجابة عن الأسئلة أو رفع اليد لطلب المشاركة في النقاش، إلى جانب قياس التصرفات الخارجة عن سياق الدرس مثل الأحاديث الجانبية والإزعاج.

 

وخلال التجربة قام الباحثون بوضع نوع آخر من الطاولات لفحص تأثيره، وهي مكاتب مرتفعة يمكن العمل عليها أثناء الوقوف، ويمكن الجلوس على المقعد العالي المثبت بها. وقد أثبت هذا النوع نجاعته لأنه في الوقت نفسه لا يمنع الطالب من الجلوس إذا تعب، لكنه يحفزه على الوقوف أيضاً.

 

وفي هذا السياق علّق بروفيسور « بندن » من جامعة تكساس قائلاً إن نتائج البحث مهمة، وتؤكد أن الفعالية الجسدية تؤثر إيجابياً، وتفيد النشاط الذهني والقدرات العقلية، وهو ما أثبتته تجارب سابقة أيضاً. كما أضاف أن استخدام المكاتب العالية يقلل من السلوكيات الهدّامة، ويعزز بدلاً من ذلك السلوكيات الأكاديمية على أنواعها. وتأتي أهمية تبني الطالب لسلوكيات أكاديمية لكونها ضرورية، بل العامل الأهم الذي يحدد تحصيل الطالب.

 

- الوقوف والسمنة

 

وفي دراسة سابقة أوصى الخبراء بمنع الطاولات بشكلها الحالي والكراسي في المدارس لمكافحة ظاهرة السمنة عند الأطفال. إذ تبيّن، بحسب دراسة أشرف عليها بروفيسور « بندن »، أن الطلاب أثناء وقوفهم يحرقون 15% سعرات حرارية أكثر من الطلاب الجالسين على المقاعد التقليدية.

 

وفي سياق متصل يذكر أن الرابطة الطبية الأمريكية أصدرت توصيات سابقاً تفيد بأن الجلوس لفترات مستمرة ضار للصحة. وعليه أوصوا المؤسسات والشركات بتوفير بدائل عن الجلوس لموظفيهم؛ كإنشاء زوايا مخصصة للعمل أثناء الوقوف يمكن للموظفين التوجه إليها بحسب رغبتهم.

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية فإن دراسات سابقة أظهرت أن معدل الجلوس اليومي للناس هو 7.7 ساعات يومياً، وأن عدداً كبيراً منهم يجلس لمدة 15 ساعة يومياً. وعليه توصي الجهات المختصة بالصحة بالوقوف لمدة أطول؛ لأنه بحسبهم تعتبر فوائد الوقوف شبيهة بفوائد المشي؛ فهي تزيد طاقة الإنسان، وتحرق سعرات حرارية، وتزيد من تدفق الدم، وتحسن من أداء العضلات والأداء العام للجسم.