أصرَ على تشكيل حكومة يمينية خالصة

تقرير مأزقُ تشكيل الحكومة.. نتنياهو المأزوم 'كَواوي بَلَعَ مِنجَل'

الساعة 04:33 م|25 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أنقضت المهلة القانونية الأولى لتشكيل بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية الجديدة؛ وشارفت المهلة الثانية والأخيرة على الانقضاء، ولا تزال المفاوضات الائتلافية الليكودية مع الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومة المقبلة متعثرة وعالقة حتى اللحظة.

وكان الرئيس « الإسرائيلي » رؤوفين ريفلين منح رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، مهلة إضافية مدتها أسبوعان، لتشكيل حكومة جديدة.

يذكر أن ريفلين كلف نتنياهو بتشكيل ائتلاف حاكم في 25 مارس/آذار، وذلك اعتمادا على نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت يوم 17 مارس/آذار الماضي، لكن رئيس الوزراء المكلف لم يتمكن من إتمام مفاوضات تشكيل الائتلاف خلال فترة 28 يوما التي يخصصها القانون لذلك.

يذكر أن حزب « الليكود » الذي يترأسه نتنياهو فاز في الانتخابات البرلمانية الماضية، وحصل على 30 مقعدا في الكنيست، وأيد 67 نائبا من أصل 120 تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، وذلك خلال المشاورات التي جرت بعد الانتخابات.

مختصون في الشأن الإسرائيلي أكدوا أن نتنياهو في مأزق سياسي داخلي كبير ويعيش أزمة حقيقية في قدرته على تشكيل حكومة جديدة، وانه وضع الليكود في بازارٍ للابتزاز السياسي من قبل الأحزاب اليمينية الصغيرة، بعد ان حسم خياره بان تكون حكومته يمينية بحتة وليست حكومة وحدة.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله يرى أن نتنياهو يعيش أزمة حقيقية مع أحزاب اليمين الصغيرة بعد أن وضع « نقطة ضعفه » ومستقبله السياسي بأيدي الأحزاب الصغيرة كحزب شاس، والبيت اليهودي.

وأوضح عطالله في حديثه لـ« فلسطين اليوم » أن نتنياهو يعيش أزمة في تشكيله للحكومة لسبب واحد وهو حسمه اختيار حكومته من اليمين ورفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ حيث أن نتنياهو يعي في حال فشلت المفاوضات مع أحد الأحزاب اليمينية وإن كانت صغيرة فإن مهلته ستنقضي وسيكون مصير الفشل في التوصل لتشكيل الحكومة.

ويشير عطالله أن معسكر اليمين (5 + الليكود) حصدتُ في الكنيست 67 مقعدا من أصل 120؛ وذلك يؤهلها لتشكيل الحكومة لكن في حال تعثرت المفاوضات فإن تشكيلها سيكون صعب للغاية.

ولفت أن الأحزاب اليمينية تحاول ابتزاز نتنياهو ليس من باب إفشاله، وإنما من باب تحصيل امتيازات أكبر داخل الجسم الحكومي القادم.

 مختص في الشأن الإسرائيلي: الأحزاب اليمينية تحاول ابتزاز نتنياهو ليس من باب إفشاله، وإنما من باب تحصيل امتيازات أكبر داخل الجسم الحكومي القادم

اكرم عطالله.JPG

وبين عطالله أن معركة « عض الأصابع » بين الليكود المفاوض والخمسة أحزاب اليمينية ستستمر حتى اليوم الأخير من الفرصة الثانية لتشكيل الحكومة التي منحه إياها القانون الإسرائيلي، موضحاً أن اليمين لن يُفشل نتنياهو في تشكيله للحكومة، لأن فشل نتنياهو يُعد فشلاً لمعسكر اليمين بأكمله.

وينصُ القانون الإسرائيلي على أنه في حال أخفق نتنياهو بتشكيل الحكومة ضمن المهلة الزمنية القانونية فإن الرئيس يكلف شخصية أخرى بتشكيل الحكومة وفي حالة فشله تجرى انتخابات عامة مبكرة.

وأشار عطالله ان نتنياهو استجاب لشروط بعض الأحزاب اليمينية؛ كحزب (يهود هتوارة) وحزب (كولانا) برئاسة موشيه كحلون واتفق معهم على معظم بنود الاتفاقيات الائتلافية معهما؛ لافتاً أن (البيت اليهودي) و(حزب شاس)، و(اسرائيل بيتنا) من الممكن أن ينزل نتنياهو عند شروطهم وينجح في تشكيل الحكومة اليمينية.

 الكتل المرشحة للانضمام إلى الحكومة المقبلة تصرُ على شروطها وتأمل قبيل الوصول إلى نهاية مهلة تشكيل الحكومة أن يضطر نتنياهو إلى التراجع ومنح هذه الكتل المزيد من المناصب

وتدور حرب حول حقيبة الأديان بين حزبي 'البيت اليهودي' وشاس, ورفض نتنياهو اقتراح 'البيت اليهودي' بإبقاء هذه الحقيبة بيده وتعيين نائبي وزير من الحزبين في هذه الوزارة.

