تقرير قصف غزة رد فعل أم بداية لتصعيد متدحرج؟

الساعة 02:44 م|24 ابريل 2015

فلسطين اليوم

قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الخميس موقعاً عسكرياً للمقاومة الفلسطينية دون أن يوقع إصابات في المكان، رداً على ما زعمته وسائل إعلام الاحتلال بسقوط صاروخ في النقب أطلق من قطاع غزة.

محللان سياسيان أكدوا أن ما جرى بالأمس من قصف إسرائيلي لغزة لن يتجاوز حدود ردة الفعل خاصة وأن كافة الأطراف غير معنية بالتصعيد في هذا الوقت بالتحديد لأسباب سياسية ولكثرة الحديث عن هدنة طويلة الأمد.

وأوضح المحللان بأن رسالة جيش الاحتلال من خلال ردة الفعل السريعة هو أن يدها جاهزة في أي وقت وحين لضرب قطاع غزة كما فعلت سابقاً إضافة إلى أنها رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي لإسكات غضبه من عودة قصف البلدات المحاذية للقطاع.

من جهته أكد المختص في الشأن الإسرائيلي عيد مصلح، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يفاجئنا بعملية الرد على سقوط صاروخ بالنقب أكثر من سرعة الرد حيث أن جيش الاحتلال دائماً ما كان يرد في ساعات الفجر لكن هذه المرة الرد كان سريعاً ولم يتجاوز الساعتين.

وقال مصلح في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، مساء الجمعة: « أثناء سقوط الصاروخ كان قيادة جيش الاحتلال ذاهبون إلى وزارة الحرب لتهنئة قائدهم يعلون بعيد استقلالهم وخلال وصولهم كان الموضوع قد طرح مباشرة على الطاولة واتخذ القرار بشكل سريع بالرد على سقوط الصاروخ.

وأوضح مصلح، أن قيادة جيش الاحتلال اتخذت قراراً بقصف مدفعي لمواقع بعيدة عن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة  لعدم إيقاع إصابات في صفوف المدنيين خشية من الدخول في مسلسل الرد والرد المضاد من قبل المقاومة.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، بأن »إسرائيل« لا تريد العودة إلى المربع الأول قبل الحرب الأخيرة بتصعيد متدحرج لكنها تود أن تقول للمقاومة بغزة أن أي صاروخ يسقط في الأراضي المحتلة يقبله صاروخ في غزة.

بدوره أكد المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله أن ردة الفعل الإسرائيلي هي مشهد تكرر كثير ومعروف بأن بعد كل صاروخ يسقط في الأراضي المحاذية لقطاع غزة ترد »إسرائيل« على ذلك.

وأوضح عطا الله في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، مساء الجمعة أن رسالة »إسرائيل« للرد التقليدي للرأي العام الإسرائيلي بأن قيادة الجيش جاهزة لضرب قطاع غزة في أي وقت ولن تسكت على أي صاروخ يطلق من غزة.

وبين أن الرسالة الأخرى هي رسالة يعرفها الفلسطينيين بأن يد جيش الاحتلال جاهزة في أي وقت للتصعيد، مشيراً إلى أن الأمور تسير إلى هدوء وليس تصعيد خاصة في ظل الحديث عن تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال.

ولفت إلى أن إطلاق صاروخ من غزة هو رسالة أيضاً بان الأوضاع في غزة صعبة جداً وأن تأخر الاعمار واستمرار الحصار وتردي الوضع الاقتصادي قد يفجر الأوضاع إذا فشلت مفاوضات طويلة الأمد.

يشار إلى أن موقع »والاه« العبري تناول الجمعة ما يدور على »الجبهة الجنوبية« بالرغم من تقديرات أمنية إسرائيلية بأن »الجبهة الشمالية« هي التي تشكل التهديد الأكبر على إسرائيل خلال هذه الفترة، ومع ذلك فإن ما يدور أمام أعين جيش الاحتلال وما يسمعه سكان منطقة ما تسمى »غلاف غزة" يوميا، يؤشر على المرحلة القادمة واحتمالية اندلاع الحرب في الصيف القادم، والتي سوف تبدأ من حيث انتهت الحرب الأخيرة، متسائلا.. كيف يمكن التعامل مع خروج 30 مقاتل من المقاومة من باطن الأرض بدلا من 15 مقاتل كما شاهدنا في الحرب الأخيرة ؟.