تقرير لماذا يرفض المرضى التحويلة لـ« مصر »..؟

الساعة 08:38 ص|27 ابريل 2015

فلسطين اليوم

نهش المرض دماغ الخمسينية أم محمد الغرباوي من مدينة غزة، والتي تعاني من ورم في الدماغ، منذ أكثر من خمسة شهور، زارت خلالهم أكثر من دكتور مختص طلباً للعلاج، فتعصى عليهم معالجتها، داعينها للعلاج في الخارج.

استمرت أم محمد تسعى ليخرج لها تحويلة علاج وبعد صبر أكثر من ثلاثة شهور فُرجت عليها بتحويلة طبية، لكنها فوجئت أن التحويلة لن تنفعها، حيث كانت لمستشفى القاهرة التي يصعب الوصول لها في ظل الإغلاق المتكرر لمعبر رفح الحدودي.

معبر رفح هو البوابة الوحيدة لأهالي قطاع غزة، لم يفتح العام الحالي سوى خمسة مرات فقط، كان آخرها في شهر مارس الماضي، وذلك بحجة التفجيرات والأوضاع الأمنية في سيناء، وبعد حادثة مقتل الجنود المصريين وتصاعد الأزمة بين مصر وحماس.

وزارة الداخلية بغزة، أكدت أن 90 ألف مواطناً من الحالات الإنسانية بحاجة ماسة للسفر، من بينهم 3500 مريض، أكثر من نصفهم مرضى سرطان، وحوالي 2500 طالب، والآلاف ممن انتهت إقاماتهم (التأشيرات) أو توشك على الانتهاء وحملة الجوازات المصرية والأجنبية.

في حديث خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، تساءلت أم محمد وعلامات الحيرة تبدو على وجهها عن موعد فتح المعبر: ألا يعلم المسؤولون أن حالتي لا تحتمل المزيد من الانتظار على معبر رفح على اعتبار أنه الشريان الوحيد لنجدتها من المرض القاتل، هل لا يعلم المسؤول أن هناك حالات مرضية مستعجلة.

وتشير، إلى أن حالتها لا توجد لها علاج داخل قطاع غزة، وعامل الوقت مهم جداً وإلا ستتعرض للوفاة ، موضحةً أن الانتظار على معبر رفح هو القتل البطيء بالنسبة لها، فهي لا تستطيع الصبر على ألم المرض.

أما أم مصطفى سكيك (46 عاماً) تعاني من عظم الحوض تقول لمراسل « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »أتمنى من الله أن يتم تحويلي على الضفة الغربية أو الأراضي المحتلة عام 48، أفضل بكثير من مصر، لأني أعاني بشدة من الألم.

. فمعبر رفح بالنسبة لسكيك هلاك وجحيم بسبب السياسات القائمة، متمنيةً أن يفتح المعبر بشكل مستمر للحالات الإنسانية ويخرج المعبر من الحسابات الخلافات السياسية

 وناشدت سكيك الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطينية، فحالة انتظار المعبر تزيد من تفاقم المرض ويصعب السيطرة عليه وعلاجه مما يزيد من المعاناة.

إبراهيم سعدة (16 عاماً) يعاني من ثقب في القلب حصل على تحويلة لمستشفيات الضفة الغربية يقول لمراسل « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: »أحمد الله إني لم أحول على مصر فالانتظار على مرضي خطير جدا، معرباً عن تعاطفه مع المرضى الذين يحولون على مصر متمنياً لهم فتح المعبر والشفاء العاجل.

من جهته أوضح بسام البدري مدير عام العلاج في الخارج، أنهم مضطرون إلى تحويل بعض الحالات إلى مصر نظراً للتكلفة المادية، وحسب حالة المريض

 وأضاف البدري لـمراسل « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن الدائرة تقوم بالتواصل مع السلطات المعنية في مصر لفتح معبر رفح للحالات الإنسانية والتحويلات العلاجية »، متمنياً الاستجابة لمطالبهم في أسرع وقت.

وأكد البدري أن لإغلاق معبر رفح آثار سلبية على المرضى، مشيراً إلى أن انتظار المرضى لفتح معبر رفح قد يؤثر على تفاقم مرضهم"، وناشد السلطات الفلسطينية والمصرية، بضرورة تحمل المسؤولية تجاه غزة.