وبين عطالله أن الفريق المفاوض الليكودي شرس في التفاوض مع الأحزاب اليمينية؛ وانه يتبع أسلوب المناورة ويلوح للأحزاب الصغيرة إمكانية تشكيله حكومة وحدة وطنية في حال فشل في التوصل لتشكيل حكومة يمينية، مستدلاً على ذلك بالخبر الذي أوردته صحف مؤيدة لنتنياهو « نتنياهو يلتقي هيرتسوغ لبحث تشكيل حكومة ائتلافية موحدة »، لافتاً أن من يقف وراء التسريب الوفد المفاوض الليكودي.

وتأمل الكتل المرشحة للانضمام إلى الحكومة المقبلة، وهي 'كولانو' و'البيت اليهودي' و'يسرائيل بيتينو' وشاس، أنه قبيل الوصول إلى نهاية مهلة تشكيل الحكومة، سيضطر نتنياهو إلى التراجع ومنح هذه الكتل المزيد من المناصب، مثل نائب وزير أو رئيس لجنة في الكنيست، علما أن الموضوع الأهم هي الوزارات والمجالات التي ستتولى مسؤوليتها.

 كاتب سياسي: رغم مناورات نتنياهو الانتخابية ومغامراته السياسية فإن رجل تل أبيب الأول ورأس حكومتها الراحلة لم ينجح في تشكيل حكومته رغم التوقعات الكبيرة التي رأت في فوزه الانتخابي الكاسح فرصة ذهبية لتشكيل حكومة خلال أيام


صبري صيدم

 الكاتب السياسي ومستشار الرئيس الفلسطيني د. صبري صيدم يتفق مع سابقه في مقالة له بعنوان « مطلوب حكومة » ان نتنياهو يعيش في أزمة حقيقية؛ حيث يقول:« رغم مناوراته الانتخابية ومغامراته السياسية ووعوده البراقة والتزاماته المتعددة وطموحاته الكبيرة فإن رجل تل أبيب الأول ورأس حكومتها الراحلة وحكومتها القادمة بنيامين نتنياهو لم ينجح حتى اللحظة في تشكيل حكومته الموعودة رغم التوقعات الكبيرة التي رأت في فوزه الانتخابي الكاسح فرصة ذهبية لتشكيل حكومة خلال أيام من تكليفه ».

ويضيف صيدم في مقاله :« حكومة اللاحسم واللاسيطرة التي يريدها نتنياهو فشلت في رؤية النور حتى تاريخه خاصة أن تكتيك الزعيم المأزوم ارتكز على مفهوم إطلاق الوعود البراقة لرؤساء الأحزاب الحليفة له معنويا بتسليمها حقائب وزارية مرموقة، بينما عهد لإطلاق وعود متقابلة بتسليم مسؤولية اللجان الحكومية النظيرة لأحزاب أخرى بغرض خلق انعدام واضح في التوازن وتناقض إداري يعطيه ».

وتابع :« وأمام سعي رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف للعب على عامل الوقت والتهديد المبطن لحلفاء الغد فإن مدة التكليف المحددة تقارب على النفاد، ما يعني بأنه ربما يضطر للتحالف مع معسكر ليفني- هرتسوغ الذي يتقاطع معه في رؤاه الصهيونية لكنه يبدو ظاهريا وكأنه يقف في مربع المعارضة ».

وزاد :« زواج الليكود بالمعسكر الصهيوني سيتخطى حاجز الخمسين مقعدا ويسهل مهمة نتنياهو في الوصول إلى الواحد والستين مقعدا المطلوبة لتشكيل حكومة الاحتلال القادمة، بل يفوت الفرصة على كل من أراد التحكم بالليكود وفرض الفيتو الخاص به للتأثير على التشكيل الحكومي القادم ».

« وأيا كانت النتائج فإن إسرائيل وفي حال جنوحها نحو المعارضة المزعومة أو بتبنيها لحكومة يمينية صرفة لن تعيش تغيرا جذريا في سياستها الخارجية خاصة وأنها لا ترى حاجة ملحة لتقديم أي تنازلات. فالوضع السياسي الإقليمي القائم حاليا يعتبر ذهبيا وغير مسبوق في عمر دولة الاحتلال خاصة أمام انهيار الدول العربية القوية وتبعثر قواها واستمرار حالة الفراق »؛ قول صيدم في مقال مطلوب حكومة.

 رسام إسرائيلي يسخر من نتنياهو ويرسمه على شكل « البقرة » التي تتعرض للإبتزاز من الاحزاب اليمينية الصغيرة في إشارة منه إلى رغبة كل حزب في « إسرائيل » في الحصول على حقيبة وزارية


رسام كاريكاتير

وفي إطار الأزمة التي يعيشها نتنياهو؛ سخر رسام الكاريكاتير الإسرائيلي بدرمان بصحيفة « هآارتس » الإسرائيلية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث رسمه على شكل بقرة مليئة بالحليب.

كما ورسم « بدرمان » زعيم حزب شاس ايلى ادرعى على شكل بقرة صغيرة وهو يلتقم ثدى نتنياهو « البقرة الأم » وبجانبه زعيم حزب “كولانو” موشية كحلون، بينما يقف بعيدا زعيم حزب العمل “يتسحاق هرتسوج”.

ويشير الرسام بهذا الكاريكاتير إلى رغبة كل حزب في « إسرائيل » في الحصول على حقيبة وزارية خلال المشاورات الائتلافية التي يجريها نتنياهو مع الأحزاب في « إسرائيل ».

 

 

كلمات دلالية